الوقت- حذرت حماس الاحتلال الاسرائيلي من العواقب الوخيمة لاستمرار العدوان في مختلف أنحاء الضفة الغربية. وأكدت الحركة أن الصهاينة سيدفعون ثمنا باهظا إذا استمر العدوان في الضفة الغربية.
المستوطنون الاسرائيلييون تمادوا في اعتداءاتهم على سكان الضفة الغربية، وهذا ليس بالأمر الجديد ولكن لم يعد بإمكان المقاومة الصمت عن هذه الاعتداءات المتكررة، والتي تمهد لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، والمضي قدماً في بناء المستوطنات، وتحذيرات حماس جدية وليست كلاماً في الهواء، وقد اختبر العدو الاسرائيلي قدرة حماس على الرد وتوجيه صفعات موجعة للعدو الصهيوني.
الرئاسة الفلسطينية بدورها حذرت من أن تصاعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية سيبقي المنطقة في دوامة من العنف.
جاء ذلك في بيان أصدرته الرئاسة، عقب ساعات على سلسلة هجمات نفذها مستوطنون إسرائيليون على قرى فلسطينية بالضفة الغربية المحتلة. وطالبت الرئاسة بتحرك دولي لوقف تلك الاعتداءات، معتبرة أن "إرهاب المستوطنين يزداد بشكل يومي بتشجيع وحماية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي".
وأضافت: "لن ينعم أحد بالاستقرار إذا لم ينعم به الشعب الفلسطيني، وهذه الممارسات ستبقي المنطقة بدوامة من العنف".
ودعت الخارجية الفلسطينية، الأمم المتحدة إلى تفعيل نظام الحماية الدولية لشعبها، وطالبت الإدارة الأميركية بالضغط على دولة الاحتلال لوقف إرهاب وجرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين العزل.
حركة حماس دعت إلى تفعيل جميع اشكال المقاومة، وجه عربدة المستوطنين، "فلا راحة لهم في أراضينا"، مؤكدة أن "عملية نابلس البطولية التي استهدفت أحد ما يعرف بـ"شبيبة التلال"، هي رسالة واضحة بأن شعبنا لن يتوانى في الدفاع عن نفسه وأرضه".
كما دعت كل القوى والفصائل الفلسطينية إلى الوحدة الميدانية، وإطلاق المقاومة الشاملة بأشكالها كافة، فالمقاومة هي القادرة على لجم العدوان، ووقف هجمات المستوطنين، ومنعهم من مواصلة مصادرة أرضنا.
وأدانت الخارجية الفلسطينية، التصعيد الحاصل في اعتداءات قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين الإرهابية على القرى والبلدات الفلسطينية، وبشكل خاص ما تتعرض له بلدة برقة شمال نابلس، وما يرافق تلك الاعتداءات من عمليات استهداف مباشر للمواطنين الفلسطينيين العزّل وتدمير وتخريب لممتلكاتهم.
إن هذه الهجمات الإرهابية تترافق كالعادة مع حملات تحريضية تطلقها قيادات اليمين في إسرائيل لتعميق الاستيطان واستباحة الدم الفلسطيني، كان آخرها التصريحات التي أطلقها رئيس مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية، المتطرف يوسي دغان، والتي طالب فيها الحكومة الاسرائيلية بإعادة اقامة مستوطنة "حومش" شمال مدينة نابلس، والدعوات التي أطلقها عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن جفير بضرورة الانتقام من الفلسطينيين ومواصلة تعميق الاستيطان، وهذا يوفّر الغطاء السياسي لاعتداءات المستوطنين وإرهابهم المتواصل ضد المواطنين الفلسطينيين.
إن اعتداءات الميليشيات الاستيطانية على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وما تقوم به قوات الاحتلال من اقتحامات وتنكيل داخل القرى والبلدات الفلسطينية، هو المشهد اليومي المسيطر على حياة المواطنين في الأرض الفلسطينية من شمالها الى جنوبها، كسياسة استعمارية إسرائيلية تقوم على استهداف الفلسطينيين بشتى الوسائل والأساليب في إطار تعميق الاستيطان ومحاربة الوجود الفلسطيني، بهدف إغلاق الباب نهائيًا أمام أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية.
لقد طفح كيل حركات المُقاومة، ونفَذ صبرها، ولم تَعُد تتحمّل غطرسة الاحتِلال وجرائمه، ونكثه للوعود والاتّفاقات، وربما تتجه المقاومة نحو التصعيد العسكري في حال لم يلتزم الاحتلال بالقانون الدولي، فلن يكون هناك سلام بوجود محتل غاصب، لا يؤمن يوما بالسلام، ولا يريده ولا يعمل عليه، ويضع خلف ظهره جميع الاعتبارات الدولية وينتهك حقوق الشعب الفلسطيني دون أي رادع، ومن هنا جاء دور المقاومة التي تمكنت من إيجاد معادلة ردع لن يستطيع الاحتلال معها أن يتمادى في اعتداءاته على الفلسطينيين.
إن جميع ما قامت به حركة حماس في المعارك السابقة، يدلل على أن حركة حماس قد نجحت حتى الآن في إملاء معادلة واضحة المعالم في المواجهة مع إسرائيل، بحيث إنها باتت تمارس حقها في الرد على العمليات العدائية الإسرائيلية؛ ولم تعد الأمور كما كانت عليه في الماضي. وهناك حتى الآن ما يكفي من الدلائل التي تؤكد أن إسرائيل باتت تسلم بهذا النسق مع العلاقة، على اعتبار أن خيارات التصعيد الواسع لا تخدم مصالحها.
وهذا الواقع يمثل إنجازا للمقاومة الفلسطينية كلها، لأنه يدلل على أن زعم إسرائيل بأنها نجحت في مراكمة الردع في مواجهة حماس كان سابقا لأوانه ومبالغا فيه. لكن هذا الإنجاز يتطلب من المقاومة التعامل بحكمة شديدة، وأن تراعي المتغيرات الإقليمية والدولية والواقع الداخلي الإسرائيلي، وبكل تأكيد مراعاة موازين القوى العسكرية. وكما تقول القاعدة الذهبية: "لا يكفي أن تكون محقاً، بل يجب أن تكون حكيماً أيضاً".
من هنا يتوجب الحذر، وعدم السماح بتوفير البيئة والظروف لإسرائيل التي تسمح لها بتغيير القواعد الجديدة للمواجهة، مع الأخذ بعين الاعتبار طابع موازين القوى العسكرية الذي يميل لصالح إسرائيل بشكل كبير.
لقد بات من الواضح أن حركة حماس قد بلورت قواعد جديدة للمواجهة مع إسرائيل، بحيث إن الحركة تسارع في الغالب للرد على العمليات الإسرائيلية، وفي بعض الأحيان تسعى إلى جر جيش الاحتلال إلى مواجهات محدودة، وهذا ما تجسده عمليات نصب الكمائن وزرع العبوات الناسفة التي تنفذها الحركة، والتي تستهدف جيش الاحتلال، وقد تلجأ المقاومة إلى ذلك مجددا في حال لم يتوقف المستوطنون عن الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين بحماية امنية اسرائيلية.