الوقت- نفاد الوقود في المستشفيات وضع أعضاء الفرق الطبية في مستشفى شهداء الأقصى أمام عجز تام من محاولات إنقاذ الأطفال الخدج في المستشفى فمن أعطى الحق لكيان الاحتلال الصهيوني في سلب هؤلاء الملائكة حقهم في الحياة، الاحتلال الذي حاول جاهداً أن يسلب هؤلاء الأطفال حقهم في الحياة حتى قبل أن يولدوا إلا أن دمهم الفلسطيني قاوم الظروف وتغلب على الحرب ولا تزال أجسادهم الصغيرة تصارع آلة الحرب الصهيونية.
يذكر أن مستشفى شهداء الأقصى هو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في دير البلح وسط قطاع غزة، فيما باتت قضية نقص الوقود في مستشفيات قطاع غزة تعيق عمل الأطباء بسبب عدم إمكانية تشغيل مولدات الكهرباء إثر انعدام توافر الوقود، ما يؤدي إلى عدم إمكانية استخدام الأجهزة التي تعمل بالكهرباء، ومن بينها أجهزة التنفس الاصطناعي التي يتم استخدامها للأطفال حديثي الولادة والمرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية، بحيث أصبح الخطر الناتج عن نقص الوقود يهدد جميع الاطفال الخدج في قسم حضانات الأطفال في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة والمستشفيات الأخرى، ففي هذا المستشفى يرقد الكثير من الأطفال الخدج من بينهم الذين استشهدت أمهاتهم بسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدء العدوان الصهيوني على هذه المنطقة بعد الـ 7 من اكتوبر الماضي.
تحذيرات أممية
في حين يواصل الصهاينة تركيز استهدافهم للمستشفيات والمراكز الصحية والطبية ومواصلة أعمال العنف في مناطق مختلفة من قطاع غزة، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” من أن حياة أكثر من 20 طفلاً حديث الولادة معرضة للخطر بسبب نقص احتياطيات الوقود في المستشفيات.
ذكرت هذه المنظمة الدولية أن مولدات الأوكسجين في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة ستتوقف قريباً، ما يعرض حياة أكثر من 20 طفلا حديث الولادة للخطر، وحذرت من أنه في حال خروج هذا المستشفى من الخدمة بسبب نقص الوقود، فسيكون هناك كارثة كبيرة يجب وضع حد لها حيث إن كمية الوقود المخزنة في المستشفى ضئيلة للغاية وللحيلولة دون حدوث كارثة صحية هناك حاجة ماسة إلى 50 ألف لتر من الوقود خلال الساعات القليلة القادمة.
وشددت اليونيسيف على أن المشاهد التي يشهدها المدنيون في غزة وحجم الضحايا، وعمليات التهجير المتكررة في جميع أنحاء قطاع غزة أمر لا يمكن التسامح معه، ومن الجرائم الفظيعة التي يعاني منها أطفال غزة القتل والتشويه والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنع الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
وأشار المدير التنفيذي لليونيسيف إلى أن أكبر ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة هم الأطفال، وبالإضافة إلى الأطفال الذين فقدوا أرواحهم أو أصيبوا، يعتقد أن العديد من الأطفال دفنوا تحت أنقاض المباني والمنازل المدمرة، وهو أمر مأساوي، والنتيجة الرهيبة هي استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في المناطق المكتظة بالسكان في غزة.
وأضاف: إنه في غزة هناك 17 ألف طفل منفصلين تماماً عن عائلاتهم ومن الصعب جداً الوصول إلى عائلاتهم، كما أن العديد من هؤلاء الأطفال أصيبوا بصدمات نفسية لدرجة أنهم لا يستطيعون حتى نطق أسمائهم، وقد تلقوا رعاية متخصصة في إحدى مستشفيات غزة، وماتوا عندما نفد الوقود والمعدات الطبية ومنهم من أصيب بالعمى فيما تستمر الاعتداءات على المستشفيات، ومنذ الأسبوع الماضي، يحاصر الصهاينة مستشفى العودة شمال غزة، الذي تمكن من الاستمرار في العمل وتقديم الخدمات للناس بشكل محدود بعد سحب مستشفيات أخرى من الخدمة، واحتجاز الطواقم الطبية والمرضى.
وفي هذا السياق، أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الأوروبية عن تدمير مستشفيات ومراكز صحية شمال قطاع غزة على يد الجيش الإسرائيلي وتعطيل مستشفيات أخرى ما يعني قرار كيان الاحتلال الاسرائيلي إعدام المرضى والجرحى بشكل جماعي.
حرب على الأطفال!
بعد ثمانية أشهر من الإجرام الصهيوني لم يعد هناك أدنى شك أن أحد أهم أهداف هذه الحرب هو قتل أطفال غزة وتشريدهم فهي حرب على الأطفال بكل أبعادها فجراح الحرب ظاهرة إما على أجسادهم الممزقة أو على أرواحهم.
حيث حول الجيش الإسرائيلي غزة إلى مقبرة للأطفال فالتهديدات التي يتعرض لها الأطفال تتجاوز القنابل وقذائف الهاون إلى التجويع والصدمات النفسية، وعندما يتوقف القتال، فإن التكلفة على الأطفال ومجتمعاتهم ستتحملها الأجيال القادمة، وقبل هذا التصعيد الأخير، تم تحديد أكثر من 800 ألف طفل في غزة – أي ثلاثة أرباع إجمالي عدد الأطفال في القطاع – على أنهم بحاجة إلى الدعم الصحي النفسي والدعم النفسي الاجتماعي، وذلك قبل هذا الكابوس الأخير.
وتتجه مطالبات المنظمات الأممية لوقف سريع لإطلاق النار وإذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار ولا ماء ولا دواء ولا إطلاق سراح الأطفال المختطفين؟ عندها سيشهد العالم فظائع أكبر تصيب الأطفال الأبرياء وهو ما يجسد الفشل الإنساني للعالم بأكمله.