الوقت- علّق عضو مجلس الأعيان الأردني، حسين المجالي، على الأخبار التي تحدثت عن طلب الرياض من عمّان الإفراج عن الرئيس السابق للديوان الملكي الأردني، باسم عوض الله، وأحد أبرز الشخصيات التي اعتقلتها السلطات الأردنية السبت المنصرم خلال إحباط العملية الانقلابيّة أو ما وصفته بمحاولة لزعزعة استقرار المملكة، عقب المفاجأة الكبيرة التي فجرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، وتأكيدها تورط السعودية وولي العهد محمد بن سلمان تحديداً، في محاولة الانقلاب الفاشلة بالأردن ونسبت ذلك لمصادر لكبيرة جداً هناك.
وفي ذلك الحين، ذكر مسؤول استخباراتيّ شرق أوسطيّ أن إصرار الرياض على الإفراج الفوريّ عن السياسي والاقتصادي الأردني، باسم عوض الله، الذي تولى رئاسة الديوان الملكيّ الهاشمي الأردني في الفترة الواقعة بين تشرين الثاني 2007 وتشرين الأول 2008، قبل أيّ إجراء قضائيّ أو توجيه اتهامات رسميّة له يثير الدهشة ويُظهر أنّ السعودية قلقة بشأن ما سيقوله، وخاصة بعد التقارير التي تحدثت أنّ شخصيات عربيّة تقف خلف محاولة الانقلاب في الأردن، وأنّ الرياض ومعها إحدى إمارات الخليج كانتا متورطتين في الأمر من وراء الكواليس.
وفي إجابة على سؤال لقناة "CCN" حول طلب الإفراج عن عوض الله، زعم المجالي أنّه لا يعرف ما الذي حدث خلال زيارة وفد سعوديّ برئاسة وزير الخارجية السعوديّة، فيصل بن فرحان إلى الأردن، في 5 نيسان، فيما تشير المعلومات إلى أنّ المسؤولين السعوديين طلبوا خلال لقاءاتهم مع نظرائهم الأردنيين بالإفراج عن باسم عوض الله، أحد أبرز الأردنيين الذين اعتقلوا يوم السبت الماضي، بحسب مسؤول استخباراتيّ رفيع المستوى في الشرق الأوسط تابعت حكومته الأحداث، قائلاً إنّ "السعوديين طلبوا الإذن بالزيارة بعد ساعات قليلة من بدء تسريب أنباء المؤامرة المزعومة قبل أيام"، وأضاف المسؤول الاستخباراتيّ، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب الحساسيات الدبلوماسيّة، أنّه بعد اللقاءات مع الأردنيين يوم الاثنين الماضي، انصرف الوفد السعوديّ إلى أحد فنادق العاصمة الأردنيّة عمان مع استمراره في المطالبة بالسماح لعوض الله بالمغادرة معهم إلى السعودية، الشيء الذي أثار شكوكاً كثيرة حول خفايا هذا الطلب.
وادعى المجالي أنّ الوفد السعوديّ جاء إلى الأردن لإظهار الدعم، وليس لإخراج شخص من الاحتجاز، رغم أنّ المسؤول الاستخباراتيّ الشرق الأوسطيّ بيّن في وقت سابق أنّ إصرار السعودية على الإفراج الفوريّ عن عوض الله قبل أيّ إجراء قضائيّ أو توجيه اتهامات رسميّة له يثير الدهشة في المنطقة، مؤكّداً أنّ السعوديين كانوا مصمّمين على أنهم لن يغادروا البلاد من دونه، ما أكّد سيناريو قلقهم الشديد بشأن ما يمكن أن يقوله عوض الله، الذي كان يشغل قبل الاعتقال منصب المبعوث الخاص للعاهل الأردنيّ إلى السعودية، التي منحته جواز سفر سعوديّ، بحسب مواقع إخباريّة.
وفي ظل انعدام التصريحات السعوديّة، أشار المسؤول الأردنيّ إلى بيان الحكومة الأردنيّة الجمعة المنصرم، والذي نوهت فيه بأنّ عوض الله لا يزال رهن الاعتقال، وذلك رداً على الأنباء التي تحدثت عن مغادرته إلى السعودية، وقد ألمحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير سابق لها، إلى دور السعودية في تلك المؤامرة، متحدثة أنّه من النادر أن تقوم الحكومة البلاد باعتقال كبار المسؤولين الأردنيين مثل عوض الله وزير الماليّة السابق والشريف حسن بن زيد، أحد أفراد العائلة المالكة، وهو مبعوث سابق للأردن إلى السعودية، والشيء الذي أثار الشكوك أكثر حول تورط السعوديّة هو قيامها بإصدار بيان عاجل لدعم الملك عبد الله، والأحد الفائت ذكرت وسائل إعلام سعودية حكوميّة أنّ ولي العهد محمد بن سلمان تحدث مع الملك عبد الله عبر الهاتف لإبداء الدعم.
وفي هذا الإطار، قال المجالي “حسب المعلومات التي لدي، كان هناك عنصر أجنبي أو عناصر أجنبيّة” متورطة في ذلك، مضيفاً إنّ هناك عناصر أجنبية معينة أرادت استغلال الفقر والبطالة الموجودة في الأردن، وتأثير تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد الأردنيّ، لافتاً إلى أنّه لا يستطيع الإشارة إلى دولة معينة بالاسم، ما يؤكّد تورط عناصر وجهات أجنبيّة في محاولة الانقلاب الفاشلة ما يرفع احتماليّة أنّ تكون السعوديّة متورطة بالفعل، وخاصة بعد حديث عضو مجلس الأعيان الأردني أنّهم سيتعرفون قريباً على المزيد من المعلومات المرتبطة بهذا الموضوع، وهذا ما يُقلق السعوديّة بالضبط.
يُشار إلى أنّ ياسر المجالي رئيس مكتب الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني الذي وُضع تحت الإقامة الجبريّة، كان من بين المعتقلين إضافة إلى عوض الله والشريف حسن بن زيد، والشيخ سمير المجالي وآخرين خدموا في مناصب بارزة في الحكومة والجيش الأردنيين، وتتحدث تقارير عبريّة أن ما لا يقل عن 25 من مقربي الأمير حمزة اعتُقلوا في الأيام الأخيرة، وذلك بزعم أنّهم كانوا شركاء سر وحلقات وصل مع السعوديّة، في تخطيط محاولة الانقلاب في القصر الملكيّ.
ومن الجدير بالذكر أنّ وزارة الخارجية الأردنية، تحدثت أنّ الوفد السعودي وصل الأردن حاملاً رسالة من الملك سلمان بن عبد العزيز، لملك الأردن عبد الله الثاني شدّدت على الوقوف إلى جانب المملكة في مواجهة جميع التحديات، فيما قالت وزارة الخارجية السعودية، إنّ وزير الخارجيّة السعوديّ، فيصل بن فرحان، كان في عمّان لتأكيد التضامن ودعم السعودية للمملكة الأردنية، مدعيّة أن الوزير لم يناقش أيّ مسائل أخرى أو قدم أيّ طلبات.
في النهاية، لم تعد الأخبار التي تنشرها الوكالات الحكوميّة الرسميّة محط ثقة بالنسبة للجمهور، وخاصة إنّها لا تجيب على استفساراتهم وتساؤلاتهم، وإنّ التصريحات الصادرة عن عضو مجلس الأعيان الأردني، حسين المجالي، تؤكّد في مضمونها حقيقة تورط السعوديّة وربما أبو ظبي في عملية الانقلاب الفاشلة، حيث إنّ كل المعلومات التي كشفتها وسائل الإعلام تنطبق مع دلالات ما ذكره المسؤول الأردنيّ رغم محاولته التستر على أيّ معلومة قد تؤدي إلى نهايته.