الوقت- من المعروف أن الإرهابيين الأمريكيين لا يريدون الاستسلام للشعب السوري، وهم يبتكرون مخططات ومؤامرات جديدة لإلحاق الأذى بهم أكثر، وهذه المؤامرات تستخدم بشكل جديد ضد الشعب السوري وكل يوم يتم القيام بها ويبدو أنه لا نهاية لها. وحول هذا السياق، أعلن ما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس الماضي، عن قيام الجيش الأمريكي (في عمل جديد ضد الشعب السوري) ببناء قاعدة عسكرية جديدة في مدينة الرقة شمال سوريا.
وأعلن موقع هيومن رايتس ووتش السوري، الذي يقع مكتبه في لندن ويعارض حكومة دمشق، أن بناء هذه القاعدة العسكرية من قبل الأمريكيين (المحتلين) تم منذ ثلاث سنوات من قبل الجيش الأمريكي في مدينة الرقة. ويأتي الإعلان عن هذا الخبر بعد الانتهاء من بناء مدرج وثكنات الفرقة 17 للإرهابيين الأمريكيين بالقرب من مدينة الرقة في تشرين الثاني الماضي وحاليا هم موجودون للقيام بمهام في محافظة الرقة ومركزهم هذا أصبح مكان عمليات تجسس ضد السوريين والقوات المتمركزة في المنطقة.
وينفذ الإرهابيون الأمريكيون جميع أعمالهم العسكرية والتجسسية في الرقة بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية، ومعظمهم من الأكراد السوريين. ومن النقاط اللافتة للنظر فيما يتعلق بالأنشطة الأخيرة للإرهابيين الأمريكيين في الرقة، التي كانت العاصمة السياسية لإرهابيي داعش خلال الاحتلال الامريكي حتى كانون الأول 2016، فإن الوجود العلني للجنود الأمريكيين في هذه المدينة بمركبات تحمل العلم الامريكي، يدل على أن الإرهابيين الأمريكيين لم يكونوا ناشطين في هذه المدينة من قبل وهذا يدل على أن الأمريكان ينفذون مؤامرة جديدة.
ومع القصف العنيف على شمال سوريا من قبل الجيش التركي في الشهرين الماضيين وإعلان أنقرة عن احتمال عمليات برية في هذه المنطقة، فإن القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في مناطق مثل "تل أبيزاد - تل السمان، العين والجزرة"، ربما تضم جزءا كبيرا من الإرهابيين الأمريكيين الذين سيتمركزون في القاعدة الجديدة للامريكيين في الرقة وسيتبعون خطط واشنطن الجديدة في سوريا. وتسبب الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة في سوريا، والذي بدأ عام 2016، في حدوث خسائر بشرية ومادية لا حصر لها للسوريين لدرجة أنه حسب إعلان الخارجية السورية، فقط الأضرار التي سببتها الولايات المتحدة إلى سوريا وصناعة النفط في هذا البلد بشكل مباشر وغير مباشر في المجموع حوالي 111 مليارا و 900 مليون دولار.
وبخصوص تفاصيل الأضرار التي سببها الإرهابيون الأمريكيون، أعلنت وزارة الخارجية السورية أنه "نتيجة للعدوان المباشر للجيش الأمريكي والميليشيات التابعة له، وهي قسد، خسرت سوريا نحو 25 ملياراً و 900 مليون دولار بشكل مباشر وأكثر من 86 مليار دولار بشكل غير مباشر، ووقعت أضرار غير مباشرة في قطاع النفط (وهو ما يعني سرقة وتدمير موارد النفط)، وهو ما أعلنته دمشق الأسبوع الماضي في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن."
أهداف الإرهابيين الأمريكيين من الوجود في سوريا
منذ آذار (مارس) (2011)، عندما بدأت الأزمة في سورية وتحولت إلى حرب دولية، أنشأ الغربيون، وخاصة الولايات المتحدة، مجموعات إرهابية مسلّحة بهدف رئيسي هو "توفير الأمن للنظام الصهيوني". وبشكل غير مباشر وأحياناً دخلوا بشكل مباشر في المعركة السورية، وهي معركة انتهت بعد سنوات بهزيمة الجماعات الإرهابية المدعومة من الجبهة الغربية العربية الصهيونية وتركيا. ومع هزيمة تنظيم داعش الإرهابي كذراع عسكري أمريكي في سوريا في ديسمبر 2016، استبدل الأمريكيون هذه المجموعة مباشرة، ومنذ تلك اللحظة بالذات بدؤوا في استخراج وسرقة النفط السوري وقتل أبناء هذا البلد.
ومنذ الدخول غير القانوني للإرهابيين الأمريكيين إلى سوريا، أصبحت الميليشيات المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عمليا تحت مظلة الأمريكيين وامتثلت لأوامر الامريكيين. وعلى الرغم من أن هذه المجموعة الكردية السورية لديها علاقة جيدة مع النظام الصهيوني الآن وفي الماضي، ولكن مع وجود الإرهابيين الأمريكيين في شمال شرق سوريا، فإن قوات سوريا الديمقراطية، وفقًا لرأيها الخاص، حصلت على حياة جديدة، لأن حكومة دمشق في السنوات الأخيرة بسبب الصراع الشديد مع الإرهابيين التكفيريين في جميع أنحاء هذا البلد، تركت بعض الأكراد السوريين وحدهم، لكن هذه ليست مشكلة دائمة، فمع تعقيد مسار الإرهابيين في محطتهم الأخيرة، أي في محافظة إدلب وشمال حلب (شمال غرب سوريا)، سيتجمع قسد والأمريكيون في سوريا.
ولقد احتجت الحكومة السورية مرارًا وتكرارًا أمام المحافل الدولية، وخاصة مجلس الأمن والأمم المتحدة، على الوجود غير الشرعي للأمريكيين في شرق وشمال شرق سوريا، وأعلنت أن لا هدف للامريكيين سوى سلب البلاد والنفط وانهم يقومون بهذه السرقة بمساعدة مليشيات قسد وهم في عملية غير شرعية مستمرة منذ خمس سنوات. حاليا أمريكا مثل الأفعى الجريحة في سوريا لأنها فقدت ذراعها الرئيسي تنظيم داعش الإرهابي، رغم أن الجماعات الكردية مثل قسد تقف إلى جانب الأمريكيين وهي مطيعة لهم، لكن أمريكا لا تستخدم داعش وانما كانت تستعين كثيرا بالجماعات الكردية.
ولا بد من القول إن هذا الثعبان الجريح لن يتخلى عن شعب سوريا المظلوم بهذه السهولة، لأن طعم المال الذي جلبته سرقة النفط والقمح السوري من فلاحي هذا البلد قد ذاقته بالفعل أمريكا وانسحاب الأمريكيين من سوريا يعني فشلا حقيقيا في سياسات واشنطن تجاه الشرق الأوسط. لكن الغرض الأساسي من وجود الإرهابيين الأمريكيين في سوريا هو ضمان أمن النظام الصهيوني، وهو أيضًا المهمة الرئيسية للامريكيين في هذا البلد، لذلك فإن سلطات واشنطن تضطر كلما أمر الصهاينة بالوجود في سوريا، مواصلة أعمالهم اللاإنسانية في هذا البلد. أو بعبارة أخرى، كما أعلن "جون كيربي"، منسق العلاقات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، سابقًا، أن البيت الأبيض ليس لديه قرار بالانسحاب من سوريا ولن يخفض عقوبات هذا البلد، ويجب على السوريين أن يتسامحوا مع الإرهابيين الأمريكيين.
وعلى صعيد متصل، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، قبل عدة أسابيع، أجرت تدريبات عسكرية لعناصر تنظيم "YPG" الإرهابي في منطقة المالكية شمال شرق سوريا، حسب مصادر محلية. وقالت المصادر، طلبت عدم الكشف عن هويتها، لوكالة الأناضول إن التدريبات جرت بالقرب من قرية "تقل بقل" جنوب بلدة المالكية على مثلث الحدود العراقية السورية التركية. وأفادت بأن القوات الأمريكية جلبت ليلة أمس الثلاثاء نحو 40 شاحنة من المعدات العسكرية والعربات المدرعة من طراز "برادلي" و"هامر" للمشاركة في التدريبات. ونفذت هذه التدريبات قوات خاصة أمريكية، وشملت نحو 250 عنصراً من التنظيم الإرهابي، وتضمنت تدريباً على أسلحة ثقيلة ومناورات بالعربات المدرعة وإطلاق قنابل صوتية، وفق المصادر. وأضافت المصادر إن مروحيتين تابعتين للتحالف الدولي حلقتا فوق منطقة التدريبات خلال إجرائها.
ومنذ عام 2015، دربت قوات التحالف بقيادة واشنطن الآلاف من عناصر تنظيم "YPG" الإرهابي على أنواع الأسلحة كافة. ويمثل "YPG" الذراع السورية لتنظيم " PKK" الإرهابي الناشط في دول أخرى بالمنطقة بينها العراق وإيران. ونفذت القوات التركية بالتعاون مع الجيش الوطني السوري عمليات عديدة شمال سوريا ضد تنظيمي "داعش" و "YPG" الإرهابيين. وطهّرت عبر تلك العمليات آلاف الكيلو مترات من الأراضي من الإرهابيين، وأتاحت الفرصة لآلاف السوريين لعودة آمنة إلى أراضيهم.
