الوقت- كانت الإمارات أحد الشركاء الرئيسيين للسعودية في الهجوم العسكري على اليمن، والذي بدأ في 25 مارس 2015 تحت عنوان عاصفة الحزم، لكنها أعلنت في عام 2019 أنها ستسحب قواتها من اليمن مع مرور الوقت وبعد وصول الحرب الى أعماق أراضي المعتدين.
وعلى الرغم من سحب الإمارات لقواتها من اليمن، إلا أن ذلك لا يعني انسحاب الإمارات من التعدي على الجزر اليمنية الاستراتيجية عند مضيق باب المندب في البحر الأحمر. وفي الداخل، حاولت الإمارات، بدعم من القوات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الحفاظ على دائرة نفوذها في المنطقة، ما أدى إلى اشتباكات عدة بين قوات الرئيس المخلوع والهارب منصور هادي وطرد حكومته من قصر المعاشيق في عدن ما ادى إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين بوساطة الرياض.
هذا وحاولت الإمارات بناء قاعدة عسكرية في جزر سقطرى ومؤخرا ميون بمساعدة ضباط المخابرات الإسرائيلية، رغم مزاعم انسحابها من الحرب اليمنية، وبالاعتماد على الدعم المالي والعسكري من المجلس الانتقالي الجنوبي. وأفادت وكالة أسوشيتيد برس الثلاثاء الماضي بأن هذه الدولة كانت تبني قاعدة جوية سرية على جزيرة ميون الاستراتيجية في مضيق باب المندب.
ويشير تحرك الإمارات في جنوب اليمن، عند مدخل مضيق باب المندب، ودعم الكيان الصهيوني لها، إلى أن الإمارات لم تنسحب من الحرب فحسب، بل تسعى أيضا للحفاظ على نفوذها من خلال تهميش نفسها و دعم الانفصاليين، وهذه مجالات استراتيجية مهمة أيضا للكيان الصهيوني.
اللافت هو أن عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي لجنوب اليمن، قال في مقابلة مع روسيا اليوم في فبراير الماضي: "عندما يكون لدينا دولة وعاصمة تابعان لجنوب اليمن، فإن مسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل يمكن أن تطرح".
على صعيد آخر، أفاد خبراء بأن الإمارات ستكون قادرة على شن ضربات جوية في اليمن مع الكيان الصهيوني من خلال بناء هذه القاعدة الجوية في ميون.
وعليه، فإن هذا الإجراء الإماراتي لا يعني فقط التعدي على جزء من أراضي اليمن وانتهاك وحدة أراضي هذا البلد، ولكن القضية أصبحت أكثر خطورة من منظور أن الكيان الصهيوني قد وطأ قدمه على هذه الجزر. في غضون ذلك، أعلنت حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية دعمها للمقاومة الفلسطينية خلال حرب هذا الكيان التي استمرت 12 يوما على قطاع غزة.
لذلك، يبدو أن الصهاينة مع الإماراتيين في هذا التعدي على الجزر اليمنية الاستراتيجية، إضافة إلى أهداف الاحتلال، يشكلون تهديدا مباشرا لحكومة الإنقاذ الوطني اليمنية، وهاتان المسألتان تعطيان صنعاء حق الدفاع عن أراضيها وسيادتها وإزالة التهديد.
وعليه، أكدت حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية صنعاء، مشيرة إلى أن تصرفات المحتلين في جزيرتي سقطرى وميون اليمنيتين تنتهك القانون الدولي وتحرض أبناء هذا البلد، وأكدت أن صبر هذا الشعب لن يطول وسوف يفعلون مايرونه مناسباً.
كما شدد وزير خارجية حكومة الإنقاذ الوطني اليمني، هشام شرف، على معارضة اليمن للأعمال غير الشرعية لدولة الإمارات على أراضي هذا البلد وجزره، وخاطب الإمارات قائلا: إذا لم تغادروا أراضينا وجزرنا، فستصلكم ألسنة اللهب عما قريب.
كما قال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي لأنصار الله، إن الإمارات ليست آمنة لأنها احتلت بعض أجزاء اليمن ومن المرجح أن تكون مستهدفة في أي لحظة.
يبدو أن رد الفعل الحاد من جانب حكومة الإنقاذ الوطني اليمني على تصرفات الإمارات في الجزر اليمنية وفتح يد الكيان الصهيوني على هذه الجزر يشير إلى انتهاء صبر الجيش اليمني واللجان الشعبية. وقد يؤدي تجاهل الإمارات لهذه التحذيرات إلى استهداف أبو ظبي أو الإمارات الأخرى، في حين أن القصور الزجاجية في الإمارات أكثر عرضة للخطر من السعودية.