الوقت-قتل متظاهر اليوم الأحد برصاص قوات الأمن في العاصمة الخرطوم، وأطلقت الأخيرة كذلك الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين المنددين بانقلاب الـ25 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وللمطالبة بالعدالة والديمقراطية.
وأعلنت "لجنة أطباء السودان"، الأحد، ارتفاع عدد ضحايا الاحتجاجات في البلاد إلى 79 قتيلاً، منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وذكرت اللجنة (غير حكومية) في بيان: "ارتقت اليوم روح الشهيد محمد يوسف إسماعيل (27 سنة)، إثر إصابته في الصدر، لم يتم تحديد طبيعتها بعد، من قبل قوات السلطة الانقلابية، أثناء مليونيه 30 يناير بمواكب الخرطوم".
وخرج آلاف السودانيين مجدداً في مسيرات توجهت نحو القصر الرئاسي في الخرطوم، للمطالبة بتنحية العسكريين عن السلطة وبحكم مدني ديموقراطي في البلاد.
وعلى الرغم من انتشار القوى الأمنية في العاصمة وإغلاقها الشوارع والجسور بالكتل الإسمنتية التي تسد مداخل القصر الرئاسي، ومقر الجيش والسلطة في الخرطوم، يواصل السودانيون احتجاجاتهم على الانقلاب الذي قاده رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان.
وفي ولاية الغضارف، شرق البلاد، كما في ولايتي دنقلة وعطبرة، شمال السودان، هتف المتظاهرون اليوم "العين بالعين" و"العسكر إلى الثكنات"، فيما حذّرت واشنطن من أنّ استمرار القمع قد تترتب عليه "عواقب".
وقالت السلطات السودانية إنها تحقق و"صادرت أسلحة" الجنود الذين يظهرون في مقاطع فيديو وهم يطلقون النار من بنادقهم الآلية على المتظاهرين. وفي الوقت نفسه تؤكد السلطات عبر وسائل الإعلام الرسمية أنها لا تزال بحاجة إلى شهادات من المتظاهرين.
وفي مواجهة الضغوط الدولية، أعلنت السلطات أنها تحقق كذلك في ملف آخر، وهو "السفارات التي لا تلتزم بالأعراف الدبلوماسية"، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).
وأكدت "قوى الحرية والتغيير" التي تقوم بدور رئيسي في التعبئة الراهنة، أنه "لن نترك الشوارع قبل سقوط نظام الانقلابيين وإقامة دولة ديمقراطية ومحاكمة المجرمين الذين هاجموا الشعب".
من جانبه، يضاعف الرجل الثاني في السلطة، قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" من التحركات السياسية. فقد توجه الأخير إلى إثيوبيا الأسبوع الماضي للقاء زعماء قبليين وممثلين للمجالس البلدية، وقادة محليين كانوا يتمتعون بنقوذ قوي، قبل أن يتم إبعادهم من قبل جيل "ثورة" 2019.
وأعلن "تجمع القوى المدنية" السوداني، يوم الأربعاء الماضي، في بيان، انفصاله عن قوى "إعلان الحرية والتغيير"، الائتلاف الحاكم سابقاً، بهياكله كافة.
ويشهد السودان، منذ الـ 25 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، احتجاجات رافضة لإجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلاباً عسكرياً".
في المقابل، ينفى البرهان قيام الجيش بانقلاب عسكري، ويؤكد أنّ هذه الإجراءات تستهدف "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، وتعهّد بتسليم السلطة لحكومة انتقالية.