الوقت_ مجدداً، خذلت السلطة الفلسطينيّة برئاسة محمود عباس الشعب الفلسطينيّ، حيث كشف العدو الصهيونيّ المجرم عن دور أجهزة أمن السلطة في اعتقال من قالت تل أبيب إنه منفذ عملية حاجز زعترة التي قتل فيها جندي وأصيب آخران، وقد أثارت القضيّة غضب الشارع الفلسطينيّ الذي طالب بوقف التنسيق الأمني مع العدو، ولا يخفى على أيّ فلسطينيّ منهج خنوع السلطة الذي لم يجلب لها سوى الخيبة والهزيمة أمام الكيان الصهيونيّ، وأسقطها من قلوب الفلسطينيين وجعلها أداة رخيصة تستعمل ضد إرادة الشعب وتطلعاته.
بالتزامن مع الهجمات الصهيونيّة التي خلفت عدداً كبيراً من الجرحى الفلسطينيين في القدس المحتلّة، بسبب استخدام العنف من قبل قوات الاحتلال ضد المحتجين الفلسطينيين على النشاط الاستيطانيّ المتصاعد للكيان، أثار إعلان شرطة الاحتلال اعتقال منتصر شبلي (44 عاماً)، الذي ينسب له تنفيذ عملية إطلاق النار قرب حاجز زعترة العسكريّ، شمال الضفة الغربية المحتلة، صدمة كبيرة بالنسبة للفلسطينيين ليس من ناحية خيانة السلطة وتعاونها مع الكيان ولكن في توقيت خيانتها التي تتزامن مع محاولات قوات العدو الصهيونيّ الباغي مصادرة منازل الفلسطينيين في حي "الشيخ جراح" بالقدس المحتلة من خلال كافة الوسائل وبالأخص هدم بعض المنازل فيه وتهجير سكانه.
وقد أكّدت شرطة العدو أنّها تلقت معلومات استخباراتيّة تفيد بأن شبلي يتواجد في أحد منازل سلواد التابعة لمحافظة رام الله والبيرة في الضفة الغربيّة المحتلة، وذكرت أنّ العمليّة نُفذت بواسطة عناصر وحدة “يمام”، وعناصر من جهاز الأمن الصهيونيّ العام "شاباك"، ونتج عنها اعتقال أفراد من عائلة شبلي، بمن فيهم نجله أحمد، وهددوا زوجته بقتل زوجها منتصر إذا لم يسلم نفسه أثناء مداهمة منزل العائلة في ترمسعيا قضاء رام الله.
والمثير في الأمر، أنّ الزوجة كانت تتوقع اقتحام قوات الاحتلال لمنزلها، إلا أن عناصر من السلطة سبقتهم إلى ذلك، وحاولوا استدراجها بالحديث، رغم عدم درايتها بالأمر، مشيرة إلى أنّه بعد تحقيق العناصر الأمنيّة التابعة للسلطة، قامت قوات العدو بمداهمة المنزل وتفتيشه، وتكسير محتويات فيه، والتحقيق مع الأشخاص بداخله، واعتقال نجلها أحمد، وكانت سناء شبلي قد اتهمت في وقت سابق السلطة الفلسطينية بالتواطؤ مع الصهاينة، وتقديم المعلومات الأمنيّة لهم.
يُشار إلى أنّ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان، اعتبرت أنّ التنسيق الأمنيّ الذي تنتهجه أجهزة أمن السلطة ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في ملاحقة المقاومين، الذين كان آخرهم منفذ عملية زعترة البطوليّة، مؤكّدة على أن استمرار أجهزة أمن السلطة في هذا النهج المدمر والمسيء لنضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني يمثل ربحا صافيا للعدو الصهيونيّ.
من ناحية أخرى، بيّن الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أنّ اعتقال منتصر شلبي منفذ عملية حاجز زعترة على يد قوات المُحتل هو "ثمرة للتنسيق الأمنيّ اللعين" مع أجهزة أمن السلطة، مشدّداً على أنّ سيف المقاومة سيظل مشرعاً في وجه الاحتلال وأنّ اعتقال منتصر شلبي لن يفتّ من عضد الشباب الثائر في الضفة الغربية المحتلة.
وفي الوقت الذي أًصبح فيه التنسيق الأمنيّ بين السلطة الفلسطينيّة والكيان "كابوساً حقيقيّاً" يلاحق المقاومين والثائرين في الضفة الغربية المحتلة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة للسلطة الفلسطينيّة والتنسيق الأمنيّ مع تل أبيب، عبر عدة وسوم أبرزها: (#كلاب_الاثر، #التنسيق_الأمني_خيانة)، في ظل تصاعد حجم الطغيان الصهيونيّ بحق الفلسطينيين ومحاولة سرقة منازلهم عبر مخططات الاستيطان والضم التي لا تتوقف عن قضم ونهب أراضي أبناء هذا البلد وبالأخص في العاصمة الفلسطينيّة القدس والضفة الغربيّة.
نظراً لما سبق، لم يعتبر الفلسطينيون ما قامت به السلطة الفلسطينيّة التي لم تمثل في يوم من الأيام صوتهم وتطلعاتهم خذلاناً فقط، بل "طعنة في الظهر" في وقت هم بأمس الحاجة إليها للاصطفاف معهم، حيث يرزحون تحت وطأة الاستهداف المباشر والتهديد بالطرد من منازلهم، ليبقى السؤال الأبرز مع وصول عمالة وخيانة حكومة السلطة الفلسطينية إلى هذا الحد، دون إجابة، هل باتت السلطة التي تدعي أنّها فلسطينيّة أشدّ خطراً على الفلسطينيين من الكيان نفسه؟