الوقت - اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية مرةً أخرى بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تتبع سياسة بناء الأسلحة النووية، في وثيقة تصف استراتيجيات هذا البلد في التعامل مع أسلحة الدمار الشامل.
وجاء في الصفحة الخامسة من هذه الوثيقة المؤلفة من 15 صفحة، والمعروفة باسم "الوثيقة الاستراتيجية لمكافحة أسلحة الدمار الشامل"، والتي نشرت يوم الخميس الماضي، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تتبع هذه السياسة، على الرغم من أنها على بعد حوالي أسبوعين من إنتاج المواد النووية اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وجاء في هذا القسم: "من المقدّر أن إيران لا تسعى حاليًا إلى تطوير برنامج للأسلحة النووية، لكنها تمتلك القدرة على إنتاج المواد النووية اللازمة لبناء قنبلة نووية في أقل من أسبوعين".
في السنوات الماضية، اتهمت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة والکيان الصهيوني، إيران بالسعي لتحقيق أهداف عسكرية في البرنامج النووي للبلاد، ونفت إيران بشدة هذه الادعاءات.
وتؤكد إيران أن من حقها، باعتبارها إحدى الدول الموقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وعضواً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.
وإضافة إلى ذلك، قام مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المنشآت النووية الإيرانية عدة مرات، لكنهم لم يعثروا قط على أي دليل على أن برنامج الطاقة النووية السلمي في البلاد قد تم تحويله نحو الأغراض العسكرية.
کذلك، توصلت إيران في عام 2015 إلى اتفاق مع الدول المعروفة باسم مجموعة 5+1 لحل التوترات بشأن برنامجها النووي، وعلى الرغم من اعتراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتزام إيران بجميع التزاماتها، إلا أن الحكومة الأمريكية انسحبت من جانب واحد من هذا الاتفاق في 2018.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشير فيها وكالات حكومية أمريكية إلى أن إيران لا تحاول صنع سلاح نووي، وقد تم التوصل إلى نتيجة مماثلة في التقييم الذي أجرته وكالات الاستخبارات الأمريكية، والذي نشر في شهر يوليو من هذا العام.
وجاء في تقييم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكي، الذي نُشر في الـ19 من تموز ، أن "إيران لا تقوم حاليًا بأنشطة إنتاج الأسلحة النووية الرئيسية اللازمة لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار".
وقبل ذلك أيضًا، في التقرير السنوي لـ"مجتمع الاستخبارات الأمريكية" لعام 2022، قالت نفس وكالات الاستخبارات الأمريكية عن برنامج إيران النووي: "إيران لم تتخذ أي خطوات لإنتاج قنبلة نووية".
إن اعتراف أمريكا المتكرر بأن إيران لا تسعى للحصول على أسلحة نووية، جاء في حين أن ذريعة امتلاك إيران للأسلحة النووية كانت إحدى الأسس الرئيسية للعقوبات الأحادية التي فرضتها واشنطن ضد الشعب الإيراني.
وتؤكد هذه القضية موقف إيران الذي يعتبر دائماً ادعاءات الغرب المناهضة لإيران، سلوكيات منحازة لأهداف سياسية وبعيدة عن الواقع الفني.
وفي وثيقة جديدة، أشارت وزارة الدفاع الأمريكية إلى إيران باعتبارها "تهديدًا مستمرًا"، وزعمت أن إيران لم تلتزم بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية.
وتزعم الوثيقة: "علاوةً على ذلك، ترى الولايات المتحدة أن إيران لا تمتثل لالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية، على سبيل المثال، لم تقدم إيران إعلاناً كاملاً بشأن التزام منشآت إنتاج الأسلحة الكيميائية لديها بهذه المعاهدة"، وقد أثيرت المزاعم الأمريكية هذه، بينما نفت إيران في السابق امتلاكها لبرنامج أسلحة كيماوية.