الوقت - أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنه سيتوجه إلى الجزائر، يوم 20 يونيو/حزيران الجاري في زيارة لمدة يومين، في إطار التحضيرات للقمة العربية، بدعوة من وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة.
وعبر أبو الغيط عن أمله بعدم تأجيل القمة العربية هذه المرة. مشيرا إلى أن الجامعة العربية جهزت من قبل التحضيرات الجاري العمل عليها.
وتطرق أبو الغيط في هذا الشأن إلى النقاش حول عودة سوريا للجامعة العربية، قائلا، "إذا حدث أن أحد الأطراف العربية ألقى بمبادرة رسمية لفتح نقاش مع ممثل سوريا، من أجل استعادتها لمقعدها المجمد، ولقيت هذه المبادرة تجاوباً من الدول الأعضاء، ومنع العالم الخارجي من التصدي، من الممكن جدا أن يتحقق".
وكان وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قال، في مطلع كانون الأول/أكتوبر 2021، إنّ قرار خروج بلاده من الجامعة العربية "ليس بإجماع عربي"، وإن هناك ظروفاً قادت البعض إلى اتخاذ قرار إخراجها منها.
وكان موضوع عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية بدأ يُطرح في الاجتماعات العربية المشتركة منذ فترة، بعد أن علّقت الجامعة عضويتها عام 2011.
وأكّد المستشار العسكري للأمين العام لجامعة الدول العربية، محمود خليفة، أن عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة "ستكون قريبة".
وحسب تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، قال خليفة إن "هناك أفكاراً تمّ طرحها من أجل عودة سوريا"، مؤكّداً أنها ستكون "قريبة جداً".
وأشار إلى أن "مقعد سوريا في جامعة الدول العربية لم يُلغَ، بل هو مجمد إلى حين توافر ظروف معينة داخل سوريا وضمن الإطار العربي"، متمنياً "أن تستقر سوريا وتزداد قوة بوجودها بين الأشقاء العرب".
من جهتها قالت مؤسسة "ماعت" المصرية للسلام والتنمية وحقوق الإنسان إن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ستساهم في تحقيق المزيد من الاستقرار في المنطقة العربية.
وفي دراسة بعنوان "دور الجامعة العربية في درء النزاعات المسلحة وإرساء السلام.. سوريا نموذجا" والتي تناولت في محورها الأول الدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية في حل النزاعات العربية – العربية، رأت المنظمة أن "عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية قد تضفي مزيداً من الاستقرار في المنطقة العربية، وقد تؤدى إلى اتفاق شامل بوقف إطلاق النار يجنب المدنيين رحى الحرب ".
وناقشت الدراسة التحديات التي تواجه الجامعة العربية في درء النزاعات، والتي من بينها جمود ميثاق الجامعة العربية والحاجة إلى تعديله، وعدم تواجد قوة عربية مشتركة، إضافة إلى نقص الموارد المالية، وتضاءل تفاعل الجامعة مع منظمات المجتمع المدني.
ودعت إلى عقد دورة غير عادية في أقرب وقت ممكن بموجب المادة الخامسة من النظام الداخلي لمجلس جامعة الدول العربية يعلن فيها عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بما يساهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة العربية؛ واعتماد الجامعة العربية لمشروعات لمكافحة الفقر، وتنفيذ بعض المشروعات التي لا تتأثر بالظروف السياسية، وغيرها من المشاريع على نحو يعزز من تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال في مقابلة مؤخرا: “ربما سيكون الوزن الوحيد لهذه القمة أنها تعقد في الجزائر، هذه حقيقة وأنا لا أجامل لأن علاقة سوريا مع الجزائر بكل الظروف منذ الاستقلال عن الفرنسي حتى اليوم هي علاقة ثابتة، وهناك شيء وثيق بين الشعبين لأن التاريخ ربما متشابه مع اختلاف الأزمنة. هذا إذا تحدثنا عن الجامعة العربية بمعزل عن قمة الجزائر”.
واضاف الأسد:”القضية ليست عودة سوريا، أو عدم عودتها، وكلمة عودة خاطئة، لأن سوريا مازالت في الجامعة العربية، هي تعليق عضوية وليس خروجا. المشكلة، ماذا ستفعل الجامعة العربية في المستقبل سواء كانت سوريا أو لم تكن؟ هل ستحقق شيئاً من آمال المواطن العربي؟ لا أعتقد بأنها خلال العقود الثلاثة الماضية حققت شيئا، وبكل تأكيد إنها خلال العشرة أعوام الماضية كانت هي الغطاء للعدوان على ليبيا، وللعدوان على سوريا، ولكل عدوان آخر. فالسؤال هل ستتمكن من تغيير هذه المنهجية أم ستستمر؟ إذا استمرت الجامعة العربية بهذا النهج فلا يتغير شيء، لا قيمة لعودة سوريا”.
وإذا كان هناك عودة لسوريا الى الجامعة العربية فهي ستعود من موقع القوة كما أكد ذلك قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، خلال استقبال الرئيس السوري بشار الاسد بتاريخ 8/5/2022، مشيرا الى ان مكانة سوريا اليوم أكثر بكثير من السابق.
واعتبر الامام الخامنئي خلال لقاء الرئيس السوري بشار الأسد والوفد المرافق له، مقاومة الشعب والدولة السورية وانتصارها في حرب دولية يمهد الأرضية لزيادة مكانة وشموخ سوريا.
وأشار قائد الثورة إلى النجاحات العظيمة التي حققتها سوريا في المجالين السياسي والعسكري، وقال، ان سوريا اليوم ليست هي سوريا قبل الحرب، رغم أنه لم يكن هناك تدمير في ذلك الوقت، لكن احترام سوريا ومكانتها أكثر بكثير الآن مما كان عليه في السابق، والجميع ينظر الى هذا البلد كقوة.
ویرى مراقبون ان الدولة السورية انتصرت في الحرب على الارهاب. كما ان النجاحات الاستراتيجية في الساحتين السياسية والعسكرية طوال السنوات الماضية عززت مكانة سوريا السياسية في المعادلات الإقليمية والعربية وأخرجتها من أكثر الأزمات تدميراً وخطورة في النظام الدولي خلال العقد الماضي.
وهذه هي الحقيقة التي دفعت الدول العربية إلى التخلي عن مواقفها العدائية خلال السنوات العديدة الماضية والسعي لاستئناف العلاقات مع دمشق، رغم أنه لا تزال هناك مقاومة غريبة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية والمضي بخطوات من قبل الدول العربية تجاه سورية وهذا يبدو طبيعيا نظرا للضغوط الامريكية على بعض الدول العربية وخاصة بعض دول الخليج الفارسي.
ويعتقد محللون أن توجه الدول العربية نحو دمشق هو مؤشر على فشل خطط اسقاط النظام السياسي في سوريا. فعلى الرغم المقاومة الشديدة من قبل بعض الدول العربية لعودة سوريا إلى الجامعة العربية وإقامة علاقات مع دمشق، لكن يمكن التكهن بأن هذه الوتيرة لن تستمر وأن هذه الدول العربية ستسير في الطريق الذي يؤدي إلى دمشق.