الوقت- توقفت العمليات العسكرية لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في المحاور الغربية والجنوبية الغربية لمحافظة شبوة بشكل مؤقت بعد التقدم العاصف الذي نفذوه الشهر الماضي، ولم تقع سوى اشتباكات متفرقة على خطوط التماس مع عناصر تحالف العدوان السعودي. وحول هذا السياق، قال مصدر ميداني يتابع التطورات في المناطق الغربية والجنوبية الغربية لمحافظة شبوة عن كثب: إن "المحور الشمالي لجبال دهماء والهجر والعلم إلى جانب قاعدة اللواء 163 ومنطقة الرحيم من بين المناطق التي أصبحت خلال الفترة الماضية تحت سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية". وقال المصدر الميداني إن قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" تركز حالياً جهودها على تطهير محافظة مأرب بما في ذلك الأجزاء الجنوبية، مضيفاً: "لكن عناصر تحالف العدوان في شبوة تدرك جيداً أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية سيطلقون عمليات جديدة في المستقبل القريب وسيبدأون بتطهير الأجزاء المحتلة الأخرى من هذه المحافظة".
وأضاف: "انتشرت مخاوف بين عناصر المرتزقة السعوديين في محافظة شبوة لأنهم رأوا بأم أعينهم أنهم في فترة وجيزة للغاية فقدوا الأجزاء المحتلة من مديريات العين وعسيلان وبيحان الواقعة في غرب وجنوب غرب المحافظة". وبحسب هذا المصدر الميداني المطلع، فإن هذه الهزيمة الثقيلة والمميتة زادت من مستوى الخلافات بين عناصر تحالف العدوان السعودي (منصور هادي) وما يسمى بقوات المجلس الانتقالي الجنوبي (المدعومة من الإمارات) بشكل غير مسبوق. وأوضح المصدر الميداني، أن "هذه الخلافات وصلت إلى نقطة اتهم فيها قادة القوات الانتقالية، قوات منصور هادي بالخيانة في تصريحاتهم وادعوا أنهم هربوا من المحاور الغربية من مديريات العين وعسيلان وبيحان وسلموها لقوات أنصار الله". وقال المصدر الميداني، إن القوات الانتقالية الجنوبية تسعى لتوسيع نفوذها في محافظة شبوة من خلال إثارة هذه القضايا، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى هيمنتها على مديريات "الروضة ورضوم".
وبحسب المعلومات التي قدمها هذا المصدر الميداني، فقد طلب أنصار قوات المجلس الانتقالي من محافظ شبوة (بن عديو) تقديم استقالته بأسرع ما يمكن، زاعمين أنه أعطى هذه المديريات الثلاث لـ"أنصار الله" وخلق حالة معيشية غير مواتية لسكانها. ورغم أن حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون) أرسلت قوات ومعدات عسكرية لمهاجمة أنصار قوات المجلس الانتقالي، إلا أن خططهم لم تنجح، فبعد يومين من استعادة السيطرة على مديريتي "الروضة وضوم"، ظهرت الخلافات بينهما. وتحاول القوات المدعومة إماراتياً الاستفادة القصوى من الوضع (المشاكل الاقتصادية والهزيمة في الأجزاء الغربية) وفتح المجال أمامها للسيطرة على محافظة شبوة، وفي الخطوة الأولى، ولهذا فقدتم وضعوا الاحتجاج السلمي والاعتصام ضد قوى الرياض على جدول أعمالهم. وبحسب العديد من التقارير الاخبارية، فإن الاحداث الميدانية تُظهر أنه إذا استمر هذا الوضع في محافظة شبوة، فإن العناصر المدعومة سعوديًا ستصطدم مع القوات الانتقالية (تحت قيادة الإمارات)، والتي، بالطبع، سوف تصب في صالح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" الذين سوف يتمكنون في وقت قصير من السيطرة على باقي الأجزاء المحتلة.
ويتزايد مسلسل فضائح قادة السلطة المحلية في شبوة وقياداتها العسكرية والأمنية يوميا، فقد تباروا في نشر غسيلهم المليء بالفساد المالي والإداري والأخلاقي. وكشفت مصادر مقربة من قيادة القوات الخاصة في المحافظة، إن هناك خلافات حادة طفت على السطح بين قيادة القوات الخاصة، وبعض الجنود، بسبب الاستيلاء على محطة وقود معسكر العلم الذي تعرض لنهب كل محتوياته ومقتنياته بما فيها (الفرشان، وادوات الطبخ، وخزانات المياه) بعد حصار جنود النخبة الشبوانية في المعسكر وإخراجهم منه بالقوة العسكرية والهجوم الوحشي. وافصحت المصادر أن الخلافات نشبت بسبب أحقية من يبيع تلك المحطة بمبالغ طائلة. جنود غاضبون من افراد القوات الخاصة راوا انهم لهم الحق في بيع المحطة مثلما باع زملاء لهم في القوات الخاصة ومحور عتق، و اللواء ٢١ كل ما نهبوه من المعسكر، بينما تحفظت قيادة القوات الخاصة على عملية البيع، وترى انه حق من نصيبها، وترك الفتات للجنود.
مراقبون اكدوا أن غزوة العلم الكبرى كشفت قبح وجه سلطة الإخوان في شبوة واجهزتها العسكرية والأمنية، فهم لم يتركوا اخضر ولا يابس في المعسكر، بصورة بدت وكانهم (غزاة) من خارج الحدود، وليس من محافظة شبوة. وفي تصعيد جديد للإنتقالي ضد مرتزقة "منصور هادي" في شبوة اصدر قيادة المجلس في المحافظة بيانا هاما اليوم الاحد تدعو فيه المواطنين للاحتشاد بعد غدا الثلاثاء. ودعت قيادث المجلس الانتقالي بالمحافظة كافة أبناء شبوة وقبائلها وشخصياتها الإجتماعية والسياسية والدينية ورموزها من المثقفين والشباب بدون استثناء الى الاحتشاد في منطقة الوطاة يوم الثلاثاء 16 نوفمبر في هذا اليوم الفارق الذي سيكون بإذن الله منعطفا مهما في تاريخ شبوة والجنوب. ويأتي ذلك دعما للشيخ عوض بن الوزير الذي إعاده المجلس الى شبوة لحشد المواطنين ضد مليشيا الشرعية من أجل طردها من المحافظة.
لقد تصاعدت حدة التوتر في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن مع استمرار تحركات لأطراف تدعمها الإمارات للسيطرة على المحافظة النفطية ومحاولة طرد السلطة المحلية الموالية للسعودية والمحسوبة على حزب الإصلاح وسط انتشار امني وعسكري واسع. التوترات الممتدة منذ أشهر في محافظة شبوه زاد منها مؤخراً مواصلة الأطراف الإماراتية للدعوات لاحتشادات قبلية وشعبية مناهضة لسلطة حزب الاصلاح المدعومة سعودياً، وما قابلها من رفع الحزب لحالة الاستنفار الأمني والعسكري في المحافظة، وبدأ شن حملة اعتقالات ضد خصومه ومنهم ضباط وجنود تابعون للمجلس الانتقالي بحسب مصادر محلية. حالة الصراع في شبوه وصلت إلى حد مهاجمة الإمارات بشكل علني من قبل المحافظ "محمد بن عديو" الذي أكد رفض خروج القوات الإماراتية من منشأة بلحاف النفطية خلافاً للتفاهمات المتفق عليها مؤخراً، محملاً الإمارات مسؤولية التوترات الأخيرة ومتهماً إياها بخلق مليشيات مناهضة للدولة وتمويل آلاف المرتزقة.
ومع فشل التفهمات التي رعتها الرياض في محافظة شبوة، تتحول المحافظة كما يبدو الى ساحة صراع جديدة، صراع يكشف طبيعة أهداف التحالف السعودي الإماراتي وحقيقة اطماعه ومساعيه لإثارة الفوضى ونهب الثروات. ويرى مراقبون أن دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي تسعى لشرعنة وجودها الاستعماري بالمحافظات الجنوبية والشرقية، من خلال ما يُسمى باتفاق الرياض وتشكيل حكومة صورية في جنوب اليمن ولقد اتخذت دول العدوان من اتفاق الرياض أداة للتدخل العسكري في مدينة عدن حيث نقلت الرياض الآلاف من الجنود السعوديين إليها وأنشأت مليشيات موالية لها في محافظتي عدن وأبين، وعملت على السيطرة على محافظة المهرة خلال الفترة الماضية .وبالمجمل يمكن القول بأن الصراع الحاصل اليوم بين تحالف القوى المعتدية على اليمن، لم يكن مفاجئاً، بل هو نتيجة طبيعية لتحالف مبني على مصالح قائمة على قهر شعب فقير ومظلوم، واجهاض ثورته، ورفض خروجه من تحت الوصاية الخليجية. كما أن التحالف مع القاعدة واستخدام ورقة الارهاب، لا يمكن أن يجلب الأمن والاستقرار لا لليمن ولا حتى لسائر الدول الخليجية، بل إن هذه الآلام لا شك ستكون عاملاً موحداً للشعب اليمني، وسبباً لاتحاد القوى السياسية الجنوبية والشمالية لمواجهة العدو الواحد، وتحقيق سيادة اليمن الذي يستحق أبناؤه العيش الكريم.