الوقت- يوماً بعد اخر يزداد الوضع الأمني انفلاتاً وتدهوراً في محافظة مارب، المحافظة الغنية بالموارد النفطية، حيث إن الوضع يزداد تفاقماً في المدينة الخاضعة لسيطرة قوات الإصلاح والتحالف السعودي، فخلال السنوات الماضية شهدت مدينة مارب عدداً من جرائم القتل والسطو، وأوضحت العديد من المواقع الإخبارية أن ارتفاع وتيرة الاغتيالات خلال الفترة الأخيرة في مدينة مارب، يؤشر على أنها عمليات متبادلة بين جماعات تنتمي لحزب الإصلاح من جهة، وأخرى تابعة للإمارات، في ظل المساعي الإماراتية إلى تقويض سيطرة قوات الإصلاح على المحافظة النفطية وإحلال قوات طارق عفاش التابعة لأبوظبي بدلاً عنها.
وفي سياق الانفلات الأمني أفادت مصادر محلية بأن المحافظة تشهد حالة من الاحتقان بسبب الموارد التي تتمتع بها المحافظة، فغالبية الأموال التي يحتويها فرع البنك محصلات عائدات نفط وغاز مأرب التي يستحوذ عليها العرادة وقيادات الإصلاح منذ حوالي سنوات لتمويل قواتهم ومعاركهم في مختلف المحافظات، وخصوصاً في المحافظات الجنوبية التي يتقاتلون فيها مع قوات المجلس الانتقالي، الموالية للإمارات.
اشتباكات عنيفة بين مليشيات "الإصلاح" وأبناء العشائر في مأرب
أفادت مصادر إخبارية من محافظة مأرب ، بأن الاشتباكات العنيفة التي دارت بين ميليشيات "الإصلاح" وأبناء العشائر ، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من طرفي الصراع. وفي هذا السياق أفادت مصادر إعلامية بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عشائر "الفجيج" في محافظة مأرب (وسط اليمن) ومسلحي حزب "الإصلاح" الإخواني حليف الحكومة التابعة للتحالف السعودي ، وعلى اثر تلك الخلافات سقط قتلى وجرحى من الجانبين.
وخلال الاشتباكات التي اندلعت أفادت مصادر محلية وإعلامية عن استخدام أسلحة ثقيلة ومتوسطة في الاشتباكات التي دارت بين قوات حاجز معبد شمس والمجاميع العشائرية ، حيث تمكنت قوات وأبناء القبائل من السيطرة على المركز العسكري لقوات الإخوان المسلمين وإضرام النار في عدد من سياراتهم.
وكتب موقع "المنتصف" اليمني أن هذه الاشتباكات وقعت بعد مقتل الشيخ "مبارك بن طالب بن عقار العبيدي" (80 عاما) وإصابة أحد أبنائه وأحد أفراد قبيلته على يد الأمن ، قوات حزب اخواني الإصلاح.
وتشهد مناطق سيطرة مرتزقة الإصلاح في مأرب من حين لآخر صراعات وقتل وفوضى أمنية غير مسبوقة.
كما كتب موقع "البوابة الإخبارية" اليمني أن السعودية اتهمت الحزب بالمتاجرة بالحرب في اليمن.
انهيار أمني وفوضى في مدينة مأرب
في ظل استمرار الانهيار الأمني والفوضى الناتجة عن صراع أجنحة التحالف في مدينة مأرب التي لم يستثنها التحالف من مخططات الاحتراب والتفرقة، بين أبناء اليمن، تتجدد الاشتباكات بين القبائل والميليشيات التابعة لحزب الاصلاح، ومن الجدير بالذكر أن النازحين في المحافظة يواجهون أوضاعًا مأساوية، وسط تجاهل تام من سلطة الإصلاح في المدينة عن تقديم أي مساعدات أو تحركات لإيوائهم.
وتشهد محافظة مارب اضطرابا أمنيا كارثيا إذ لا تكاد تمر مدة من الزمن حتى تندلع مواجهات قبلية قبلية أو مواجهات قبلية ضد أحد أجنحة التحالف العسكرية التي تتقاسم أجزاء من المدينة وتبعا لذلك التقاسم يحدث الصراع على الاراضي أو المشاكل الناجمة عن انتشار النقاط الأمنية وتصادم القبائل معها بسبب اختلاف ولاء القبائل والانتماء للقوات العسكرية المتصارعة.
تحالف العدوان سبب الوضع المأساوي
يمكن القول وبكل وضوح إن تحالف العدوان مسؤول عن الكارثة الإنسانية في اليمن إضافة إلى ذلك فإن أمريكا تصر على استمرار الحرب والحصار على اليمن فالولايات المتحدة هي مسؤولة ايضاً عن الكارثة الإنسانية في اليمن ، لأن الولايات المتحدة متواطئة في الحصار الإنساني على اليمن ، فخلال كل السنوات الماضية كان من الواضح أن الأمريكي يرفض مشروع قرار وقف دعم السعودية في عدوانها على اليمن.
إن القصف العشوائي للمطارات والموانئ اليمنية وتدميرها بمختلف محافظات الجمهورية وفي مقدمتها العاصمة اليمنية صنعاء وتدشين البدء بالغارات الجوية لدول تحالف العدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي الغاشم الذي استباح كل شيئ (المنشآت الحكومية ومشاريع البنى التحتية) دون استثناء وتمادى وصولا الى المصانع والمنشآت الخاصة ودور العبادة ومنازل مواطنين أبرياء وحتى صالات الأفراح والعزاء واماكن تجمعات الناس دون مراعاة لأدنى معايير الإنسانية والقوانين الدولية التي تحرم وتجرم قصف المدنيين. حيث استمرت عمليات القصف العدوانية لتحالف العدوان الكوني على اليمن ليل نهار مخلفة جرائم يندي لها الجبين وسط صمت أممي ودولي معيب ومهين ووسط تخاذل المجتمع العربي والإسلامي والدولي ما جعل الاقتصاد اليمني يعاني أكثر ليصل في النهاية إلى مرحلة الخراب. فقد فاقمت العمليات العسكرية لتحالف العدوان السعودي المشكلات الاقتصادية، وزيادة البطالة وارتفاع النفقات.وأدت عمليات تخريب خطوط أنابيب النفط والغاز وخطوط نقل الكهرباء الى تراجع الانتاج النفطي، وبالتالي تراجعت صادرات البلاد من النفط الذي يعدّ المحرك الأساسي للاقتصاد ويمثّل 70% من موارد الموازنة العامة للدولة و63% من إجمالي صادرات البلاد.
نهب ثروات الشعب اليمني
إن التطورات التي حصلت في المناطق المحتلة وسباق المرتزقة متعددي الولاءات والأجندة للسيطرة على حقول النفط والغاز قد كشف بما لايدع مجالاً للشك عن مسارات واتجاهات و أهداف العدوان على اليمن، حيث إنه من بين الركام طفت طموحات وأطماع التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي ومشاريعهم للهيمنة على موارد ومواقع حيوية في البلاد، في ظل صمت المجتمع الدولي وتواطؤ قادة المرتزقة الذين يتقاضون الفتات من عائدات ثروة البلاد على شكل مرتبات ومكافآت بالعملة الصعبة على حساب معاناة شعب بات يئن تحت وطأة الجوع والفقر.فقد سبق وأن أشارت مصادر مقربة من تحالف العدوان إلى أن هناك مفاوضات سرية تمت بين حكومة المرتزقة والسفير السعودي “محمد آل جابر”، وقد أفضت إلى توقيع اتفاقيات بين الطرفين تحت إطار ما يسمى البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن والذي يرأسه السفير السعودي. وبموجب هذه الاتفاقيات تم تمكين السعودية والإمارات من بسط سيطرتها على المواقع الاقتصادية النفطية والغازية والنقل، والإشراف على بعض المناطق والمحافظات الاستراتيجية الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي ويؤكد مراقبون بأن أهداف الإمارات باتت جلية في اليمن.
في النهاية إن الوضع الذي وصلت اليه اليمن هو نتيجة للعدوان الغاشم على اليمن، ونهب موارد النفط والغاز اليمنية من قبل التحالف المعتدي وشركائه الغربيين، وهنا يتضح الغباء الإصلاحي المتبلِّد المخلوط والممزوج بالكراهية والذي دفع بهم نحو السقوط المدوي ، السقوط الذي سيدفع حزب الإصلاح ثمنه غاليا ، وقد يتسبب في إلحاق أضرار كبيرة في البنية التحتية وثروات ومقدرات الوطن التي تحتضنها محافظة مارب ، وخصوصا أننا ندرك جميعا مدى الحقد والكره السعودي تجاه اليمن واليمنيين ، الحقد على كل ما هو جميل ، الحقد الذي يستهدف الثروة النفطية ، فهل تدرك قيادات الإصلاح في مارب أن استقدام العناصر والجماعات التكفيرية والميليشيات الإجرامية المتطرفة إلى مأرب ، لن يكون في مصلحتهم على الإطلاق ؟