الوقت- قال السيد ياسر الحوري، أمين سر المجلس السياسي الأعلى في اليمن، إن المعركة التي خاضها اللواء قاسم سليماني تجعل المناضلين أكثر ثباتاً في طريقهم، وكان اللواء هبة الله لمحور المقاومة واستشهد وهو يحقق الكثير من النجاحات وقد أوفى بوعده.
وحول تداعيات هذا الهجوم وما يماثله من اعتداءات على المنطقة ومخاطرها على المنطقة، أوضح ياسر الحوري أن "جريمة الإرهاب بما فيها الإرهاب السياسي جريمة لا إنسانية، وتؤكد على معركة الصواب والخطأ التي ستستمر حتى يوم القيامة، والشهيد قاسم سليماني كان رجلاً من هذه الحقبة، وقيمته بالنسبة لمحور المقاومة عالية جداً".
وأضاف: "رغم أن العدو الأمريكي والصهيوني حقق النصر والنجاح على ما يبدو، فإن جهاده ونضاله سيؤديان إلى النصر. هذا العمل جريمة يجب معاقبة أمريكا عليها وإن لم تكن الأولى، حيث شهدنا مثل هذه الاغتيالات ضد شخصيات أخرى وفي مناطق أخرى من قبل."
وتابع: "كانت المعركة التي خاضها الحاج قاسم سليماني واضحةً تمامًا. كانت معركة اعتبرت نقطة تحول في المنطقة في النضال ضد الإمبريالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة. ولذلك، كان يتوقع الاستشهاد في أي لحظة. ولهذا السبب، فإن الجريمة التي ارتكبتها أمريكا كانت متوقعةً تمامًا، واستشهاد الحاج قاسم سليماني كان متوقعًا وتمنى هو بنفسه ذلك".
وقال أمين سر المجلس السياسي الأعلى في اليمن: "في رأيي، هذه المعركة ستستمر، صحيح أنها تشهد تقلبات، لكن من أهم نقاط هذه المعركة اغتيال الشهيد سليماني. وفي رأيي، لا يمكن تحديد نقطة الذروة في هذه المعركة والقول إنه بمجرد وصول العدو إلى هذه النقطة سوف يتراجع. نحن نعتقد أن المقاومة في كل المجالات يجب أن تستمر ضد هذا العدو البريطاني والأمريكي والصهيوني وحلفائهم. ومن الطبيعي أن تكون هناك تقلبات مستمرة في كل مرحلة، لكن يجب أن نعلم أن مثل هؤلاء قد ضحوا بحياتهم في سبيل الله."
ومضی قائلاً: "هذا الاستشهاد له قيمة ومعنى كبيران، ونقدم تعازينا للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولإخواننا في العراق على هذه الخسارة الجسيمة، ونؤكد أن كل شهيد يسقط على الأرض في أي نقطة من محور المقاومة هو بذرة تزرع في الأرض، لتلد محاربين ومقاتلين جدد لمحاربة الكفر والباطل الذي يحكم العالم حاليًا بأشكال مختلفة. وكل محور المقاومة، سواء إخواننا في حزب الله اللبناني أو أنصار الله اليمنية، يواجهون العدو نفسه، وواجبنا هو انتصار الحق على الباطل".
وأوضح ياسر الحوري أن "مفاهيم النضال والجهاد مختلفة. بالنسبة للأميركيين، للنصر والتقدم معنى خاص بهما، لكن في فكرنا الإسلامي الشهادة هي الانتصار. کنت علی علاقة مع الشهيد صالح الصماد، ورأيت أنه کان يؤکد في كل اجتماع للمجلس السياسي الأعلى، أن النشاط والوجود الميداني أكثر قيمةً بكثير من الجلوس خلف الطاولة والنقاش السياس والإعلامي، لأن الإسلام مبني على أساس الجهاد الشهادة. وبهذا المعنى، نحن في اليمن فخورون بتقديم قائد مثل صالح الصماد شهيداً علی طريق الحق."
وتابع: "لذلك، في إطار المعايير والمقاييس لا نستطيع أن نقول إن أمريكا حققت النصر والنجاح باغتيال اللواء سليماني. بل على العكس من ذلك، نعتقد أن أمريكا فضحت نفسها بهذا الفعل، وأظهرت أنها لا تخدم سوى الإرهاب بأشكاله المختلفة، دون احترام القوانين والمعاهدات الدولية. وبالتالي، فإن أمريكا من وجهة نظرنا دولة إجرامية مبنية على أساس قتل وذبح الآخرين، وهي زعيمة الاستبداد والغطرسة العالمية، والطريقة الوحيدة للتعامل معها هي وحدة وتكامل العالم الإسلامي".
ووصف أمين سر المجلس السياسي الأعلى في اليمن اللواء سليماني بأنه کان "رجلاً له كل معاني النصر والنجاح في نفسه، وهو الذي آمن بالنصر الإلهي بكل معنى الكلمة، وعمل على تحقيقه في جميع أنحاء محور المقاومة. وفي رأيي، مثلما وقف الفيتناميون والكوبيون في وجه الأمريكيين وانتصروا عليهم، أظهر الحاج قاسم سليماني أيضًا أنه يستطيع الوقوف في وجه الأمريكيين، وإفشال كل المخططات الأمريكية في المنطقة العربية والإسلامية، من نهب الثروات والاستعمار الثقافي والسياسي والاستبداد والهيمنة وإلخ".
وأضاف ياسر الحوري: "أنا فخور بأن أقول إن صنعاء اليوم هي نقطة تحول في محور المقاومة والردع ومواجهة المخطط الأمريكي والصهيوني في المنطقة. ونعتز بهؤلاء الشهداء والأبطال ونؤكد أن الحاج قاسم سليماني لعب دورًا مهمًا للغاية في انتصار الشعب اليمني، وكذلك الجيش اليمني واللجان الشعبية وصعود قوتهم."
وتابع: "كان اللواء سليماني مؤسس وجود هذه القوات في الميدان، وهو موضوع أكد عليه السيد عبد الملك الحوثي زعيم أنصار الله. ونؤكد أننا نواصل طريق هذا القائد الإيراني العظيم، كما أنه خلال المفاوضات، طُلب منا عدة مرات قطع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، لكننا لم نستسلم. لأننا نعرف عدونا جيدًا ونعرف الأهداف التي يسعى وراءها، وسياساتنا واضحة أيضًا. لهذا السبب نحن فخورون بهؤلاء الشهداء."
وقال أمين سر المجلس السياسي الأعلى في اليمن إن "ثماني سنوات من الصمود والمقاومة في اليمن تدين بدماء الشهداء الذين ساروا في طريق الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ضد أمريكا والکيان الصهيوني، الذي تحاول بعض الأنظمة في المنطقة تطبيع العلاقات معه. لكننا نقول بصراحة إن القيادة في صنعاء وشعب اليمن يقفون في وجههم، ومعركتنا واضحة كما أن أصدقاءنا وأعداءنا واضحون أيضًا، ومن حقنا أن نفخر بهؤلاء القادة."
وأضاف ياسر الحوري إنه "بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني نقدم تعازينا لإخواننا في إيران، ونؤكد أنه مثلما استطاعت الجمهورية الإسلامية تقديم شخصية مثل قاسم سليماني، يمكنها أن تقدم رجالًا آخرين مثله إلى محور المقاومة لتولي المسؤولية عن الصراع في هذا المحور."
وفي ختام حديثه، شدد أمين سر المجلس السياسي الأعلى في اليمن أن اليمن "أدخل العديد من الشخصيات والقادة للعمل والقتال في هذا المحور، وبإذن الله سيستمر هذا الجهد ويكتمل، وسيكون كل يوم أفضل من ذي قبل، ونقول لهم إن شهداءنا وشهداءهم واحد، كما أن الميدان والنضال واحد، وهذه الحدود صنعها الاستعمار".
وقال: "بصمودنا ومقاومتنا وانتصاراتنا الميدانية ضد العدو، فإننا نسحقهم ومستعدون لدخول أي معركة يريد العدو الدخول فيها في المستقبل. طريقنا طريق الاستشهاد، طريقنا واضح ونهايته نصر، وهذا انتصار لكل محور المقاومة، لأن انتصار إيران هو انتصار اليمن والعكس صحيح. وفي الحقيقة، كل انتصار لمحور المقاومة في أي وقت هو انتصار لجميع أعضاء المحور".