الوقت - تتواصل محاولات الدول العربية لرأب الصدع السياسي بين المغرب والجزائر من أجل إنهاء أزمة الغاز في أوروبا، وإيجاد توافق بين الأطراف بخصوص القضايا الإقليمية.
ووفق صحيفة لافانغوارديا الإسبانية، فإن الملك الأردني عبد الله الثاني، نجح في القيام بوساطة بين المغرب والجزائر، والتقدم في المشاورات بخصوص أنبوب الغاز المغاربي، و قرب جلوس وفد مغربي ووفد جزائري رفيعي المستوى، على طاولة المفاوضات بالعاصمة السويسرية جنيف.
وحسب المعطيات التي كشفت عنها صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية، فان الاتفاق يبقى مؤشرا على قرب حل الأزمة بين البلدين الجارين.
وكشف المصدر، أن ملك الأردن توصّل إلى اتفاق مبدئي في الجزائر العاصمة من أجل إعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، الرابط بين الجزائر وأوروبا مرورا بالأراضي المغربية، في أقرب وقت ممكن.
وأورد موقع “أخبارنا” المغربي، نقلا عن الصحيفة، أن مصدراً جزائرياً أكد دعم الوساطة الأردنية من أجل تشغيل أنبوب غاز المغرب .
ووفق ذات المصدر، فان البدء في تشغيل أنبوب الغاز “يمكن أن يحدث قريباً وسيكون خطوة لتطبيع العلاقات التجارية مع إسبانيا”.
ورجّحت تقارير إعلامية، في وقت سابق، أن زيارة العاهل الأردني إلى الجزائر استهدفت بالدرجة الأولى محاولة إزالة الفتور المسجّل بين الجزائر ودول الخليج، وحلحلة الأزمة مع المغرب.
وحسب الصحيفة الإسبانية، فإن إعادة فتح الخط ستساعد على تقليل التوتر السياسي بين إسبانيا والجزائر الذي تسبب في كثير من الضرر لعشرات الشركات الإسبانية، التي لم تتمكن منذ جزيران/ يونيو الماضي من الوصول إلى السوق الجزائرية.
وحسب تقرير الصحيفة، فان موقف الجزائر من العلاقات التجارية مع إسبانيا، “ستبقى مجمدة طالما أن الحكومة يرأسها بيدرو سانشيز”، لكون الأخير، وفق المصدر، لم يتراجع عن قراره لصالح سيادة المغرب على الصحراء، حتى وإن قدم “حلاً سياسياً مقبولاً للطرفين”.
وأورد موقع “أخبارنا” نقلا عن الصحيفة الاسبانية، أن مصدرا دبلوماسيا جزائريا، قالت انه فضل عدم ذكر اسمه، أكد بالقول “نحن ندعم وساطة الملك عبد الله الثاني. أعتقد أنه يمكن أن يحدث قريباً جداً، وسيكون خطوة لتطبيع العلاقات التجارية مع إسبانيا “.
وقالت الصحيفة إن الأزمة السياسية بين البلدين تقترب من الحل، بفضل وساطة الملك عبد الله الثاني خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر بتاريخ 3 ديسمبر الجاري، والذي توصل إلى اتفاق مبدئي مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإعادة فتح خط الغاز المغربي المُغلق منذ 31 أكتوبر 2021، في أقرب وقت ممكن.
وأوضح المصدر ذاته، أن ملك الأردن عبدالله الثاني لاقى احتفاء كبيرا في الجزائر، وكان قد توقف في القاهرة قبيل توجهه للجزائر والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي دعم رغبته في القيام بوساطة بين المغرب والجزائر.
وكذلك ذكرت الصحيفة أيضا أن العاهل الأردني وفي طريق عودته إلى العاصمة عمان، توقف في روما، في إشارة إلى أهمية إيطاليا التي أصبحت الشريك الرئيسي للجزائر.
وكشفت الصحيفة أن الملك عبدالله الثاني “أحرز تقدما كبيرا جدا” في الوساطة بين البلدين، موضحة أنه مهد لحدوث اجتماع جزائري مغربي في سويسرا، وهو الأمر الذي قال عنه المصدر الدبلوماسي الجزائري إنه “قد يكون قريبا جدا”.
وسبق لصحيفة “مغرب إنتليجنس“، أن كشفت وفق مصادرها الخاصة، أن العاهل الأردني حاول إقناع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقبول عرض إعادة إطلاق الحوار مع الجار المغربي من أجل إنهاء حرب دبلوماسية وسياسية تقلق بشدة كل الفاعلين في العالم الإسلامي.
وكشفت المصادر أيضا، إن الملك عبد الله الثاني اقترح إجراء محادثات صريحة ومباشرة بين الجزائر والمغرب وإسبانيا بشأن الخلافات المتعلقة بنزاع الصحراء الغربية.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين الرباط والجزائر قد قطعت، في العام الماضي. منذ ذلك الحين، لم تتمكن وساطات السعودية والإمارات وموريتانيا من تجاوز الخلاف.
ومن جانبه قال إدوارد سولير، باحث جامعي متخصص في العالم العربي في تصريح لجريدة “lavanguardia”، “تعتبر الجزائر أنه من خلال إعطاء الأولوية لعلاقتها مع المغرب، فإن إسبانيا تهدد أمنها”، لافتا إلى أن “الحقيقة هي أن إسبانيا عالقة في صراع لا يمكنها السيطرة عليه”.
وأورد إدوارد سولير: “لن يكون لإسبانيا أبدا الوزن الدبلوماسي الذي تتمتع به فرنسا في المغرب، لكن تعرضها لكل ما يحدث هناك أكبر بكثير”.
ويصر خوسيه مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، على أن بلاده تريد “أفضل علاقة” مع الجزائر،لكن دون الإضرار بالعلاقات مع المغرب.
يذكر أن أخبارا سابقة قد تحدثت عن احتمال مشاركة الملك محمد السادس في القمة العربية التي عقدت بالجزائر، إلا أن وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قطع حينها الشك باليقين حين أعلن أن هذه المشاركة لن تتم، مرجعا ذلك إلى “اعتبارات اقليمية”.