الوقت- استقبلت ناقلة النفط الايرانية بحفاوة بالغة حشد من المواطنين، وفاعليات المنطقة، وهو ما عبرت عنه مختلف المناطق الشمالية من عكار إلى المنية فطرابلس فالضنية، وهي المناطق التي أثيرت إشكالات ملتبسة على موقفها من المقاومة، استغلها الإعلام وضخمها، لتأتي طلائع المشروع وتبدأ بدحض تلك الفرضية، وتعيدها إلى نقطة الصفر.
وما يزيد من التأكيد على الموقف الشعبي في هذه المناطق هو ما أوضحته مصادر مطلعة على الواقع الشعبي، من جهة، وما تجلّى في أعداد الطلبات التي قدمت للشركة وفق البرنامج الذي وضعته، بطريقة وصفته مصادر مقربة من العاملين في تنظيم حملة المشروع بأنّه "مفاجئ"، مضيفةً أنّه "لم نكن نتوقع هذا الإقبال من المواطنين على المازوت الإيراني، وما فاجأنا أكثر أنّ مؤسسات وبلديات ومواطنين، تصنّف في خانة الخصومة مع حزب الله، استأذنت الحصول على المازوت، وكان الترحيب بانتظارها".
وأكّد المصدر أنّ "الحملة ليست موجهة لطرف معين أو فئة معينة أو منطقة محددة، بل هي لكل لبنان بغضّ النظر عن انتماءاتهم المختلفة، وهذا ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ البداية".
أما المناطق، فقابلت مبادرة المقاومة بتحية طيبة مثل تحيتها لها، فتجاوبت كاسرةً كل الأنماط الإعلامية التي وضعت الحواجز بين المقاومة وجمهورها.
رئيس بلدية طرابلس- ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء (طرابلس-الميناء-البداوي- القلمون) الدكتور رياض يمق أكد في اتصال مع "الميادين نت" أن "ليس هناك ما يمنع طرابلس من قبول المبادرة، وهذا أمر طبيعي خصوصاً في الظروف الصعبة التي يعيشها جمهورنا، وكل ما يريحه، فنحن معه، وهذه خطوة نرحب بها".
يذكر أن محطات الوقود في لبنان تقفل بوجه المواطنين، والمؤسسات لاقتصار عملها على كسب الربح عبر السوق السوداء التي تشكلّت على هامش الأزمة الاقتصادية والمالية التي ترزح البلاد تحتها. ويتعذّر على المواطنين والمؤسسات الحصول على المازوت إلا بأسعار خيالية بلغت 500 ألف ليرة لبنانية أحياناً، مقابل تسعيرة لم تكن لتزيد عن 60 ألف ليرة لبنانية.