الوقت- في الجيش السوري الكثير من القادة والجنود الذين ضحوا بجميع ما يملكون، من أجل بقاء شموخ سوريا وشعبها، خلال الـ 5 أعوام الماضية، واستمر هذا الدفاع عن سوريا من قبل هؤلاء، رغم تكالب جميع الأعداء علیها، الجيران منهم والاجانب. حيث لم تُحارب سوريا فقط من قبل جيرانها مثل تركيا والاردن وكيان الاحتلال الإسرائيلي، بل جائت فرنسا وامريكا وغيرها الكثير من الدول من اقصی بقاع الأرض، لتدمیر سوريا وحضارتها وجيشها وشعبها. العقيد سهيل الحسن، هو أحد هؤلاء الرجال الاوفياء السوريين المخلصين، الذين، أفنوا أيام حياتهم خاصة بعد بدء الأزمة السورية، في الدفاع عن بلدهم الحبيب. نعم أنه العقيد سهيل الحسن، جاهد كثيرا ليطرد الشر والإرهاب من سوريا. ويلقّب سهيل الحسن من قبل رفاقه وجنوده المخلصون له ولسوريا، الذين معظمهم ، جنود متطوعون، يلقب بـ«النمر»، لكثرة وسرعة تحركاته في جبهات القتال والانقضاض علی الارهابيين وتخليص الآلاف من الرهائن والسكان المدنيين من أيدي الارهابيين.
هنالك الكثير یعتقد أن الجيش السوري بات لم يعد بامكانه الاستمرار في المقاومة، في
الشتاء الماضي عندما شكلت جبهة النصرة مع 6 كتائب مسلحة اخری معارضة للنظام السوري،
شکلت مجموعة مسلحة ضخمة تم اطلاق مسمی «جيش الفتح» علیها. لكن هذه الفصائل ورغم
الامدادات العسكرية والمالیة السخية التي حصلت علیها من قطر وتركيا والسعودية،
فشلت، فشلا ذريعا في مهمة تفكيك تماسك الجيش السوري، وباتت تتلقی الضربات الواحدة
تلوی الاخری، حتی بعد اندماجها تحت لواء جيش الفتح، واستمر فشلها ليومنا هذا.
وبالعودة الی عام 2012 وتحديدا عندما استشهد وزير الدفاع السوري العماد داود راجحه،
ونائبه العماد آصف شوكت، وحسن تركماني مساعد نائب رئيس الجمهورية في الشؤون العسكرية،
في تفجير ارهابي، استهدف مبنی الأمن القومي السوري في العاصمة دمشق، ظن الكثير أن
الجيش السوري والنظام السياسي، قد إنهار فعلا، ولم يبق علی إنتهاء عمر النظام
السوري، سوی أيام معدودة!.
العقيد سهيل الحسن والذي يوصف برجل المهام الصعبة، تعتمد علیه قيادة الجيش السوري وكذلك الرئيس السوري، بشار الاسد، في إنجاز المهام الاكثر صعوبة، حيث لم يشهد ملفه العسكري، اي فشل في جميع المعارك التي اوكلت الیه خلال السنوات الماضية. شارك العميد سهيل الحسن في قيادة الكثير من العمليات الصعبة التي نفذها الجيش السوري، في الكثير من المناطق، مثل تطويق مدينة ادلب، وفك الحصار عن مدينة حلب وايصال الإمدادات الیها، وتامين ريف حماة وتحرير المدينة الصناعية والسجن المركزي، وإفشال الهجوم الاخير لجبهة النصرة علی مدينة محردة، فضلا عن تحريره للعديد من المناطق التابعة لريف اللاذقية وريف ادلب. وهو الاكثر معرفة بجيش سوريا وظروفها السياسية والعسكرية، دائما ما يتحدث عن إنتصارها علی أعدائها من الإرهابيين والعربان الرجعيين وأعداء العرب والمسلمين التقليديين، الصليبيين الاوروبيين.
لا شك أن للعقيد سهيل الحسن فضل كبير في محاربة الإرهاب في سوريا، ويعود ذلك الی عقيدته القتالیة الصلبة في مواجهة الإرهابيين وأعداء سوريا، باعتبارهم مرتزقة ينفذون خطط الكيان الإسرائيلي ودول اخری معادية لسوريا، تاتي أمريكا في مقدمة هذه الدول. ومن أهم المعارك التي شارك فيها سهيل الحسن ايضا، باعتباره قائدا للعمليات برفقة قوات حزب الله، يمكن الإشارة الی معركة تحرير مطار كويرس في ريف حلب. حيث أن هذا الإنتصار يعتبر في عداد الإنتصارات الإستراتيجية من الطراز الاول، نظرا لاهميته العسكرية بالنسبة لقوات الجيش السوري. الی ذلك كثيرا ما يتحدث سهيل الحسن عن اعجابه برجال حزب الله وأمين الحزب السيد حسن نصرالله، حيث يصفه بالصادق والرجل الذي قل ما تجد مثله.
ليست هي الانتصارات التي كسبها العقيد سهيل الحسن لوحدها من تغضب أعداء سوريا، بل أن اخلاصه للشعب السوري وقيادته واستعداده للشهادة، هي الاخری التي تغضب الاعداء. وفي هذا السياق نشرت جريدة اللوموند الفرنسية قبل فترة، تقريرا ادعت من خلاله بان سهيل الحسن يعتبر منافسا قويا لبشار الأسد. في محاولة من قبل الجريدة علی مايبدو للتشكيك بولائه، تجاه الرئيس بشار الاسد، الذي تربطه علاقة حميمة معه. الانضباط العسكري، أحد الميزات المهمة التي طالما عرف بها سهيل الحسن خلال تنفيذه للعمليات العسكرية، ويعتقد الكثير من الخبراء العسكريين، أن هذه الميزة، تعتبر العنصر الرئيسي في انتصارات هذا العقيد السوري.
هنالك الكثير من التقارير تشير الی أن العقيد سهيل الحسن، هو صاحب فكرة البراميل المتفجرة التي استخدمتها القوات السورية في حربها ضد الجماعات الإرهابية، خاصة ضد داعش. حيث أدت هذه البراميل الی ايقاف تقدم القوات الإرهابية وتكبيدها الكثير من الخسائر. الاعلام المعادي لسوريا وخاصة قناتي العربية والجزيرة المملوكتان الی عائلتا آل اسعود وآل ثاني، كثيرا ما تنشر تقارير غير حيادية لتشويه سمعة الجيش السوري بسبب استخدامه البراميل المتفجرة في قتاله ضد الإرهابيين، وتدعيا هاتين القناتين، أن هذه البراميل تستهدف المناطق المأهولة بالسكان.
وفي هذا السياق يقول الصحافي البريطاني والمراسل الخاص لصحيفة الانديبندنت روبرت فيسك، حول العقيد سهيل الحسن في أحد حواراته معه: يحظی بمكانة سامية لدی رفاقه، والكثير يعتبره رجل استثنائي. وينقل فيسك عن النمر، أنه قال له بانه لم يری ابنه منذ 4 أعوام، وآخر مرة التقی به عندما كان عمره عامان. ويضيف الحسن في هذا الحوار: اقسمت أننی لم اذهب الی رؤية ابني، ما ان لم تنتصر سوريا في الحرب علی أعدائها ولعل المنية توافيني قبل أن اراه مجددا.
لا شك أن سهيل الحسن ومعه عشرات الآلاف من الجنود والقيادات العسكرية السورية الاخری، لازالو يقاتلون في ساحة الحرب دفاعا عن سيادة سوريا و أمن شعبها، بل أمن المنطقة والعالم أمام الإرهاب، وما ان بقيت هذه الإرادة الصلبة جارية في دماء السوريين، فان أعداء سوريا، سيظلون عاجزين عن تفتيت وحدتها و اسقاط نظامها السياسي.