الوقت- متاعب بايدن في العقد الثامن من عمره لا تنتهي، حيث يدخل بايدن البالغ من العمر 81 عاما المنافسة الانتخابية مع دونالد ترامب البالغ من العمر 78 عاما، والذي يتعرض لانتقادات بسبب استمراره في نشاطه السياسي في العقد الثامن من عمره.
كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن قادة الأعمال الأمريكيين وممثلي المجتمع المدني أرسلوا مؤخرا رسالة إلى البيت الأبيض يطلبون فيها من الرئيس الأمريكي جو بايدن الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية في البلاد، وفي مواجهة دعوات التنحي، أكد بايدن في تصريحات أنه لا يزال بإمكانه هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الـ5 من نوفمبر المقبل.
قلق بشأن صحة بايدن
لطالما كانت مسألة صحة بايدن إحدى القضايا التي نوقشت في وسائل الإعلام، وأكد البيت الأبيض، الجمعة الماضي، أن رئيس الولايات المتحدة عقد اجتماعا قصيرا مع طبيبه الشخصي بشأن إصابته بنزلة برد في الأيام القليلة الماضية، لكن لم يتم ذكر تفاصيل هذا اللقاء.
كما أعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن رئيس الولايات المتحدة اقترح في اجتماعه مع حكام الولايات الديمقراطية تقليص ساعات عمله والحد من الأنشطة الليلية التي تتم بعد الثامنة ليلاً حتى يتمكن من الحصول على قسط كاف من النوم، جاءت هذه التصريحات بعد أن نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين قولهم إن هفوات بايدن أصبحت أكثر وضوحا في الأشهر القليلة الماضية، ووفقا لمصدر تحدث إلى شبكة إن بي سي نيوز، قال بايدن مازحا أمام حكام الولايات: "أنا بصحة جيدة، كل ما في الأمر أن عقلي أصبح قليلا في الماضي".
وفي وقت سابق، كتبت صحيفة نيويورك بوست أنه في يناير 2024، التقى كيفن أوكونور، طبيب بايدن المعالج، مع أحد أطباء الأعصاب الرائدين في البلاد والمتخصصين في مرض باركنسون في البيت الأبيض.
طلب أعضاء حزب بايدن التنحي
من ناحية أخرى، ومع تزايد الشكوك حول صحة بايدن، ارتفعت أصوات قيادات الديمقراطيين المؤيدة لانسحاب جو بايدن من الانتخابات الرئاسية، وأبدى ما لا يقل عن 4 من قيادات اللجان الديمقراطية في مجلس النواب رغبتهم في انسحاب رئيس الولايات المتحدة من الانتخابات، كما أفاد موقع أكسيوس نقلاً عن 3 نواب ديمقراطيين كبار بأنهم طلبوا من بايدن إنهاء مشاركته في الانتخابات.
وقال أحد كبار المشرعين الديمقراطيين الذين تحدثوا إلى أكسيوس: "الناس منزعجون ويعتقدون أنه (بايدن) يجب أن يتنحى"، وفي الواقع، يبدو أن العديد من الديمقراطيين يشعرون بالقلق من قوة كلمات بايدن في الانتخابات المقبلة بعد أداء بايدن الضعيف خلال المناظرة مع ترامب.
عمل شاق لبايدن ضد ترامب
وتظهر معظم استطلاعات الرأي أن ترامب يتفوق بأكبر قدر في المنافسة على بايدن، كما أن كلمات بايدن الضعيفة وقوته البدنية المتراجعة جعلت العديد من الديمقراطيين يعتقدون أن هزيمته في الانتخابات الرئاسية المقبلة مرجحة.
انضم عضو ديمقراطي في مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا إلى الدعوات المطالبة بانسحاب بايدن من السباق، قائلاً إنه لا يعتقد أن بايدن قادر على الفوز، حتى إن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت، نقلاً عن مسؤول كبير في البيت الأبيض لم يذكر اسمه عمل مع بايدن لسنوات، أن المسؤول الكبير في البيت الأبيض خلص الآن إلى أن بايدن يجب أن يترك السباق السياسي لأنه لم يعد قادرًا على إدارة حملته بشكل جيد.
قلق حلفاء أمريكا
ولا تقتصر المخاوف بشأن صحة بايدن على الشعب الأمريكي أو أنصار بايدن في الحزب الديمقراطي فحسب، بل امتدت هذه المخاوف الآن إلى ما هو أبعد من حدود الولايات المتحدة، وفي هذا الصدد، نقلت وسائل الإعلام الأمريكية بوليتيكو أن حلفاء أمريكا في حلف شمال الأطلسي أعربوا سرا عن قلقهم من عدم تمكن جو بايدن، الرئيس الحالي للولايات المتحدة، من الترشح لولاية جديدة بسبب ضعفه وحالته البدنية، وتحدثت الصحيفة مع 20 مسؤولا مرتبطا بحلف شمال الأطلسي، وأكد معظمهم أن لديهم شكوكا حول قدرة بايدن على الفوز في الانتخابات.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله: "ليس عليك أن تكون عبقريًا لتفهم هذا (إعاقة بايدن) لتدرك أن رئيس الولايات المتحدة كبير في السن"، "لسنا متأكدين من أنه حتى لو فاز، فإنه سيبقى على قيد الحياة لمدة أربع سنوات أخرى"، ووفقا لهذا المنشور، يجب على بايدن الآن أن يثبت علانية مهاراته القيادية في قمة الناتو في واشنطن لإقناع الحلفاء بأنه مستعد للقتال من أجل إعادة انتخابه والبقاء في السباق الانتخابي.
تاريخ استقالة الرؤساء الأمريكيين
حتى الآن، كان آخر شخص يستقيل من منصب رئيس الولايات المتحدة هو ريتشارد نيكسون، لقد غادر البيت الأبيض في حالة من العار قبل نحو خمسة عقود بعد إساءة استخدام سلطات منصبه.
من ناحية أخرى، يقدمه اليمين الأمريكي كل يوم منذ ترشيح بايدن عام 2020 على أنه أحمق عجوز غير كفوء وعدواني وغير قادر على القيام بمسؤوليات المكتب الرئاسي، ولذلك فإن اتهام بايدن بعمره له نكهة سياسية أيضاً.
وفي الوقت الحالي، تظهر نتائج استطلاع أن عدد الناخبين الديمقراطيين في الولايات الأمريكية المتأرجحة الذين يشعرون بالقلق بشأن عمر بايدن وصحته، ارتفع بعد المناظرة مع ترامب، وحسب موقع "هافينغتون بوست"، فإن المشاركين في هذا الاستطلاع استخدموا كلمة "غير كفوء" في وصفهم لبايدن، وكانت حجتهم أن تصريحاته كانت غير متماسكة تماما خلال المقابلات التي أجراها.
ووفقا لاستطلاع أجرته شبكة سي بي إس نيوز، ارتفعت نسبة الناخبين الذين يقولون إن بايدن لا يتمتع بالصحة العقلية والمعرفية اللازمة ليكون رئيسا من 65 بالمئة قبل المناظرة إلى 72 بالمئة بعد المناظرة، وحسب نتائج هذا الاستطلاع، إلى جانب استياء الناخبين من التضخم الذي نشأ خلال رئاسة بايدن، تزايدت المخاوف بشأن عدم الثقة في قدراته العقلية والبدنية كرئيس بين ناخبي هذه الولايات، وحسب الاستطلاعات التي أجريت فإن نوع المناظرة بين بايدن وترامب زاد من حدة عدم رضا هذه الفئة من الناخبين عن أداء الرئيس الأمريكي، وحسب استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن"، فقد تفوق ترامب بالفعل على بايدن بين الناخبين بنسبة 6 بالمئة، وكان ترامب أيضًا أكثر شعبية من بايدن في أبريل.