الوقت- تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية "أنصار الله" خلال الأيام القليلة الماضية من التقدم أكثر فأكثر في مختلف مديريات مدينة مأرب، واستطاعت تحرير العديد من المناطق التي كانت قابعة تحت احتلال قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته وعقب جميع هذه الانتصارات التي سطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في محافظة مأرب، بذلت الدول المعتدية الكثير من الجهود بمساعدة أنصارها الغربيين لوقف العمليات العسكرية على هذه المدينة الاستراتيجية وتشير التقارير إلى أن تحالف العدوان السعودي نقل العديد من الجرحى الذين سقطوا في جبهة "العبدية والجوبة" إلى مستشفيات محافظة شبوة لتلقي العلاج بعدما امتلاءت مستشفيات مأرب بجثث لمرتزقة تحالف العدوان السعودي وجرحاهم وبعدما شاهد قادة تحالف العدوان هذه الهزائم التي لحقت بمرتزقتهم، قامت مقاتلات الجو السعودية بتنفيذ العديد من الهجمات الهستيرية على الجزء الغربي من مدينة مأرب وذلك من أجل إبطاء حركة أبطال المقاومة اليمنية للوصول إلى قلب مدينة مأرب. ولكن تلك الهجمات الهستيرية لم تُثنِ أبطال الجيش واللجان الشعبية عن مواصلة تقدمهم نحو مدينة مأرب.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن تحالف العدوان السعودي جمع خلال الايام الماضية عددا كبيرا من العناصر الإرهابية التكفيرية والسلفية من محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وقاموا بنقلهم إلى جبهة مأرب. ولفتت تلك التقارير إلى أن هذه القوات الإرهابية قد تدربت في قاعدة عسكرية تسيطر عليها الإمارات وتم إرسالها على الفور إلى ساحات القتال في غرب مأرب لمنع سقوط هذه المدينة الاستراتيجية وأكدت تلك التقارير أن بعض العناصر الإرهابية رفعوا أعلام تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في ساحات القتال. وعلى هذا المنوال نفسه، كشف العديد من الخبراء أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور بارز في تقديم كل الدعم المالي والعسكري لهذه التنظيمات الإرهابية وقامت بإرسالها إلى محافظة مأرب للوقوف في صفاً واحداً مع قوات تحالف العدوان السعودي لمنع سقوط هذه المدنية الاستراتيجية في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
ووفقاً لتقارير بعض المصادر الاخبارية، فإن الولايات المتحدة بسياساتها النفعية الخطرة، عبر استغلاها للنزعات الدينية، رعت تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن، فتوسعت البيئة الحاضنة للإرهاب، وصار خطر هذه الظاهرة يهدد أمن العالم برمته. ويؤكد الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، "فيليب جيرالدي"، في هذا الاطار أن امريكا ساهمت في ظهور تنظيم القاعدة في اليمن كما تساهم الان في دعم الأكراد في سوريا في اشارة الى التنظيمات الارهابية التي تدعمها الولايات المتحدة هناك ومنها تنظيم "بي كا كا". ولفت إلى أن اليمن شاهدة على الرعاية الامريكية لتنظيم القاعدة كذلك. ووفقاً للعديد من التقارير الاخبارية، فإن تحالف العدوان السعودي الاماراتي في اليمن عقد اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة وداعش الارهابيين خلال الفترة الماضية وقام بتمويله، بناء على دعم ورعاية أمريكية .
وعلى نفس هذا المنوال، علق المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية "محمد عبد السلام"، يوم السبت الماضي، على بيان وزارة الخارجية الأمريكية بشأن الأوضاع في محافظة مأرب اليمنية والذي دعت فيه إلى فتح ممرات آمنة للمدنيين. وكتب "عبد السلام"، في سلسلة تغريدات بموقع "تويتر": "مطالبة أمريكا بفتح ممرات آمنة للمقاتلين إدانة لها بأنها على ارتباط وثيق بعناصر (القاعدة) و(داعش) الذين تم دحرهم من مديرية العبدية بمأرب وتحريرها من إجرامهم". وأضاف: "ومع اقترابنا من آخر أوكارهم في مأرب، يتعالى صراخ الأمريكان، زاعمين حرصا على السلام وهم أعداء السلام في اليمن وكل العالم". وكان "عبدالسلام" أكد في وقت سابق أن المسارات سالكة لمن أراد فعليا تقديم مساعدة إنسانية للمواطنين في مديرية العبدية بمحافظة مأرب. وقال: "سبق وأبلغنا الأمم المتحدة وأطرافا دولية ترحيبنا بإدخال المساعدات الإنسانية إلى مديرية العبدية لكن ما تبين أنهم يزايدون إعلاميا وأنهم غير جديين في إيجاد معالجات إنسانية فعلية كما هو الحال في عموم اليمن المحاصر منذ سبع سنوات". وأشار إلى أن الاشتباكات التي شهدتها العبدية كانت مع عناصر تكفيرية ذات علاقة "بالقاعدة وداعش" ومرتبطة بقوى العدوان، وقد قامت الدولة بواجبها في تأمين المديرية.
وعلى صعيد متصل، قال رئيس حكومة صنعاء الدكتور "عبد العزيز بن حبتور" يوم أمس الاحد، أن "من يقاتل في مأرب هم عناصر حزب الإصلاح و"القاعدة" و"داعش" والسلفيين جرى تجميعهم بغطاء أمريكي وسعودي وإماراتي". وأكد "بن حبتور" أن "المعركة في مأرب هي معركة كرامة ومعركة حسم مع قوى تسعى لإبقاء الوصاية على اليمن"، مضيفاً "من يقاتل في مأرب هم العملاء فقط، وجرى تجميعهم إلى مأرب برعاية تحالف العدوان، وهو من يرتب نقلهم منذ بداية العدوان بنقل العملاء من محافظة أخرى". كما شدد رئيس حكومة صنعاء على أنهم "معنيون بدعم الجيش واللجان الشعبية في المعركة الفاصلة في مأرب، ومنع استغلال حزب الإصلاح العميل للبسطاء وجرهم ليكونوا أضاحي ضمن أهدافه الخبيثة والمعادية لليمن". كذلك، لفت إلى أن "الجيش واللجان الشعبية يسطرون أروع الملاحم في معركة هي مدماك استقلال اليمن"، قائلاً إن "الأحرار من أبناء المحافظات المحتلة معنيون بكشف حقيقة حزب الإصلاح العميل لـ"إسرائيل" وأمريكا وأدواتهما الإقليمية".
لقد شهدت جبهات القتال في محافظة مأرب اليمنية خلال الايام القليلة الماضية مواجهات مشرفة حقق من خلالها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" انتصارات تسجل بماء الذهب حيث لم يبق من هذه المحافظة المهمة والاستراتيجية سوى أقل من 30 في المئة بيد مرتزقة تحالف العدوان السعودي الاماراتي الامريكي الذي قام طيرانه خلال الاشتباكات الاخيرة بشن اكثر من ثلاثين غارة جوية لمحاولة صد تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، الا انها لم تمنعهم من التقدم وتحرير عدد كبير من المواقع الاستراتيجية. لقد تمكن أبناء الشعب اليمني خلال الايام الماضية من تحقيق العديد من الانتصارات المرتبطة بإرادتهم الرافضة لكل أشكال الاستعمار والوصاية الخارجية، وها هم اليوم يؤكدون للعالم أجمع بان الإرادة اليمنية قوية وصلبة متماسكة البنيان يصعب هدمها، وأن المعركة التحررية الاستقلالية الشاملة تمضي في مساراتها بقوة وشموخ صوب تحقيق آمال وطموحات وتطلعات اليمنيين الأحرار على تراب وطنهم، ولسان حالهم يقول الشعب اليمني الحضاري العريق لا ينهزم، بل ينتصر لإرادته.
وفي الختام يمكن القول إن محافظة مأرب لها أهمية استراتيجية من عدة جوانب، فهي غنية بالنفط والموارد الاقتصادية، علاوة على أهميتها الجغرافية حيث تربط بين ثلاث محافظات رئيسة وهى الجوف وشبوة والبيضاء، كما أن لها ارتباطات جغرافية بالسعودية. ولهذا فإن تحالف العدوان السعودي يسعى جاهداً مستخدماً كل الوسائل الخبيثة لمنع سقوط هذه المدينة الاستراتيجية في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. ويجب القول إنه لا مجال أمام اليمنيين اليوم إلا الوقوف صفاً واحداً في وجه قوى العدوان وتحرير الوطن من الغزاة الطامعين في احتلال اليمن ونهب خيراته وثرواته.