الوقت- تأثرت المدن السورية بالزلزال الذي هزّ عدة أقاليم جنوبي تركيا اليوم الاثنين، والذي بلغت قوته 7.9 درجات على مقياس "ريختر".
تضررت سوريا بفعل الزلزال المدمر الذي هزّ عدة أقاليم جنوبي تركيا اليوم الاثنين، والذي بلغت قوته 7.9 درجات على مقياس ريختر.
وأفادت الأخبار بأنّ إجمالي عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى أكثر من 592 شخصاً في مختلف المحافظات السورية، فيما صُنّفت سرمدا منطقة منكوبة.
وبحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة السورية، ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال إلى 371 وفاة و1089 إصابة، معظمها في اللاذقية وحلب وحماه وطرطوس، مؤكّدةً أنّ هذه الحصيلة غير نهائية.
ووفقاً للوزارة، تمَّ رفع الجاهزية في أقسام إسعاف المشافي في كل المحافظات، واستنفار فرق الاستجابة التي تقوم بنقل الإصابات إلى المشافي، لافتاً إلى أنّه تم تطبيق خطة الطوارئ العامة وخطة الإمداد للمستلزمات والأدوية لتزويد الأماكن المتضررة بها.
وأُرسلت 27 سيارة إسعاف و7 عيادات متنقلة من دمشق وريف دمشق والقنيطرة وحمص وطرطوس كمؤازرة لحلب واللاذقية، فيما تم إرسال 4 سيارات شاحنة محملة بالأدوية والمستلزمات الجراحية والإسعافية إلى حلب واللاذقية وحماه.
وبحسب مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد، فإن المناطق الأكثر تأثراً هي تلك القريبة من مركز الزلزال في إدلب واللاذقية وحلب، مؤكّداً أنّ الزلزال هو الأقوى خلال العمر الاستثماري للشبكة الوطنية للرصد الزلزالي في سوريا، أي منذ عام 1995.
وبحسب أحمد، حدثت وستحدث هزات ارتدادية تباعاً، لكنها أضعف بكثير من قوة الزلزال الذي وقع، موضحاً أن حالة عدم الاستقرار الزلزالي ستكون مستمرة، ولكنها بهزات أضعف تأثيراً وضمن حدود 5 درجات.
وأكّد مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل أنّ تضرر الأبنية وتأثرها بالهزات سيكون وفقاً لاستجابة هيكل بنائها ومقاومتها للزلازل.
150 حالة وفاة في حلب وريفها
أفادت الأخبار بوقوع أكثر من 50 ضحية في حلب في حصيلة أولية للزلزال المدمر، موضحاً أن عدد طواقم الإنقاذ في حلب قليل جداً، والإمكانات ضعيفة نتيجة الحرب والحصار على سوريا.
وأشارت الأخبار إلى أنّ أكثر من 50 مبنى دُمّر في حلب من جراء الزلزال.
ونقلاً عن مصادر سقوط 60 حالة وفاة بفعل الزلزال في ريف حلب الشرقي الواقع خارج سيطرة الدولة.
انهيار أكثر من 60 مبنى في اللاذقية
كذلك، أفادت الأخبار في اللاذقية بأنّ 80 شخصاً على الأقل توفوا، وأُصيب 300 آخرون في حصيلة أولية من جراء الزلزال الذي ضرب المحافظة الذي أدى إلى انهيار أكثر من 60 مبنى بشكلٍ كلي وجزئي، وتشققات في مئات المنازل، مع استمرار أعمال رفع الأنقاض في مناطق عديدة في المحافظة.
وتسبب الزلزال الذي سجل بقوة 7.8 درجات على مقياس "ريختر" بانهيار 21 مبنى بشكلٍ كامل في شوارع الرميلة والغزالات والرميلة في مدينة جبلة، ما أدى إلى وفاة أكثر من 30 شخصاً ونحو 200 إصابة، إذ تعمل آليات الدفاع المدني والإطفاء وباقي القطاعات الحكومية على رفع الأنقاض في ظل الظروف الجوية الصعبة لإخراج العالقين تحتها.
وانهار عدد من الأبنية في أوتستراد دمسرخو والرمل الجنوبي وبعض الطوابق في دوار الأزهري والعوينة في مدينة اللاذقية. ووقعت أضرار كبيرة وتشققات في العشرات من المنازل في المدينة، ما أدى إلى وفاة عدد من سكانها وإصابة آخرين.
كذلك، سُجّل انهيار عدد من المنازل فوق رؤوس قاطنيها في قرى فديو وبستان الباشا وسطامو والحفة، وتم تسجيل عدد من الوفيات والجرحى، إضافة إلى إخراج عدد من الناجين من تحت الأنقاض، مع الاستمرار بأعمال رفع الأنقاض وإخلاء بعض الأبنية من قاطنيها بعد حدوث تشققات فيها من جراء الزلزال.
وقامت محافظة اللاذقية بشكلٍ عاجل بتأمين مراكز إيواء للسكان الذين تضررت منازلهم من جراء الزلزال، وتقديم المساعدات الإغاثية والغذائية العاجلة للمتضررين.
وسارع عشرات الآلاف من السكان إلى إخلاء منازلهم عقب وقوع الزلزال في محافظة اللاذقية، إذ غصّت الشوارع والساحات والطرق العامة بالأهالي ليل الاثنين وحتى ساعات الصباح، خوفاً من هزات ارتدادية كانت قد تتالت عقب الزلزال الشديد، مع استنفار كامل الطواقم الطبية لنقل الوفيات والجرحى إلى المشافي.
انهيار حي كامل في ريف إدلب السورية من جراء الزلزال
أظهرت مشاهد مصورة ملتقطة عبر طائرة مسيرة حجم الدمار الذي لحق بمنطقة تابعة لمحافظة إدلب السورية من جراء زلزال قوي ضرب فجر اليوم الاثنين مناطق جنوب تركيا وشمال سوريا، وخلف مئات القتلى والجرحى، وشعر به عدد من دول المنطقة.
وأعلن الدفاع المدني السوري الموجود في مناطق خارج سيطرة الدولة شمال غربي البلاد أنّ ما لا يقل عن 147 شخصاً لقوا حتفهم، ووصف الوضع بالصعب جداً، مؤكّداً أنّ مدينة حلب هي الأكثر تضرراً، وأنّهم بحاجة إلى مساعدة دولية.
أضرار الزلزال تطال مواقع أثرية سورية
وأفادت المديرية العامة للآثار والمتاحف بأنّ التقارير الأولية الواردة من بعض المحافظات أشارت إلى وقوع أضرار طالت بعض المواقع الأثرية نتيجة الهزة الأرضية فجر الاثنين.
وذكرت المديرية، في بيان لها، أنّ "قلعة حلب تعرضت لأضرار طفيفة ومتوسطة، منها سقوط أجزاء من الطاحونة العثمانية، وحدوث تشقق وتصدع وسقوط أجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية، كما سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي، وتضررت مداخل القلعة، وسقطت أجزاء من الحجارة، منها مدخل البرج الدفاعي المملوكي، وتعرضت واجهة التكية العثمانية لأضرار".
وذكر البيان أنّ بعض القطع الأثرية المتحفية داخل خزن العرض تعرّض للضرر، وظهرت تصدعات وتشققات على واجهة المتحف الوطني في حلب"، متابعاً: "تنتظر المديرية العامة للآثار والمتاحف مزيداً من المعلومات الدقيقة خلال الساعات المقبلة عن حالة الكثير من المواقع في أغلب المحافظات".
ووفقاً للبيان، فقد تعرض حي العقبة التاريخي المتاخم لسور المدينة الغربي لأضرار وانهيارات، وهو غير بعيد عن باب أنطاكية. كذلك الأمر في حي الجلوم التاريخي، إذ حدثت أضرار بالغة، منها سقوط أسقف غمس وجدران وأجزاء من واجهات.
وتأثرت مبانٍ تاريخية في محافظة حماه، ما أدى إلى سقوط أجزاء من بعض الواجهات التاريخية، ومنها سقوط واجهة عقار تاريخي أثري على ارتفاع طابقين من شريحة الجلاء، وحدوث تشققات وتصدعات في واجهات وجدران مبانٍ أخرى تاريخية.
وفي بانياس، وردت معلومات عن تضرر بعض المباني داخل قلعة المرقب بنحو طفيف ومتوسط، منها سقوط أجزاء من حجارة بعض الجدران أو واجهات المباني، وسقوط كتلة من برج دائري في الجهة الشمالية.
وذكر البيان أنّه حتى تاريخه لم يصل من مدينة حمص معلومات دقيقة عن أي أضرار في المواقع الأثرية والتاريخية، وكذلك مدينة تدمر الأثرية، والمعلوم حتى الآن أن مآذن الجامع الكبير في القصير سقطت بالكامل.