الوقت-تتوالى أحداث المجزرة البشعة التي إرتكبها الجيش النيجيري بحق الحركة الإسلامية التي يتزعمها الشيخ "إبراهيم الزكزاكي"، حيث أسفر هذا الإعتداء المدبّر عن إعتقال الشيخ الزكزاكي و شهادة أكثر من 300 من أنصاره(بعض التقارير تؤكد وصول عدد الشهداء إلى الـ1000)، بما فيهم قيادات الصف الأول في الحركة. لاندري حالياً مصير الشيخ الزكزاكي المصاب و الذي ظهرت آثار الإعتداء عليه في احدى الصور التي نشرت، فهل هو على قيد الحياة أم تمّت تصفيته رغم أنه أمر مستبعد، لكن هناك جملة من الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن کل باحث عن الحقيقية، أسئلة تتعلّق بالجهة المدبّرة لهاذا الحادث المؤلم .
لاشك في أن "القصة الخیالية" التي طرحها الجيش النيجيري حول أوامر الشيخ الزكزاكي بإغتيال رئيس الجيش يعد كلاماً في منتهى السذاجة السياسة و العسكرية، و قد فنّد الشيخ الأمر قبل إعتقاله بالأمس في حديثه مع إذاعة "هوسا" الافريقية، نافياً اتهامات سلطات أبوجا لشيعة نيجيريا بمحاولة اغتيال قائد بالجيش، مؤكدا ان حسينية "بقية الله" بمدينة "زاريان" تعرضت لهجوم مفاجئ من القوات النيجيرية دون سابق إنذار . لا نعلم حتى يومنا هذا أن هناك محاولة إغتيال لقائد عسكري يرافقه، صدفةً، العشرات من الجنود و المدرعات دون سلاح، فلماذا إقتصر الشهداء على جانب واحد؟ لماذا لم يخرج الشيخ وعائلته من المنزل خشية رد فعل الجيش لو صحّت عملية الإغتيال. إذاَ، يظهر جلياً أن محاولة إغتيال قائد الجيش "سيناريو مدبّر"، و لكن ماذا فعلت الحركة الإسلامية لقائد الجيش النيجيري حتّى يهاجمها؟ لم نسمع في يوم من الأيام أن الجنرال توكور بوراتاي إنسان متطرف دينياً أو يملك عداءً مع "الشيعة" بسبب إنتماءهم المذهبي، ألم يكن من الأولى للجنرال توكور بوراتاي أن يهاجم جماعة بوكو حرام الإرهابية التي تشكّل خطراً داهماً للبلاد؟
لا نعلم أكان الهجوم الأخير قد حصل بعلم الرئيس محمد بخاري، إلا أن العديد من المراقبين يستبعدو الأمر خاصّة أن الرئيس بخاري قد زار طهران قبل مدّة قصيرة و إلتقى بقائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي، لذلك تؤكد العديد من المصادر النيجيرية أن السيناريو الأخير هو من إعداد و تنفيذ قائد الجيش الجنرال توكور بوراتاي الذي تربطه علاقات قويّة مع الكيان الإسرائيلي، فقد طالب مؤخراً بمساعدة كل من الكيان و البرازيل لبلاده في مكافحة جماعة "بوكو حرام" الإرهابية، كما شهدت العاصمة أبوجا مؤخراً زيارات مكوكية لقيادات صهاينة بعد مطالبة رئيس مجلس النواب النيجيري تل أبيب بالمساعدة على إنهاء بوكوحرام و التحديات الأمنية الآخرى، بالإضافة للإستثمار الزراعة، المعادن الصلبة، و الطاقة و السياحة. في المقلب الآخر، لم تكن العلاقات السعودية النيجيرية عن هذا الأمر ببعيد، خاصةً أن للوهابية دور كبير في بروز جماعة بوكوحرام، و هناك بعض التقارير أشارت إلى زيارة الجنرال أنور عشقي عراب العلاقة السعودية - الاسرائيلية للعاصمة النيجيرية مؤخراً.
إن إعتقال الشيخ الزكزاكي من قبل الجيش النيجيري يأتي بعد توجيهه إنتقادات شديدة للحكومة النيجيرية بسبب الفساد السياسي، العلاقات مع الكيان الإسرائيلي و تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية للدولتين، بوكوحرام و علاقاتها مع بعض قيادات الجيش النيجيري، و هذا ما تسبّب في وقت سابق بإستشهاد أكثر من 33 شهيد من أبناء الطائفة الشيعية في نيجيريا على يد الجيش، و ذلك خلال مسيرة للحركة في يوم القدس العالمي. و بالتالي يمكننا القول، أن الطموح الإسرائيلي في إيجاد فتنة سنية شيعية هناك لتعزيز الشرخ بين المسلمين من ناحية، و دعم السعودية للجماعات الدينية المتطرفة من ناحية آخرى، إضافةً إلى طموح رئيس الجيش يرفع أسهمه في رئاسة البلاد عبر إنقلاب عسكري في بلد "الإنقلابات"، أسباب عدّة تقف وراء حادثة حسينية "بقية الله" في زرايا شمال البلاد.
لم نشاهد يوماً من الأيام إعتداء على تجّمع ديني للطائفة الشيعية، لم تكن فيه لليد الوهابية السعودية الدور الرئيس، كما كان الحال في أفغانسان سابقاً، و قبل فترة الشيخ حسن شحاته في مصر، و مؤخراً في مدينة "بارجنار" الباكستانية و اليوم في سوريا و اليمن و السعودية و البحرين، كما أن الصهيونية تملك باعاً طويلاً في إيجاد الفتن المذهبية فهي التي نصحت أمريكا بأن تعمل على إثارة النعرات المذهبية إذا كانت ترغب في السيطرة على العراق و العراقيين لأطول فترة ممكنة، و هذا ما تربوا إليه للنفوذ في نيجيريا.
الرياض قتلت الشيخ شحاته في مصر بسبب نشره للتشيع، و إعتقلت الشيخ نمر باقر النمر لأسباب معروفة، و أمرت بإعتقال الشيخ علي سلمان في البحرين، واليوم تتعاون مع الكيان الإسرائيلي في نيجيريا لإعتقال الشيخ الزكزاكي، و لكل أهدافه. الكيان الإسرائيلي يريد الفتنة، و السعودية تريد إستهداف الشيعة، و الجنرال توكور بوراتاي هو الرئيس المقبل لنيجيريا، سواء بالإنتخابات أو بإنقلاب عسكري.