الوقت- سوريا بلد الجميع ولا عائق أمام عودة كل أبنائها.. هذا كان فحوى تصريح وزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين، الذي أكد أن الحكومة السورية قدّمت كل التسهيلات اللازمة لاستقبال اللاجئين الذين يعيشون في بلاده، و أضاف إن بلاده جهزت خطة مدروسة لإعادة نحو 15 ألف لاجئ إلى سوريا شهريًا، وإن هناك تفاهما لتأمين مراكز إيواء مع كل مستلزماتها، وأوضح أن وزارة الإدارة المحلية السورية أبلغته بوجود 480 مركز إيواء شاغر، وهذه المراكز ليست خيمًا أو ما شابه بل هي شقق مفروشة جاهزة للسكن والعيش الكريم، كلها أمور تؤكد أن سوريا جاهزة وبصورة عملية لاستقبال أبنائها اللاجئين في لبنان، وأن الوطن يتسع للجميع.
الوزير اللبناني كشف المستور في ملف عودة اللاجئين الذي كان، حيث إن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي كان في البداية متحمسًا جداً لخطة عودة اللاجئين ثم تراجع، وقرر أن لا قرار حول عودة اللاجئين.
وأكد أن ميقاتي اصطنع خلافًا مفتعلًا ليوحي للرأي العام أن هناك خلافا حول ملف العودة، ولفت إلى أن ميقاتي كان موافقًا لكن بعد الضغط الغربي انقلب 180 درجة.
وأشار شرف الدين أيضًا إلى أن لميقاتي مصلحة خاصة فهو لديه شركات خاصة ومكاتب واستثمارات في الخارج وأغلبها في الدول المانحة وهو يخشى على مصالحه.
وشددَ أيضًا على أن الوحيد الذي رفض خطة إعادة اللاجئين هو ميقاتي ويتحمّل المسؤولية التاريخية عن الموضوع، موضحًا أن العقدة هي عند الولايات المتحدة وهناك استثمار سياسي في ملف اللاجئين، وأنه قد يتم استخدام ملف اللاجئين في المفاوضات على النفط في الشمال السوري أو في مشاريع إعادة الإعمار.
تصريحات الوزير اللبناني تشير إلى أن المشكلة في ملف عودة اللاجئين ليست من سوريا بل من لبنان، لأنَّ دمشق سهّلت وذللت العقبات في هذا الملف، وخصوصًا بعد العفو الرئاسي عن قضايا الإرهاب وعن حملة السلاح وهذا شيء مطمئن للاجئ بهدف أن يعود لوطنه وأرضه، واللاجئون الذين مناطقهم تحت سيطرة الجماعات الإرهابية أمنت دمشق لهم مناطق بديلة حتى يتم تحرير أراضيهم ومنازلهم وبالتالي كل شيء بات متاحًا أمام هذه العودة، وألا يكونوا أداة من أدوات الحرب على سوريا ولعبة بيد الغرب.
الولايات المتحدة وحلفاؤها يريدون أن يبقى ملف اللاجئين السوريين مفتوحًا بهدف الضغط على دمشق به في أي مفاوضات قادمة وخصوصًا في جنيف ويريدون أن يبقى هذا الملف دوليًا وأن يشكل أزمة للجميع حتى يواصلوا ضغطهم على سوريا أيضاً، ولن تسمح أميركا بأن يعودوا لوطنهم حتى لا تقول إن هناك دولة شرعية في دمشق تستقبل اللاجئين بل تواصل تسويق أكاذيبها في جميع المحافل الدولية ضد الدولة السورية، وكما قال الوزير اللبناني بالفعل الولايات المتحدة تزج ملف اللاجئين في قضية النفط السوري هذا من جهة، ومن جهة أُخرى في ملف المناطق المحتلة في سوريا، أي إنها تريد أن يكون هؤلاء أداة من أدوات تدخلاتها في الشؤون السورية لسنوات وليس في الفترة الحالية فقط.
أطراف لبنانية عديدة مستفيدة من بقاء اللاجئين السوريين في لبنان لأنهم أولاً يقومون بسرقة أموال المنح الأجنبية والأُممية للاجئين إضافة إلى المساعدات المقدمة لهم، وهذه الأموال ليست بالقليلة بل تقدر سنوياً بنحو 7 مليارات دولار وبالتالي أموال طائلة تدر عليهم منذ عشر سنوات وحتى الآن فإن قطع مضخة المال هذه سيؤدي لكارثة على الأحزاب اللبنانية المستفيدة، إضافة إلى أن أطراف لبنانية كثيرة تجد باللاجئ السوري يدا عاملة رخيصة الثمن ما يجعلهم يستغلونهم في هذا المجال، إضافة إلى أن هناك أطرافا أُخرى تستغل اللاجئين في ملفين أساسيين الأول للضغط على رئيس الجمهورية وحلفائه في لبنان عبر ابقاء اللاجئين واعتبارهم شمّاعة لما يحدث في لبنان من أزمة اقتصادية وإنسانية واعتبار أن الرئيس ميشال عون بما أنه صديق وحليف للرئيس السوري بشار الأسد، هو المشكلة في هذه القضية وابقاء اللاجئين، وعندما يكون هناك أرضية حقيقية لعودتهم يضعون العراقيل ضدها، والملف الثاني استغلالهم أمنيا وعسكرياً أي يتم تسليح جزء كبير منهم وجعلهم خلايا نائمة وقنابل موقوتة لهذه الأحزاب وتفجيرهم بالوقت الذي يريدونه وضد الأهداف التي يختارونها، وخصوصًا في ظل معلومات عن محاولة بعض الأحزاب مثل حزب القوات اللبنانية تفجير الوضع في لبنان في أي وقت.