الوقت - على الرغم من جميع المجازر التي تم ارتكابها بحق أبناء قطاع غزة، لم يستطع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وباقي وزرائه تجاوز ما حدث يوم بدء عملية "طوفان الأقصى" التي نقلت عمليات المقاومة إلى فضاءٍ نوعي آخر، وهو ما أدى إلى تصاعد واستمرار أعمال القتل والبطش بحق الفلسطينيين في القطاع إضافة إلى التضييق عليهم على كل الأصعدة الإنسانية والصحية.
وعليه طالبت حركة حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، بالتحرك العاجل لوقف الكارثة الإنسانية الناجمة عن تصاعد الهجوم الصهيوني الإجرامي على رفح.
وقالت حماس في بيان لها: إن استمرار سيطرة جيش العدو الصهيوني المجرم على معبر رفح، وإغلاقه لليوم السادس تواليا، الذي تسبب بتعطيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية لشعبنا الفلسطيني وسط استمرار العدوان، إضافة إلى أن توقف خروج الجرحى لتلقي العلاج في الخارج؛ ينذر بكارثة إنسانية وتفاقم لحالة المجاعة في جميع أنحاء القطاع المحاصر.
كما حمّلت العدو الصهيوني، الذي يُمعن في جريمة الإبادة وحرب التجويع والتطهير العرقي؛ المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة.
وطالبت حماس باتخاذ ما يلزم من إجراءات تجبر العدو الصهيوني على وقف عدوانه، وعلى الانسحاب من المعبر، وإعادة فتحه وتسهيل وصول الإمدادات الإغاثية والطبية الطارئة لشعبنا المحاصر.
وفي سياق متصل، أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، أن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الماضية أكثر من 5 مجازر في المحافظة الوسطى، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى لبث الرعب في نفوس المواطنين عبر أوامر الإخلاء.
وكشف الثوابتة في حديث مع إحدى وسائل الإعلام أنه من أصل 35 مستشفى في القطاع لم يبق سوى مستشفيين عاملين، وفيما أكد أن القطاع على شفا مجاعة بسبب إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم منذ أيام، حمل الثوابتة المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في وقف العدوان.
وأشار الثوابتة أيضا إلى اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة تضم أكثر من 49 جثمانًا داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.
جدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ الإثنين الماضي عملية عسكرية في رفح، وسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر المدينة، وأغلقه، ضارباً بالتحذيرات الدولية المتصاعدة عرض الحائط، وسط صمت دولي وغطاء ودعم أمريكي.
ورغم زعمه أن العملية "محدودة النطاق"، دعا جيش الاحتلال صباح السبت، لتهجير سكان أحياء جديدة في قلب المدينة بشكل فوري، ليوسع بذلك عملياته في إطار استعداداته لتوسيع عملياته مصرحا بأن قواته تتحرك أيضا إلى منطقة في شمال غزة حيث أعادت «حماس» تنظيم صفوفها.
كما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي: إن قرابة 300 ألف من سكان غزة انتقلوا، حتى الآن، نحو المنطقة الإنسانية في «المواصي».
وتدور اشتباكات عنيفة في أنحاء القطاع بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي على مشارف رفح، ما يجعل الوصول إلى معابر المساعدات الحيوية القريبة غير ممكن وأجبر أكثر من 110 آلاف شخص على الفرار شمالًا.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورًا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبته باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
في سياق متصل دعت فرنسا، "إسرائيل" إلى وقف عمليتها العسكرية في رفح بلا تأخير، لأنها تهدد بالتسبب بـ «وضع كارثي» لسكان قطاع غزة.
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان عبر منصة «إكس» سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى وقف تلك العملية العسكرية بلا تأخير، والعودة إلى مسار المفاوضات الذي يعد السبيل الوحيد الممكن من أجل الدفع نحو إطلاق سراح الرهائن فورا والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأضافت: إن عملية كهذه تهدد بالتسبب بوضع كارثي للسكان المدنيين في غزة الذين سبق لهم أن نزحوا مرات عدة، داعية "إسرائيل" إلى إعادة فتح معبر رفح نحو مصر فورا، لأهميته بتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين والسماح للأشخاص الأكثر ضعفا بمغادرة قطاع غزة.
في سياق متصل، قالت القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة (أونروا): إن هناك عائلات نزحت للمرة التاسعة داخل قطاع غزة، في محاولة لإيجاد أماكن آمنة.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام، أكدت المسؤولة أنه ليس هناك مكان آمن في غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية، فيما روى عدد من النازحين معاناتهم من تكرار عمليات نزوحهم من مكان لآخر.
وأصدر جيش الاحتلال، اليوم السبت، أوامر بإخلاء أحياء سكنية في شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ودعا جيش الاحتلال سكان مخيمَيْ رفح والشابورة وأحياء الإداري والجنينة وخربة العدس إلى التوجه على الفور إلى المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي.
كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش يعمل على إخلاء حيين آخرين في مدينة رفح تمهيدا لتوسيع الهجوم، رغم معارضة الولايات المتحدة.
وقالت وكالة الأونروا: إن أوامر الإخلاء الجديدة أثرت على ما لا يقل عن 300 ألف شخص في جميع أنحاء قطاع غزة، وقدرت أعداد النازحين من مدينة رفح حتى الآن بـ 150 ألف شخص.
يذكر أن قوات الاحتلال أجبرت المواطنين على النزوح مرتين من مدينة رفح، الأولى كانت في السابع من الشهر الجاري، والثانية اليوم، وسط مخاوف من كارثة إنسانية ومجاعة.
يُشار إلى أن معبر رفح ممر حيوي للمساعدات الإنسانية منذ بداية الحرب، والمعبر الوحيد لدخول وخروج الأفراد، وبدأت طائرات الاحتلال الحربية بتكثيف غاراتها وارتكاب عشرات المجازر بحق العائلات في مدينة رفح، وسط قصف مدفعي عشوائي، استهدف عددًا من المنازل، ما أدّى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة العشرات.