الوقت – بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد الى روسيا وعقد عدة لقاءات في فيينا بين الاطراف المعنية بالازمة في سوريا تحدثت المصادر الاعلامية الروسية عن خطة خماسية اعدتها موسكو لحل الأزمة السورية فما هي هذه الخطة وما هي العراقيل التي تواجهها؟
يضم البند الاول من هذه الخطة توحيد صفوف كافة القطاعات العسكرية السورية من الجيش والقوات الشعبية والمتطوعين والمعارضين لمواجهة الجماعات الارهابية وعملاء الاجانب، وهنا يجب الاشارة الى عدة امور فيما يخص هذا البند اولها الاهتمام الروسي بالمطلب الرئيسي الذي كانت دمشق تطالب به دوما وهو ايلاء الاهتمام بمحاربة الارهاب قبل طرح اي حل سياسي وانهاء احتلال سوريا من قبل الجماعات المسلحة والدول الاجنبية وهنا يمكن القول ان هذا البند من الخطة الروسية ربما كان نتيجة تنسيق جرى بين دمشق وموسكو لكن هناك مشكلة يعرقل تنفيذ هذا البند وهو كيفية تعريف الارهاب والارهابيين.
ان هذه المشكلة كانت موجودة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر والحرب الامريكية المسماة بالحرب ضد الارهاب وكان بعض الدول مثل سوريا وايران وروسيا وباقي اصدقائهم يؤكدون على ضرورة عقد مؤتمر دولي لتحديد الارهاب والفصل بينه وبين حق الدفاع المشروع لكن امريكا والكيان الاسرائيلي عارضا هذا الامر.
ان سوريا وروسيا تعتبران كافة التكفيريين ومنهم داعش وجبهة النصرة وباقي حلفائهم ارهابيين و ذلك حسب قرارات الامم المتحدة لكن امريكا وحلفائها يركزون فقط على قتال داعش ويستثنون بعض الجماعات مثل جبهة النصرة في وقت يمكن القول بان جبهة النصرة هي الرائدة في الجرائم الارهابية والابادة الجماعية في سوريا وان داعش اراد منافسة جبهة النصرة في اجرامها.
ان روسيا تستثني الان الجيش الحر من غاراتها وعملياتها لكن الجيش الحر لم يعد موجودا بعد ان انضم اعضاؤها للجماعات التكفيرية او عاد البعض منهم الى الجيش السوري اثر صدور عفو عام عنهم.
وهكذا يمكن القول ان تنفيذ البند الاول من الخطة الخماسية الروسية يبدو صعبا لأن الدول الاجنبية الراعية للارهاب لاتفرق بين الارهاب وبين حق الدفاع المشروع.
اما البند الثاني من الخطة الخماسية الروسية يتضمن دعم المؤسسات والمنظمات الحكومية السورية وتهيئة الظروف لبدء عملية الحل السياسي للأزمة، ويمكن القول ان البند الثاني مرتبط بالبند الاول بشكل قوي حيث لايمكن تنفيذه الا بعد تنفيذ البند الاول فدعم المؤسسات الرسمية السورية يتطلب احياء هذه المؤسسات في المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة الجماعات الارهابية.
ويدعو البند الثالث من الخطة الروسية الى مشاركة العلماء والقادة الاسلاميين في حل الازمة السورية حيث يمكن لهؤلاء ان يلعبوا دورا هاما في الحل شريطة استجابة المعارضين الاسلاميين لهم وابتعادهم عن الجماعات المنحرفة مثل داعش وجبهة النصرة.
وفي البند الرابع من الخطة يؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة وضع خارطة طريق لاعادة اعمار سوريا اقتصاديا واجتماعيا وبناء ما هدمته الحرب لأن الجماعات المسلحة التكفيرية قد دمروا البنى التحتية في سوريا.
ان بناء ما هدمته الحرب في سوريا يعود بالنفع على الاتحاد الاوروبي ايضا لأن الاوروبيين يواجهون الآن مشكلة اللاجئين السوريين.
اما البند الخامس من الخطة الروسية فيتضمن ضرورة تقديم الدعم المالي الدولي الى سوريا ومساهمة جميع الدول والمنظمات المالية العالمية في هذا الامر من اجل القضاء على الأثر السلبي للازمة السورية وذلك نظرا الى حجم الدمار الكبير في سوريا والذي يتطلب اعادة اعماره مئة مليار دولار كتقديرات اولية.
ان الازمة السورية لها تبعات وآثار عالمية مثل قضية اللاجئين ولذلك يجب على كل من تأثر بهذه الازمة ان يشارك في انهائها.
ويمكن تنفيذ الخطة الروسية لانها خطة شاملة للحل ترتبط بنودها ببعضها البعض حيث لايمكن على سبيل المثال تنفيذ البند الثاني الا بعد تنفيذ البند الاول وهكذا دواليك.
ان عرقلة تنفيذ اي بند من بنود الخطة الخماسية الروسية تؤثر على تنفيذ البنود الأخرى وهنا يجب القول ان اكبر خطر يواجه الخطة الروسية هو سياسات الجماعات المعارضة وحماتهم من القوى الاجنبية وهكذا يبدو واضحا بأن الكرة الآن باتت في ملعب المعارضة وحماتها الاجانب اذا اراد هؤلاء حلا في سوريا.