الوقت- يعتمد الكيان الصهيوني بشكل كبير على التجارة الخارجية، وتقول منظمة التجارة العالمية إن "إسرائيل" تعتمد بشكل كبير على الواردات لمدخلات الإنتاج والسلع الاستثمارية، والتي تشكل 86% من إجمالي الواردات.
ومن الطبيعي أن تكون معظم واردات "إسرائيل" وصادراتها عن طريق البحر، وذلك بسبب الجغرافيا السياسية لفلسطين المحتلة ومحدودية التواصل مع جيرانها، ولكن الآن، وفي أعقاب الهجمات التي وقعت في الأسابيع الأخيرة على السفن التجارية التي تحمل البضائع إلى الكيان الإسرائيلي، تمت إزالة ميناء إيلات، الواقع في جنوب الأراضي المحتلة، من التصدير والاستيراد، ورغم أن حيفا وأشدود هما أكبر موانئ شمال فلسطين المحتلة للتصدير والاستيراد، إلا أن ميناء إيلات على البحر الأحمر يلعب دورا أساسيا في تجارة هذا الكيان مع العالم لأن إيلات تربط الأراضي المحتلة بأسواق شرق آسيا.
وفي الأسابيع الأخيرة، تعرض هذا الميناء لهجمات عديدة من قبل جماعة أنصار الله الحوثيين، كما توقفت السفن المنطلقة من القاصدة لهذا الميناء أو غيرت مساراتها بسبب تهديدات الحوثيين، وتنذر الجماعة السفن المتجهة إلى ميناء إيلات بتغيير مسارها قبل الوصول إلى مضيق باب المندب وإلا فإنها ستواجه إجراءً عدائيا، والعديد من السفن تأخذ هذا التحذير على محمل الجد وتغير مسارها، وبعضها يتعرض لهجوم من قبل الحوثيين دون أي اهتمام.
تغيير مسار عدد كبير من السفن من مضيق باب المندب بعد تهديد الحوثيين
وتختار بعض السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة طريق "رأس الرجاء الصالح" الواقع جنوب القارة الأفريقية، وهو طريق طويل ومكلف لنظام تل ابيب.
وبينما يلبي اليمنيون وحدهم، بهجماتهم على المصالح الإسرائيلية، التوقعات العامة للمجتمع العربي لمساعدة الفلسطينيين، ويتمكنون من مواجهة تل أبيب بتحدٍ خطير من الناحية العسكرية والاقتصادية، فإن بعض التقارير تشير إلى أن بعض الدول العربية تتدخل ليس لمصلحة فلسطين، بل تتحدث لمصلحة "إسرائيل"!
وكشف موقع "والا" العبري في تقرير له عن إنشاء ممر بري بديل للبحر الأحمر، وسيتم إيصال البضائع إلى "إسرائيل" حتى لا تضطر السفن إلى تجاوز أفريقيا للوصول إلى الموانئ الإسرائيلية!
وحسب هذا التقرير فإن هذا الممر يبدأ من موانئ دبي ويصل إلى "إسرائيل" بعد قطع مسافة 2000 كيلومتر عبر السعودية والأردن، الطريق من دبي إلى فلسطين المحتلة 2550 كم - 4 أيام - ومن البحرين 1700 كم - يومين و7 ساعات، ووفقًا لموقع Vala News، تبلغ تكلفة هذا الممر 1.2 دولار لكل كيلومتر، وهو أغلى قليلاً من الشحن البحري العادي، ولكنه رخيص حاليًا.
ونفت وسائل الإعلام الأردنية ردا على تقرير والا الإخباري هذه الأخبار، وزعمت أن هذه التقارير "تهدف إلى إرباك الموقف الأردني الحاسم من العدوان الإسرائيلي"، لكن الإمارات والسعودية لم تنفيا هذا الخبر حتى الآن!
وفي كل الأحوال فإن الكشف عن إنشاء هذا الممر البري هو بمثابة خنجر في ظهر مقاومة حماس، وهو ما يعتبر نوعا من التأكيد على جرائم الاحتلال في غزة، وغني عن القول إن الدور الذي تلعبه هذه الدول في مساعدة "إسرائيل" لا يقتصر على العداء لليمن فحسب، بل إنها أيضا لا تؤمن بحقوق حماس في المقاومة.