الوقت- شهدت مقاطعة كيبك الكندية حالة من الجدل على مدار الأيام الماضية بعدما تم استبعاد معلمة من التدريس بالفصول لارتدائها الحجاب.
وحسب ما ذكرت الإذاعة الوطنية الأمريكية، ينص قانون المقاطعة رقم 21 على حظر دخول المدرسين الذين يرتدون رموزا دينية.
وتعد هذه واحدة من أولى الحالات التي فقد فيها شخص عمله بالفعل منذ دخول القانون حيز التنفيذ.
ودخل مشروع قانون كيبك 21 حيز التنفيذ في يونيو 2019 ، ويحظر على العاملين في القطاع العام الذين يعتبرون في مناصب السلطة ارتداء رموز الدينية مثل الحجاب أو الصليب.
وفي تفاصيل الحادثة، تلقى أولياء أمور طلاب الصف الثالث بالمدرسة بريداً إلكترونياً يوم الجمعة، 3 ديسمبر يعلمهم بأن المعلمة فاطمة انواري لن تكون في الفصل الدراسي وسيتم إيقافها عن العمل بموجب القانون.
وتعليقاً على الاعلان، قالت الأم أماندا ديغريس: “إنه لأمر مروع بصفتي أحد الوالدين رؤية هذا يدخل حيز التنفيذ داخل مجتمعنا، الآن يتعين علينا إجراء محادثات أجريناها مع أطفالنا من قبل ولكن في الواقع إجراء محادثات تمكنهم من ربط نقاط شيء يرونه يحدث في الوقت الفعلي وفي الحياة الواقعية، ومن المحزن جدًا أن بأننا نرى قانون 21 يدخل حيز التنفيذ والتأثير الذي يتركه على كل من يشارك “.
وقام الآباء بوضع شرائط خضراء على سياج خارج المدرسة لدعم المعلمة.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي الكندية رسالة كتبتها تلميذة في الصف الثالث الابتدائي توديعًا لمعلمتها المسلمة التي أبعِدت عن التدريس بسبب ارتدائها الحجاب.
وكتبت طفلة تدعى إيلين ويلسون “أنا أفتقدك حقًا، لقد كنت معلمة رائعة، أحببت الوقت الذي كنت تقرئين فيه الكتب لنا. ليس من العدل أن تُمنعي من التدريس، أعتقد أن حجابك رائع حقًا، أنت أفضل معلمة على الإطلاق”.
وأنهت الطفلة رسالتها التي حظيت بانتشار واسع، برسم ملون لها وهي تمسك بيد معلمتها المسلمة مرتدية الحجاب، وترفع لافتة تقول “المعلمة فاطمة هي الأفضل”.
من جهتها، قالت المعلمة فاطمة “قيل لي إنني لم أعد قادرة على التدريس في الفصل لأنني أرتدي الحجاب”. وبعد العمل لعدة أشهر كمدرسة بديلة في مجلس مدرسة كيبيك الغربية. قالت إنه طُلب منها التقدم لوظيفة دائمة لتدريس فصل من الصف الثالث في مدرسة تشيلسي الابتدائية.
بدأت أنواري هذه الوظيفة في وقت سابق من هذا الخريف. ولكن بعد شهر واحد فقط قالت إن مديرة المدرسة أخبرتها أن عليها الانتقال إلى وظيفة خارج الفصل الدراسي لأنها ترتدي الحجاب.
وأخبرتها المديرة أن القرار تم اتخاذه بعد مناقشة مع قسم الموارد البشرية في مجلس المدرسة.
وقالت فاطمة في مقابلة صحفية:”أخبرني الطلاب وأهالي الطلاب أنهم يدعمونني وأنهم لا يعتقدون أن ما حدث عادل أو منطقي. أنا سعيدة للغاية لرؤية هذا الدعم”.
واضافت “أنا أتعاطف مع أي شخص تأثر بهذا القانون بسبب ارتدائه أي قطعة من الملابس بناء على معتقداته الدينية وهويته وثقافته. هذه ليست مجرد قضية تخصّ المسلمين، إنها قضية إنسانية “.
وتابعت أنها لا تعتبر الحجاب الذي ترتديه رمزاً دينياً، بل جزءاً من هويتها، وقالت: “من المهم جداً بالنسبة لي أن أستمر في ارتدائه لأنني أعلم أن بعض الأيديولوجيات تريد مني عدم ارتدائه، وأنا أريد المقاومة”.
بدوره قال الرئيس المؤقت لمجلس إدارة مدرسة كيبك الغربية، واين دالي لرويترز، أنه تم نقل معلمة الصف الثالث في تشيلسي بكيبك إلى عمل مختلف، وذلك استجابة لقانون المقاطعة الذي يحظر على موظفي القطاع العام العاملين في وظائف يمارسون فيها سلطة ارتداء الرموز الدينية، مؤكدا انه تلقى الكثير من المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والتي جاءت في غالبيتها تعارض الخطوة.
وقال موقع جلوبال نيوز الكندي إن العديد من السياسيين أدانوا قرار إبعاد المعلمة بعد أخبارها أن حجابها ينتهك قانون المقاطعة.
وقال مارك ميلر، النائب عن إحدى مناطق مونتريال قوله إن هذا أمر جبان. مضيفا إن هذا النوع من التمييز لا يعكس مجتمع كيبك الذى يعيش فيه.
وبعد حرمان المعلمة من وظيفتها الأسبوع الماضي، علق مكتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، على القضية مؤكدا انه لم يغلق الباب أمام اتخاذ إجراءات قانونية في الواقعة.
وقال مكتب ترودو في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لا ينبغي أن يفقد أحد في كندا وظيفته أبدا بسبب ملابسه أو معتقداته الدينية".
بدوره طالب نائب رئيس السلطة القضائية في ايران، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان "كاظم غريب ابادي" ، الحكومة الكندية بإلغاء القانون السائد في "مقاطعة كيبك" والذي ينص على حظر استخدام الرموز الدينية وارتداء (النساء) الحجاب داخل الاماكن العامة.
وفي تغريدة له على موقع تويتر، علق "غريب ابادي" على نبأ طرد السيدة "فاطمة انوري" معلمة الصف الثالث الابتدائي لدى احدى المدارس في مقاطعة كيبك.
وكتب رئيس لجنة حقوق الانسان الايرانية: ان المطلوب من الحكومة الفدرالية الكندية، التدخل في هذه القضية وتقوم في ضوء الاحتجاجات الواسعة على هذا القرار العنصري والتضامن الجماهيري مع "السيدة انوري"، تقوم بإلغاء قانون المقاطعة المتمثل في منع ارتداء الحجاب واستخدام الرموز الدينية في الاماكن الحكومية.