الوقت- كتبت صحيفة يسرائيل تايمز في تقرير لها عن الوضع الذي جلبه الصراع مع حزب الله في شمال فلسطين المحتلة للكيان الصهيوني: الذئاب بدلا من الناس، المدفعية بدلا من المراكز السياحية، نقاط التفتيش بدلا من الكروم، هذا نتيجة دورية حزينة في شمال فلسطين المحتلة.
وفي مقدمة هذا التقرير نقل أيضاً عن رئيس بلدية المطلة: الأهالي هنا يشعرون أنه لا يوجد أفق واعد أمامهم، لا تفهموني خطأ، نحن أمام كارثة بكل معنى الكلمة، والجنود موجودون أيضًا في مستنقع بالقرب من الجدار الحدودي، وهم في مشكلة حقيقية، ونحن نحاول فقط احتواء الأمر، لكن في النهاية سترون الوضع ينفجر.
أونير هوستين، معد هذا التقرير، قدم ملاحظاته من الوضع في المستوطنات الشمالية لفلسطين المحتلة: اليوم، كريات شمونة المهجورة أكثر حزنا من أي وقت مضى، عند مدخل هذه المدينة، لم يكن هناك سوى سيارة واحدة خفيفة تقف خلف إشارة حمراء، بينما كنا في ذروة حركة المرور الصباحية.
الإعلانات الموجودة على أبواب وجدران المدينة تعود للأشهر الماضية، إحداها تشجعك على شراء كعكة العسل بمناسبة رأس السنة اليهودية التي تفصلنا بضعة أشهر عنها، وإعلان آخر يصور أحد المرشحين لانتخابات مجلس المدينة، وهو يقول لك، قل نعم للمدينة القوية.
ويذكر في جزء آخر من هذا التقرير إنه في إحدى بلدات الجليل، التي كان عدد سكانها قبل ذلك 23 ألف نسمة، لا يعيش اليوم إلا ألفا نسمة، ولكن فقط في البيوت التي يستقر فيها الجنود، يمكن رؤية علامات الحياة والحركة، ويأتي الجنود واحدًا تلو الآخر إلى هذه المنازل أو دور الضيافة، ويأخذون مفتاح إحدى الغرف ويحصلون على منشفة للاستحمام، لأخذ استراحة قصيرة في إحدى الغرف في المدن بعد يوم من الحراسة.
كما تقول أرين أسادو، أنا أرجنتينية أعيش في بلدة شالومي، منزلي الواقع غرب منطقة الحرب مهجور منذ فترة طويلة، والذي أصبح مقر إقامتها الآن مركزًا لإيواء العسكريين في المنطقة الشمالية.
يقول عن رؤيته للمستقبل، لا أعتقد أن هذه العملية ستنتهي دون صراع شديد، بالأمس أغلقوا كل الطرق، وسدوا مداخل كل البلدات، كيف تريدونني أن أشعر، الرعب والرعب والرعب مرة أخرى، حدث انفجار السبت، اعتقدت أن هناك زلزالا، اهتز المبنى بأكمله.
وفيما يتعلق بظروف سكن الصهاينة الفارين من البلدات الحدودية مع جنوب لبنان، قال لـ "إسرائيل تايمز": "منذ بداية الحرب، تم نقلنا إلى طبريا، لكن زوجتي لا تستطيع العيش هناك، نحن نرقد متزاحمين"، هناك بعض العائلات في غرف مساحتها متر في متر، والجلوس في هذه الغرف يسبب لنا الاختناق، لكن نحن هنا لبضعة أيام الآن وسوف نعود مرة أخرى.
وقد ذكر كاتب هذا التقرير في جزء آخر منه: لا أحد يعرف متى سينتهي هذا الأمر، فسكان المطلة مثلاً لا يسمح لهم بالدخول إلى بلدتهم بشكل جماعي، عليهم أن يأتوا إلى هنا واحداً تلو الآخر، مثل اللصوص في الليل حتى يأخذ البعض ممتلكاتهم، ولا يُسمح لهم حتى بإشعال الأضواء لأن حزب الله يتمتع بالسيطرة الكاملة على هذه المنطقة.
وقال ديفيد أزولاي، رئيس مجلس مدينة ماتولا، لصحيفة إسرائيل تايمز: "كل ما نسمعه هنا هو اليأس والانزعاج وانعدام الثقة لدى السكان، لقد غادر جميع سكان هذه البلدة تقريبًا، والآن لا يوجد سوى حوالي 60 شخصًا هناك"، بمن فيهم رجال الإنقاذ نعم، يشعر جميع الناس اليوم أنه ليس لديهم مستقبل هنا".
ويضيف: الجميع يقول إنهم لا يعرفون ما سيحدث، لا تفهموني خطأ، نحن نواجه كارثة، هذه كارثة حتى السلطات الإسرائيلية لا تستطيع أن تخبرنا بشكل تقريبي متى يمكننا العودة.