موقع الوقت التحليلي الإخباري | Alwaght Website

إخترنا لكم

أخبار

الأكثر قراءة

اليوم الأسبوع الشهر

ملفات

النظام الأمني للخليج الفارسي

النظام الأمني للخليج الفارسي

undefined
مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

undefined
العدوان السعودي على اليمن

العدوان السعودي على اليمن

undefined
صفقة القرن

صفقة القرن

undefined
الخلافات التركية - الأمريكية

الخلافات التركية - الأمريكية

undefined
یوم القدس العالمی

یوم القدس العالمی

ادعو جمیع مسلمی العالم الی اعتبار اخر جمعة من شهر رمضان المبارک التی هی من ایام القدر ویمکن ان تکون حاسمة فی تعیین مصیر الشعب الفلسطینی یوماً للقدس، وان یعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمی للمسلمین دفاعهم عن الحقوق القانونیة للشعب الفلسطینی المسلم
العلویون

العلویون

الطائفة العلویة، هی من الطوائف الإسلامیة التی قلَّ الحدیث عنها. وقد لاقت هذه الطائفة وعلی مرِّ التاریخ، الکثیر من الإضطهاد والحرمان، وهو ما لم تُلاقه طائفة أخری أبداً. حتی أدی هذا الإضطهاد إلی فصلهم عن المرجعیات الإسلامیة الأخری. ولذلک نحاول فی هذا المقال تسلیط الضوء علی نشأة الطائفة وکیفیة تأسیسها، الی جانب الإضاءة علی بعض أصولها الفکریة.
المسيحيون في سوريا

المسيحيون في سوريا

undefined
الدروز

الدروز

الدروز أو الموحدون الدروز، إحدی الطوائف الإسلامیة التی تأسست فی مصر عام 1021 وانتقلت إلی بلاد الشام (سوریا-لبنان-فلسطین المحتلة) فی مرحلة لاحقة.
New node

New node

بالخريطة...آخر التطورات الميدانية في سوريا واليمن والعراق
alwaght.net
مقالات

عملية الوعد الصادق... الخصائص والنتائج

السبت 11 شوال 1445
عملية الوعد الصادق... الخصائص والنتائج

الوقت - في أقل من 7 أشهر، تعرض الکيان الصهيوني لنكستين، كل منهما لا يمكن إصلاحها على الصعيد الداخلي والخارجي، الضربة الأولى كانت عملية طوفان الأقصى، التي شكلت مفاجأةً استراتيجيةً وفشلاً استخباراتياً وأمنياً وعسكرياً كبيراً لتل أبيب.

أما الضربة الثانية فكانت نتيجة عجز القادة الإسرائيليين وسوء تقديرهم في مهاجمة القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق، ما أدى في النهاية إلى عملية عسكرية إيرانية غير مسبوقة ضد الکيان الصهيوني.

إن عملية الوعد الصادق، التي تمت بالتخطيط والتنسيق بين مختلف الأجهزة وأظهرت التآزر الميداني والدبلوماسي، حملت رسائل محلية وإقليمية ودولية.

حيث إنه رداً على الجرائم التي ارتكبها الکيان الصهيوني والهجوم علی القسم القنصلي للسفارة الإيرانية في سوريا، قررت جمهورية إيران الإسلامية اتخاذ إجراءات عقابية ضد هذا الکيان، وصممت ونفذت عملية الوعد الصادق بما يتماشى مع الدفاع المشروع وتحسين مستوى الردع.

وعن سبب تنفيذ عملية الوعد الصادق، تجدر الإشارة إلى أن الهجوم على السفارة الإيرانية أنهى حقبة الصبر الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية ضد شرور الکيان الإسرائيلي وأعماله التخريبية والإرهابية، وبطبيعة الحال، سيبدأ عصر جديد في المنطقة، ستتغير على أساسه موازين الرعب ومعادلة الردع بشكل كامل.

الأمريكيون، الذين رأوا أن طهران جادة للغاية في الرد، بذلوا جهودًا مكثفةً لخفض مستوى تصرفات إيران من خلال وسطاء مختلفين، والإسرائيليون، أثناء إرسالهم رسائل عبر وسطاء، توسلوا للحصول على رد منخفض المستوى من إيران، وفي الوقت نفسه، أمر الكيان الصهيوني بإخلاء سفاراته؛ لأنه اعتقد أن الرد الأصعب لإيران سيكون مهاجمة إحدى سفاراته.

ومع ذلك، فإن إيران لم يكن لديها مثل هذه الخطة في جدول أعمالها فحسب، بل كانت تفكر في ردٍّ أكثر إيلاماً، وبطبيعة الحال، حتى تنفيذ الرد الإيراني، كان على الإسرائيليين أن يعيشوا ليل نهار في رعب مع توقعات قاتلة ومدمرة.

وبالنظر إلى المناقشات المذكورة أعلاه حول أهمية عملية الوعد الصادق، تجدر الإشارة إلى أن الهجوم الإيراني المباشر على الکيان الصهيوني، هو أول هجوم تقوم به دولة ما بعد عام 1967، وكانت المناطق التي تعرضت للهجوم، هي قاعدتان عسكريتان إسرائيليتان في النقب والجولان المحتلتين، إحداهما، قاعدة نيفاتيم الجوية، وهي أهم قاعدة جوية في الکيان الإسرائيلي، حيث يوجد سرب النقل سوبر هرقل 103 ، وأسطول تدريب الطيارين F38، وأسطول المخابرات الاستخباراتية الإسرائيلية 122.

لعبت هذه القاعدة، التي تضم عدداً كبيراً من كبار عناصر التجسس الإسرائيليين، دوراً مهماً في الهجوم على القنصلية الإيرانية، والسبب الآخر لأهمية عملية الوعد الصادق، هو أن إيران اختارت المراكز العسكرية كأهداف لها في هذه العملية، وتجنبت استهداف المناطق العامة.

كما أن نوع العملية كان هجيناً، وشمل مزيجاً من الصواريخ والطائرات دون طيار، ومن حيث الحجم، أصبحت العملية أكبر هجوم بطائرات دون طيار في العالم، وأطول هجوم بطائرات دون طيار في إيران.

هناك ثلاثة أسباب مهمة دفعت إيران إلى إنهاء صبرها الاستراتيجي، وشن عمليات عسكرية ضد الکيان الإيراني:

معاقبة الكيان الصهيوني على جرائمه العديدة

في السنوات الأخيرة، وخاصةً بعد عملية طوفان الأقصى، هاجم الکيان الصهيوني مراكز ومسؤولين إيرانيين والقوات العسكرية الإيرانية الذين كانوا متواجدين كمستشارين عسكريين في سوريا، في انتهاك للقوانين الدولية.

وأسفرت هذه الهجمات، التي تم تنفيذها بأنواع مختلفة من الطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، عن استشهاد ما لا يقل عن 19 مستشارًا لجمهورية إيران الإسلامية.

وفي أحدث جريمة، نفّذ هذا الکيان هجوماً جوياً على القسم القنصلي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، التي تعتبر أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتتمتع بالحقوق والحصانة الدولية، واستشهد 7 من كبار القادة و المستشارين العسكريين.

وقد قوبل هذا الإجراء غير القانوني بعدم الاستجابة المناسبة من الهيئات القانونية الدولية، ولذلك، كان من الضروري معاقبة الکيان الصهيوني على جرائمه العديدة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما في ذلك الجريمة الأخيرة.

تغيير معادلة الردع في مواجهة الكيان الصهيوني

بعد عملية طوفان الأقصى، كثّف الکيان الصهيوني إجراءاته ضد المستشارين العسكريين للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا،

إلا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن خلال انتهاج سياسة "الصبر الاستراتيجي" ومن أجل منع الکيان الصهيوني من تحقيق أهدافه، بما في ذلك تصدير الأزمة إلى خارج حدوده المحتلة وإشراك دول أخرى، وخاصةً الولايات المتحدة، امتنعت عن التدخل بشكل مباشر.

إن السياسة المذكورة جعلت الکيان الصهيوني يتوصل إلى استنتاج مفاده بأن أي ضربة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لن يتم الرد عليها.

 كسر الهيبة العسكرية الجوفاء للكيان الصهيوني

سنوات عديدة، وبسبب عدم وجود تهديد دولة أمامه، لم يواجه الکيان الإسرائيلي سوى مجموعات من الأشخاص الذين ليس لديهم إجراءات مضادة كبيرة تحت تصرفهم.

وفي الوقت نفسه، فإن هذا الکيان، من خلال تمتعه بامتيازات وأدوات غير قانونية مختلفة (بما في ذلك الدعم الشامل وغير المقيد من الغرب والتمتع بالحصانة) قد رسم صورةً غير واقعية ومبالغ فيها لقوته، وأضفى عليها طابعًا مؤسسيًا في الرأي العام باستخدام القوة الإعلامية للغرب، وكان أحد العوامل التي جعلت إيران مصممةً على تنفيذ هذه العملية، هو مواجهة أسطورة الکيان الصهيوني الذي لا يقهر.

أهداف عملية الوعد الصادق

ما حدث في عملية الوعد الصادق، كان بمثابة ستار من نهاية العالم للكيان الصهيوني.

فمن خلال تصميم وتنفيذ عملية عسكرية مشتركة، لم تنجح إيران في المرور عبر الطبقات المتعددة للدفاعات الجوية الإسرائيلية مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود فحسب، بل وجهت أيضًا ضربات حاسمة لبعض البنية التحتية العسكرية للکيان.

ومن النقاط اللافتة في العمليات العسكرية الإيرانية، مرور طائرات مسيرة وصواريخ عبر الأجواء الجوية لعدد من دول المنطقة وإصابة أهدافها بأقل قدر من الخطأ، ما يدل على قدرة طهران العالية في هذا المجال.

وقد تشكلت عمليات إيران على شكل حرب مشتركة، شملت الاستيلاء على السفن، واستخدام القرصنة، وقطع الكهرباء، والطائرات دون طيار، والحرب الإلكترونية، والسفن البحرية لعمليات الردع، وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية وغيرها.

وكان الهدف من تحرك إيران المشترك، هو إظهار وإثبات قوتها لبعض دول المنطقة، بما في ذلك الکيان الصهيوني نفسه، وإرسال رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ووفقاً لهذا؛ لقد أرادت إيران هجوماً مشتركاً ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضاً من الناحية السياسية، ما يعني أنها أرادت تنفيذ عملية من شأنها، مع تحقيق الأهداف العسكرية المرجوة، أن تحظى أيضاً بزخم إعلامي كبير.

ولهذا السبب، نفّذت إيران عمليةً مخططةً جيدًا للتأكيد على قوة الردع لديها، وفي الوقت نفسه حماية مواقعها الاستراتيجية وأراضيها ضد أي عدوان.

وبالنظر إلى الأمور المذكورة أعلاه، ومن أجل تجنب تلبية رغبات الکيان الصهيوني، فقد تم تجنب استهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية في تصميم عملية الوعد الصادق؛ ولذلك، تم في هذه العملية التفكير في الهجوم على هدفين عسكريين واستخباريين.

كما أنه في تصميم العملية تم التعامل معها بحيث لا يستطيع الکيان إنكار نجاح العملية، ولا يستطيع قانونياً اتهام إيران في الرأي العام والمحافل الدولية، ولذلك، تم استهداف القواعد التي كانت فعالةً في مهاجمة سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق.

هذه الأهداف هي:

1. قاعدة نيفاتيم الجوية: تعتبر هذه القاعدة أكبر قاعدة جوية للكيان الصهيوني، وينشط فيها 7 أسراب جوية منها 80 طائرة مقاتلة من طراز إف 11 وإف 381، وجميع أنواع الطائرات العسكرية، وكثيراً ما استخدم الکيان الصهيوني هذه القاعدة لشن هجمات جوية ضد محور المقاومة في سوريا ولبنان، فضلاً عن ارتكاب جرائم ضد الأشخاص العزل، كما تم تنفيذ الهجوم الجوي على القسم القنصلي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق من القاعدة نفسها.

2. قاعدة التجسس في الجولان المحتل: تضم قاعدة التجسس هذه مستودعات كبيرة من أجهزة الرادار والإشارات وما إلى ذلك، ومعدات التجميع والتنصت، وكانت بمثابة عيون وآذان الصهاينة في سوريا ولبنان والعراق، وكان للمعلومات التي جمعتها هذه القاعدة دور كبير في العمليات الإرهابية التي قام بها الکيان، بما في ذلك استشهاد الشهيدين السيد رضي وزاهدي.

واللافت في عملية الوعد الصادق، هو أن إيران لم تستخدم عنصر المفاجأة، ولم يكن عدم استخدام هذا العنصر يرجع ببساطة إلى بعد إيران الجغرافي عن فلسطين المحتلة، بل إن إيران تعمدت تنفيذ عملية عسكرية علنية.

ولذلك، وفقاً للإعلان الرسمي الإيراني عن الرد واتصالات وزير الخارجية الإيراني مع بعض نظرائه واحتمال الرد، فإن الکيان الصهيوني كان لديه الوقت الكافي للاستعداد، وبدأت العملية الإيرانية في الساعة 11:25 ووصلت الطائرات دون طيار إلى الأراضي المحتلة في الساعة 2 صباحاً.

ونتيجةً لذلك، في الوقت نفسه الذي بدأت فيه حركة الطائرات دون طيار إلى الکيان الإسرائيلي، وصلت أخبار حركة الطائرات دون طيار وکان يمكنهم الاستعداد، وفي الواقع، كانت ثلاث ساعات كافية للکيان الإسرائيلي وداعميه الغربيين والإقليميين للاستعداد الكامل للمواجهة، رغم أنهم لم ينجحوا في هذا الصدد أيضًا.

ولذلك، فإن حقيقة أن إيران لم تستخدم عنصر المفاجأة، وكذلك لم تستخدم ما لديها من صواريخ وطائرات دون طيار متطورة للغاية، كان في إطار عمل مخطط له، فإيران اهتمت بالدرجة الأولى بكمية عمليتها وحجمها، وحققت هدفها.

لأنه على عكس ما يعلنه الإسرائيليون، فإن هذا الکيان لم ينجح في إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، والطائرات دون طيار والصواريخ التي تم اعتراضها كانت بفضل دعم وأنظمة الولايات المتحدة وغيرها من الداعمين لهذا الکيان، وهنا تجدر الإشارة إلى أن إيران حققت مطلباً آخر من مطالبها، وهو ما يظهر ضعف القطاع الدفاعي في الجيش الإسرائيلي.

في الواقع، في عملية "الوعد الصادق"، على الرغم من أن إيران لم تخطط لحرب نهائية ولم تستخدم كل قوتها العسكرية والتكنولوجيا، إلا أنها أظهرت مرةً أخرى قوتها الصاروخية ودقتها.

حيث أطلقت إيران النار على أهداف عسكرية فقط، وفي هذا الحجم من إطلاق الصواريخ، لم ترتكب أي أخطاء في التصويب، وفي الوقت نفسه، أظهر ذلك للجميع أيضًا عجز التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.

وفي التقدير العام، تمكنت إيران من ضرب الکيان الإسرائيلي بشكل لم يتخيله أو يتوقعه هذا الکيان، والنقطة المهمة الأخرى هي أنه بينما لعب الکيان الإسرائيلي كل أوراقه الدفاعية لمواجهة الهجوم الإيراني، فإن إيران لم تستخدم كل أوراقها الهجومية.

وفي الوقت نفسه، ومن خلال التعرف على القدرات الدفاعية والعسكرية للکيان الإسرائيلي وحلفائه وكيفية عملها، ساعدت عملية "الوعد الصادق" إيران كثيراً، ويمكن لهذه الدولة وحلفائها استخدام هذه المعلومات في مواجهات أكبر وأكثر خطورةً.

خصائص العملية

في هذه العملية، لم تكن إيران تواجه الکيان الصهيوني فحسب؛ بل إن الولايات المتحدة ودول المنطقة (من خلال تفعيل قدرات القيادة المركزية ويوروكوم) وعدد من حلفائه، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، شاركت أيضاً في العملية الدفاعية، واستعداداتهم كانت 100%، وقاموا بنقل كل معدات الاعتراض والعمليات الخاصة بهم إلى المنطقة.

وفي الواقع، قام الکيان بإنشاء ما مجموعه 8 طبقات رادارية من الحدود الغربية لإيران إلى الأراضي المحتلة، كما نشطت أنظمة الدفاع الجوي التابعة للکيان ذات الطبقات الأربع (بما في ذلك القبة الحديدية ومقلاع داوود).

كما أن أنظمة الدفاع التابعة للقيادة المركزية في سماء العراق والأردن وجزء من سوريا (حيث مرت الصواريخ والطائرات المسيرة)، ارتبطت بالدفاع الجوي للکيان وشكلت مظلةً دفاعيةً كاملةً، وتم تجهيز نظام الدفاع الصاروخي المتكامل هذا بأنظمة ومعدات رادارية متقدمة مختلفة، بما في ذلك الرادارات التي يبلغ مداها أكثر من 4000 كيلومتر، والتي تتواجد ضمن شبكة في عدة دول في المنطقة.

ومن ناحية أخرى، تم نقل نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في البحر الأحمر من الجنوب إلى الشمال وفي البحر الأبيض المتوسط ​​من الوسط إلى الشرق، وتعاونوا مع أنظمة الدفاع القطرية والإماراتية والسعودية وغيرها، بالإضافة إلى ذلك، ركزت الأقمار الصناعية على البيئة الإقليمية لإيران والمنطقة من أجل مراقبة تحركات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجبهة المقاومة، وكذلك لتوجيه الطائرات.

كما تم تفعيل أنظمة الحرب الإلكترونية بهدف تعطيل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للطائرات دون طيار والصواريخ، في منطقة واسعة مثل منطقة العمليات.

کذلك، باستخدام مقاتلة من طراز إف 35 وثلاث طائرات من طراز غلف ستريم، وعدد من طائرات الاتصال والتزود بالوقود من طراز إف 15 وإف 16 في سماء العراق، وقام الأمريکيون باعتراض واستهداف عدد من الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، كما استخدم الکيان الصهيوني بعض طائراته في السماء خارج الأراضي المحتلة للتصدي للهجوم الإيراني.

في غضون ذلك، فإن إيران، باستخدام تكتيكات وأساليب مختلفة وباستخدام عدد محدود فقط من الأجيال القديمة من الطائرات دون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، لم تتمكن فقط من تمرير مقذوفاتها عبر جدار النار الذي تم إنشاؤه في ثلاث دول إلى سماء الأراضي المحتلة، ولكنها أصابت أيضًا الأهداف المحددة، وفي هذا التصميم المعقد، تم استخدام جزء مهم من المعدات لخداع نظام دفاع الکيان الإسرائيلي.

في المجمل، تم إطلاق أقل من 300 طائرة دون طيار وصواريخ باليستية وصواريخ كروز من الأراضي الإيرانية، وحسب التعليقات المختلفة ومراجعة الأفلام المنشورة باستخدام تقنيات أوسينت، فمن المؤكد أن ما بين 30 إلى 35 صاروخاً باليستياً أصابت أهدافاً في الأراضي المحتلة.

وينبغي أيضًا أن يوضع هذا التكتيك العملياتي في الاعتبار أن الطائرات دون طيار وصواريخ كروز التي تم إطلاقها، کانت للاشتباك مع طبقات الدفاع فقط، وكانت المهمة هي إصابة الهدف فقط بالصواريخ الباليستية التي تم إطلاقها بحجم أقل من 100، وأصاب أكثر من 30% منها الأهداف المحددة بنجاح.

وبشكل عام فإن عملية الوعد الصادق لها مميزات فريدة، منها ما يلي:

1. تصميم استخباراتي معقد: يتميز تصميم هذه العملية بسمات مهمة، من بينها الطبيعة المتعددة الطبقات للخطة الهجومية (بما في ذلك كشف الخداع والاشتباك مع الأنظمة الدفاعية)، وتحديد واختيار الأهداف الاستراتيجية، مع الأخذ في الاعتبار ارتباط العمليات النفسية، وخاصةً ضد العدو، والاستخدام المشترك للأسلحة الهجومية، وما إلى ذلك.

أيضًا، الإلتزام الكامل بمبادئ الحماية فيما يتعلق بالأهداف وطريقة تنفيذ العملية، حيث إنه حتى بعد بدء الهجوم الإيراني، لم يتم إبلاغ الکيان بالأهداف والأسلحة المستخدمة في هذه العملية، وارتكب أخطاء في ترتيب ونشر أنظمته الدفاعية.

2. التفرد: كانت هذه العملية أول هجوم عسكري من داخل إيران ضد الکيان الصهيوني، وأكبر عملية مشتركة شملت مئات الطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وأكبر هجوم بطائرة دون طيار في العالم ضد هدف ما، وأكبر هجوم صاروخي ضد الکيان الصهيوني، والهجوم الأول من قبل حكومة على الکيان الصهيوني بعد 33 عاماً وعدم استخدام العامل البشري في الميدان (وهو أحد خصائص الحروب المستقبلية).

3. مفاجأة الکيان رغم التأهب والاستعداد: رغم الإعلان عن اليقين بشأن الرد الإيراني على جريمة الکيان الصهيوني في الهجوم على القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق، ويقظة الکيان واستعداده الكامل للهجوم الإيراني منذ اليوم الأول، إلا أن تنفيذ العملية على نطاق واسع عطّل حسابات الکيان الدفاعية وتسبب في مفاجأته.

إنجازات العملية

بموجب نتائج العملية، فقد تحققت كل أهداف العملية بما في ذلك معاقبة المعتدي وتغيير معادلة الردع، وتكتسب هذه القضية أهميةً مضاعفةً مع تشكيل تحالف مكون من نحو 15 دولة ضد إيران في هذه العملية.

وحسب الخبراء العسكريين، فإن عملية الوعد الصادق كانت مثالاً بارزاً لمعركة متعددة الطبقات ومعقدة استخدم فيها الجانبان أعلى التقنيات والتصميمات المتنوعة، لكن الرابح في هذا الصراع كان إيران، التي تمكنت وحدها من تحقيق أهدافها.

لذلك، فتح تنفيذ عملية الوعد الصادق فصلاً جديدًا من الأعمال المقاومة ضد الکيان الصهيوني، ومن الآن فصاعدًا، سيظهر نمط جديد من الأعمال الهجومية المقاومة ضد الکيان الصهيوني.

في غضون ذلك، كان أهم إنجاز لهذه العملية هو سابقة مهاجمة الکيان الصهيوني من الأراضي الإيرانية، وکسر الهيبة العسكرية والإعلامية الجوفاء للکيان الصهيوني لدی الرأي العام في المنطقة والعالم.

ومن بين الإنجازات الأخرى لهذه العملية داخل إيران، تعزيز ثقة الجمهور في قوة القوات المسلحة، وخاصةً الحرس الثوري، وخصوصاً أن اقتدار إيران وتحسن مستوى الردع لديها ثبت في هذه العملية، والذي يمكن رؤية بوادره في صمت وسائل الإعلام المعارضة وغير المنحازة في الساعات الأولى من العملية، واعتراف بعض الخبراء.

ومن الإنجازات الأخرى لعملية الوعد الصادق، يمكن أن نذكر إثبات قدرة القوات المسلحة الإيرانية على تعويض الفجوات التكنولوجية العسكرية، بالتصميم الإبداعي للعملية باستخدام القدرات الموجودة.

كما أن تحمل التكلفة الباهظة البالغة 1.3 مليار دولار للدفاع عن الکيان، مقارنةً بتكلفة عمليات إيران البالغة 27 مليون دولار، هو أمر مهم أيضاً ويكشف عن ضعف صمود الکيان في حال استمرار الحرب، إذ بعد هذه العملية، أدركت أمريكا والكيان الصهيوني ضعف منظوماتهما الدفاعية.

إن النجاح الاستخباراتي في تحديد الأهداف المهمة التي لا يمكن للکيان التنبؤ بها، وتصميم عمليات متعددة الطبقات، فضلاً عن حماية إخفاء الأهداف ووسائل التشغيل، هي أيضًا نقاط مهمة، وفي الوقت نفسه، أدى إظهار القوة الدبلوماسية الإيرانية في المنطقة وخارجها، مع التنسيق الكامل بين الجهاز الدبلوماسي والميدان، إلى نجاح العمليات النفسية وضمان انتصار إيران.

بشكل عام، كان التعاون والتنسيق والتآزر في تصميم وتنفيذ هذه العملية كبيرًا؛ بحيث تم تنفيذ هذه العملية بما يتماشى مع سياسات وموافقات المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وتحت توجيهات هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، في انسجام وتعاون كامل من الحرس الثوري الإيراني مع القوات المسلحة، وخاصةً الجيش الإيراني (الذي كان ينشط في مجال الدفاع الجوي وحماية سماء البلاد) وكذلك المؤسسات الوطنية (خاصةً وزارة الخارجية).

وأخيراً، فإن أحد الإنجازات الاستراتيجية لهذه العملية، هو تعزيز دور إيران كقائدة لتيار المقاومة في العالم الإسلامي، والداعم الحقيقي للشعب الفلسطيني المظلوم، والتي وقفت شامخةً في وجه القوى العالمية، ومن الإنجازات الأخرى لهذه العملية، تقويض المخططات الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك خطة أبراهام للسلام.

عواقب العملية

إلى جانب الأهداف العسكرية، أحدثت العملية الإيرانية تحولات خطيرة في معادلة الردع في المنطقة، بحيث إنه من الآن فصاعداً، إذا هاجم الکيان الصهيوني مصالح وممتلكات وشخصيات ومواطني إيران في أي وقت، فسوف يتعرض لهجوم مضاد من إيران.

وفي الوقت نفسه، وجهت إيران عدة رسائل واضحة للجميع في ردها على الکيان الصهيوني، سواء في الميدان أو في المجال الدبلوماسي:

1. أي جماعة أو حكومة تتخذ إجراءات ضد إيران، ستواجه رداً قاسياً ولا يوجد تسامح.

2. أي عمل من أي جغرافيا ضد إيران، سيتم استهداف تلك الجغرافيا.

3. إن أي عمل مزعزع للاستقرار ضد إيران لن يقتصر على البيئة الداخلية؛ لأن أمن المنطقة مرتبط بأمن إيران.

ومع ذلك، فإن الانتقال من عصر الصبر الاستراتيجي إلى الردود المزلزلة غير المتماثلة، من شأنه أن يخلق اتجاهاً جديداً في المنطقة، والواقع أن الصفعة التي وجهتها إيران إلى الکيان الإسرائيلي، مع كل الرعب الذي ألحقته بحياة الصهاينة، لم تكن سوى ضربة صغيرة ستكون لها عواقب وخيمة، ومن خلال عملها العسكري، أظهرت إيران أنه من أجل منع الحرب، لا ينبغي للمرء أن يتصرف دائمًا دون عتبة المعركة، وفي الحقيقة، من الضروري في بعض الأحيان أن تتصاعد الأزمة إلى حد يتخلى فيه الطرف الآخر عن فكرة الانتقام، وينسى أي نوع من العمل العدائي.

وفي هذه الأثناء، إذا أراد الإسرائيليون، لأي سبب من الأسباب، ارتكاب خطأ جديد في المحاسبات وتصميم وتنفيذ إجراء آخر ضد إيران، فسوف يواجهون على الفور ضربةً متبادلةً وغير متكافئة من إيران؛ ضربةٌ ستكون بالتأكيد أقوى بكثير من الضربة الأولى التي وجهتها إيران، ولذلك، إذا اتخذ الکيان الصهيوني إجراءات مضادة ضد العمليات الإيرانية، فإنه بالتأكيد سيتلقى ضربةً ثانيةً أكثر فتكاً.

ومن ناحية أخرى، فإن أي نوع من التعاون الأمريكي مع الکيان الإسرائيلي في هجوم محتمل على إيران، سيكون مصحوبًا بمخاطر عالية وعواقب لا يمكن التنبؤ بها وتكاليف مرتفعة للهجوم المضاد على الولايات المتحدة، ونتيجةً لذلك، فإن العقل والمنطق يقولان للأمريكيين ألا يخطئوا في الحسابات، وخاصةً أن الولايات المتحدة أضعفت موقفها التقليدي في البيئة التنافسية في الشرق الأوسط، من خلال دعمها الكامل للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، كما أن استياء حلفاء أمريكا العرب سوف يفيد الصين وروسيا في الأغلب.

وبشكل عام، فإن عملية الوعد الصادق التي اتسمت بخصائص مثل القوة والسرعة بالنسبة للمسافة الجغرافية، فبينما تمكنت من تحدي قدرات الکيان الصهيوني وقدرته الردعية، فإنها أحيت أيضًا قوة الردع الإيرانية في البيئة الأمنية.

ومن ناحية أخرى، فإن ميزة القوة الحصرية التي اعتمد عليها الکيان الإسرائيلي منذ عام 1918، اختفت تماماً بعمليتي طوفان الأقصى والوعد الصادق، فضلاً عن مواجهته لحرب متعددة الجبهات ضد فصائل المقاومة، ولم يعد ذلك ضمانة موثوقة لبقاء الکيان الصهيوني.

ورغم أن ميزان القوى في المنطقة لن يتغير لمصلحة الکيان الإسرائيلي، إلا أن هذا الکيان عليه أن يستمر في البقاء في ظل الظروف الجديدة، وفي الوقت نفسه، فإن عملية الوعد الصادق ستزيد من ثقل وقوة فصائل المقاومة في المنطقة، لأن تصرفات إيران أثرت على العديد من السياسات ضد فصائل المقاومة في المنطقة.

كلمات مفتاحية :

إيران عملية الوعد الصادق الهجوم الإيراني الهجوم الصاروخي الکيان الإسرائيلي عملية طوفان الأقصى

التعليقات
الاسم :
البريد الالكتروني :
* النص :
إرسال

ألبوم صور وفيدئو

ألبوم صور

فيديوهات

جرائم مائة يوم للكيان الصهيوني في غزة

جرائم مائة يوم للكيان الصهيوني في غزة