الوقت - تصدرت أخبار المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قرية جحر الديك، التي تقع جنوب شرق قطاع غزة، إذ تعد خاصرة رخوة تستغلها قوات الاحتلال الإسرائيلي في شن عدوانها على القطاع رغم صغر حجمها، حيث تتعرض هذه القرية، بمزارعها ومنازلها وسكانها، للهجوم المستمر، إضافة إلى الدمار والتجريف بشكل يومي من قبل جيش الاحتلال، لكونها منطقة حدودية بين غزة والمستوطنات في غلاف غزة.
ولطالما شكلت قرية جحر الديك مسرحا للمقاومة الفلسطينية تتصدى فيه لقوات جيش الاحتلال التي تحاول التوغل إلى داخل القطاع، إذ إن تلك المنطقة كانت من المناطق التي تم اجتيازها إلى ما بعدها، وقد استقر جنود الاحتلال بها يتحصنون داخل أبنية مهدمة ومدارس، وقبل الانطلاق منها إلى أي مكان، استهدفتهم المقاومة الفلسطينية.
وفي 20 نوفمبر الماضي أكدت وسائل إعلام تابعة لكيان الاحتلال استقبال مقبرة هرتزل لعدد من الجنود بلغ عددهم 50 جنديًا في 48 ساعة بمعدل جندي واحد كل ساعة، فالتصعيد حدث في جبهة المقاومة، فبدلًا من العمليات الفردية السابقة، بدأت المقاومة تتحرك في مجموعات، وبدلًا من استهداف عدد محدود من الآليات، تضاعف عدد الآليات المعطوبة يوميًا حتى وصلت النسبة لنحو 15 آلية يوميًا.
وكانت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، قد أعلنت يوم الـ 19 من نوفمبر، أن مقاتليها تمكنوا من قتل 6 جنود للعدو في هذه المنطقة، بينما هيئة البث الإسرائيلية، أعلنت أن عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في غزة وصل إلى 398 شخصاً.
جحر الديك مجدداً
انتهت الهدنة بين حركة "حماس" وكيان الاحتلال الإسرائيلي والتي تمت بوساطة قطرية ومصرية، صباح الجمعة، بعد 7 أيام تم خلالها وقف لإطلاق النار وتبادل للأسرى دون الإعلان عن تمديدها، فاستأنف جيش الاحتلال في اليوم نفسه القتال في قطاع غزة، إذ شن كيان الاحتلال غارات وقصفا عنيفا على أحياء عدة مكتظة بالسكان، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى.
وقد قصف الاحتلال مسجدا في حي التفاح شرق مدينة غزة، وشن المزيد من الغارات على مخيم جباليا الذي شهد عدة مجازر في الأيام والأسابيع الماضية، وعلى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بالتزامن مع قصفها بالدبابات، كما واصل القصف المدفعي والجوي على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكانت وزارة الصحة بالقطاع المحاصر أعلنت، في وقت سابق، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدايته إلى 15 ألفا و207 شهداء، وارتفاع عدد المصابين إلى 40 ألفا و652 جروحهم متفاوتة.
وأعلن مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة أنه استشهد أكثر من 700 فلسطيني جراء هجمات كيان الاحتلال على قطاع غزة، وتم رصد 20 "مجزرة" ارتكبها جيش الاحتلال خلال الـ 24 ساعة الماضية من خلال قصف متزامن في جميع محافظات قطاع غزة، متهماً الكيان بتعمد "ارتكاب أكبر قدر من المجازر ورفع فاتورة الضحايا"، ومشيرا إلى عدم تمكن آليات الدفاع المدني من انتشال مئات الجثث من تحت الأنقاض ووجود صعوبات بالغة في انتشال الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات.
هذه الوحشية الإسرائيلية في استهداف الفلسطينيين دفعت مقاتلي حماس لشن أكبر هجوم ميداني ضد جيش الاحتلال منذ توغله في غزة، إذ أفادت كتائب القسام، في بيان لها، بأنّ مجاهديها رصدوا، فجر اليوم، تمركزاً لـ60 جندياً من جنود الاحتلال داخل خيام في نقطة تموضع لهم شرق جحر الديك، فقاموا بزراعة 3 عبوات مضادة للأفراد بشكل دائري حول التمركز، وأنّه جرى تفجير العبوات في جنود الاحتلال في تمام الساعة 4:30 فجراً، وبعدها تقدم أحد المجاهدين للإجهاز على من تبقى من أفراد القوة، فيما انسحب المجاهدون إلى مواقعهم بسلام بعد إيقاع عدد كبير من جنود الاحتلال قتلى.
واستهدفت كتائب القسام يوم السبت الفائت قوة إسرائيلية راجلة متمركزة داخل مبنى في كمين محكم في منطقة التوام شمال غرب غزة، مستخدمةً في الكمين العبوات المضادة للأفراد والقذائف المضادة للتحصينات والرشاشات الثقيلة، وأوقعت الجنود بين قتيل وجريح، كما استهدفت ناقلتي جند إسرائيليتين شمال مدينة غزة بقذائف "الياسين 105"، وكذلك جرافة إسرائيلية في جحر الديك شرق المنطقة الوسطى وحققت فيها إصابة مباشرة، وأعلنت أن مجاهديها تمكنوا من قنص جندي، شمال مدينة غزة، وأصابوه بشكل مباشر.
كما استهدف مجاهدو القسام حشوداً لآليات الاحتلال الإسرائيلي شمال المنطقة الوسطى في قطاع غزة، وتم الاستهداف ب 3 طائرات مسيرة من طراز "الزواري الانتحارية"، إضافة إلى غرفة قيادة واستطلاع إسرائيلية بـ4 قذائف مضادة للأفراد شرق بيت حانون، واستهدفوا بمنظومة الصواريخ "رجوم" قصيرة المدى من عيار 114 ملم، تجمعات لقوات الاحتلال في "زكيم" وفي "كيسوفيم"، وفي شرق دير البلح وسط قطاع غزة.
وتبنت السرايا، استهداف تجمعات لجنود الاحتلال في أحراج "كيسوفيم" بوابل من قذائف الهاون، وقالت إنّ مجاهديها يخوضون اشتباكات ضارية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في حي الشيخ رضوان ومحاور التقدم شمال غرب وجنوب غزة.
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة على أكثر من محور، كما تواصل دك المستوطنات برشقات صاروخية، رداً على استهداف المدنيين، إذ نشر الإعلام العسكري التابع لكتائب القسام مشاهد لرشقة صاروخية كبيرة كانت متوجهة نحو تل أبيب وضواحيها، وقد دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب وعدة بلدات.
إن فاعلية المقاومة الفلسطينية تغطي كل مناطق القطاع، فحيث يوجد المحتل توجد المقاومة، ولكن هناك بعض النقاط شكلت بعدا محوريا في عملية المقاومة واستهداف الاحتلال مثل جحر الديك التي كانت معبرا لجنود الاحتلال وبوابة للدخول إلى القطاع، وذلك لموقعها الحدودي، فاستهداف الاحتلال في هذه القرية كان أجدى وحقق خسائر كبيرة في صفوف قوات المحتل.