الوقت- جوع، برد، عطش، حر، مرض، كورونا، وغيرها من الظروف القاسية التي يمر بها أطفال سوريا في مخيمات اللجوء دون أن يسمع صوتهم أحد في هذا العالم، أين هو الغرب الذي يتبجح بالحرية والديمقراطية وحماية حقوق الاطفال، لماذا لا يحرك ساكنا حيال ما يحصل مع هؤلاء الأطفال، وكذلك بعض الدول العربية التي دعمت الارهاب وشردت هؤلاء الاطفال وجعلتهم أسرى المخيمات.
مؤخرا دعت روسيا المجتمع الدولي لإنقاذ الأطفال من مخيم الهول للنازحين في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وقال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة غينادي كوزمين، خلال جلسة غير رسمية لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة: "ندعو المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية لحماية الأطفال الأبرياء".
العالم صامت بطريقة مخزية تجاه أطفال سوريا، واذا راجعنا الأرقام والاحصائيات سنكتشف أرقاماً مرعبة تجاه ما يحصل مع الأطفال في المخيمات، وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن مخيم الهول في سوريا لا يزال يأوي نحو 60 ألف شخص، بمن فيهم أكثر من 31 ألف طفل تحت سن الـ12 عاما.
ويجب أن نقول ان الوضع في شمال سوريا مقلق بشكل خاص، فلا يزال هناك عدد هائل من الأطفال النازحين في شمال غرب سوريا، بعد أن اضطرت العديد من العائلات للفرار من العنف عدة مرات، بعضها سبع مرات، بحثًا عن الأمان.
وأشار إلى أنهم عانوا من الأمطار الغزيرة والثلوج وهم يعيشون في خيام ومبانٍ مدمرة. كما أن أكثر من 75 في المائة من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال المسجلة في عام 2020 وقعت في شمال غرب سوريا.
يعيش في مخيم الهول وفي أنحاء شمال شرق سوريا 27،500 طفل من 60 جنسية على الأقل، ويعاني آلاف الأطفال السوريين الذين يشتبه ارتباطهم مع النزاع المسلح من الإنهاك في المخيمات ومراكز الاحتجاز.
وقد أدى تصاعد العنف مؤخرًا في مخيم الهول إلى تعريض أرواح الناس للخطر، وسلط الضوء على الحاجة إلى إيجاد حلول طويلة الأمد، بما فيها إعادة الاندماج في المجتمعات المحلية أو العودة الآمنة للأطفال إلى بلدانهم الأصلية.
إضافة إلى ذلك، ازداد عدد الأطفال اللاجئين في الدول المجاورة - والتي تستمر في استضافة 83 في المئة من إجمالي عدد اللاجئين السوريين على مستوى العالم.
بكل الأحوال دائما الحوال دائماً ما تكون الحقيقة مرة ومؤلمة، لكن مهما بلغت مرارتها فلن تعادل المرارة والألم الذي يعيشه أطفال سوريا وهم يقبعون في مخيمات متهالكة لا تحميهم من برد الشتاء ولا تشفع لهم من لهيب الصيف. هذه هي حال مخيمات الداخل السوري.
مأساة تفوق الوصف، يحتاج المرء أن يستعيد قواه وهو يتجول في مخيمات شبيهة إلى حد كبير بشكل الصراع الدائر. تناثر أطفال هذا الشعب في كل مكان في الداخل والخارج على حد سواء.. ولا زال المستقبل مظلماً أمامهم.
وعلى الرغم من المساعدات الإنسانية التي تدفع بها الأمم المتحدة وبعض المنظمات الإنسانية، إلا أنك -حتى الآن- تجد على أرض الصراع مخيمات "بلاستيكية"، في قمم الجبال وفي بطون الأودية، وكأنك لا تنتمي إلى هذا العالم، منذ اللحظة الأولى التي تطأ قدماك الأرض السورية، تسيطر عليك صدمة وذهول ودهشة وأنت تشاهد مخيمات في ريف اللاذقية على الحدود السورية التركية.
أطفال أمضوا حياتهم في هذه المخيمات المنسية، يصارعون الجوع والبرد والحاجة بعيداً عن أعين المنظمات الإنسانية. تحاصرهم جبهات القتال من جهة والقوانين التركية التي قررت وقف تدفق اللاجئين بعد فوضى العبور من جهة أخرى.
واقع مرير يحياه الأطفال السوريون داخل الأراضى السورية أو فى مناطق اللجوء والنزوح، بعضهم فقد أحد والديه أو كليهما أو أحد أشقائه أو أكثر، والكثيرون منهم فقدوا أجزاء من أجسادهم وتعرضوا لإصابات خطيرة، وجميعهم تركت الأحداث المأساوية التى عايشوها آثارا وأحزانا لن تمحى من ذاكرتهم، وفرضت عليهم حياة بائسة داخل الوطن أو خارجه فى مناطق اللجوء، ومنها مخيمات اللاجئين بالأردن.
ويترجم هذا الواقع المرير العديد من الإحصائيات التى رصدت جزءاً من معاناة الأطفال السوريين اللاجئين، حيث أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن ما يزيد على 3.5 ملايين طفل لاجئ سورى تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا يعيشون أوضاعا صعبة، ما أدى إلى تسرب عدد كبير منهم من التعليم.
أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف إلى أن 94% من الأطفال السوريين، دون الخامسة يعانون فقراً "متعدد الأبعاد" فى المجتمعات المضيفة، ومحرومون من الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية فى التعليم، والصحة، والمياه والصرف الصحى، والحماية، والسلامة.
وفيما يتعلق بالأطفال السوريين فى الأردن أكدت اليونسيف أن 85% منهم يعيشون تحت خط الفقر، وتعانى الأسر السورية من صعوبات متزايدة فى تلبية احتياجاتها الأساسية، وكيفية إطعام أطفالها وتعليمهم وحمايتهم، حيث يقدَّر عدد السوريين فى الأردن بنحو 1.3 مليون فرد، منهم 661850 مسجلون رسميا بصفة لاجئ، أكثر من نصفهم أطفال، مؤكدة أن 38% من هؤلاء الأطفال غير ملتحقين أو انقطعوا عن المدارس، لأسباب تتعلق ببُعد المسافة، والتكلفة، والافتقار إلى أماكن، وبسبب تعرضهم للتنمر، وأن 16% من الأطفال تحت سن 5 سنوات لا يملكون شهادات ميلاد، وهو ما يعرّضهم لتحديات ومخاطر مستقبلاً.
في أحدث تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، في آذار/ مارس الماضي، ولمناسبة مرور عقد على الحرب الأهلية في البلاد، أفادت المنظمة بأن أكثر من ستة ملايين طفل سوري بحاجة لمساعدات إنسانية ملحة، من جملة 13.4 مليون شخص يحتاجون أحد أشكال المساعدة الإنسانية والحماية. ولفتت المنظمة إلى أن 490 ألف طفل في مناطق يصعب الوصول إليها.
ومن بين 577 شخصاً قتلوا خارج نطاق القانون منذ بداية العام الجاري، رصدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 108 طفلاً و59 سيدة خلال أربعة أشهر فقط. وبشكل منتظم، يتداول سوريون أنباء مقتل أطفال وفتيات وسيدات على أيدي ذويهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت دراسات وتقارير عديدة أن النساء والأطفال دفعوا الثمن الباهظ للحرب التي نشبت عام 2011، حيث سجّل المرصد السوري لحقوق الإنسان حتى مطلع عام 2020، سقوط نحو 22 ألف طفل وأكثر من 13 ألف سيدة، جرّاء العنف المسلح ضد المدنيين، ناهيك عن العنف الاجتماعي والاقتصادي والجنسي الذي يصعب العثور على أرقام دقيقة حوله، نظراً لتمزق مناطق البلاد بين الحكومة وعدد من الجهات التي تشرف عليها.