الوقت-تستمر تداعيات الأحداث التي عاشتها واشنطن يوم أمس ضد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، حيث دعا جيرولد نادلر، رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي، إلى ضرورة عزل الرئيس دونالد ترامب فوراً من منصبه.
وفي السياق نفسه قال المدعي الفدرالي، مايكل شيروين، أن التحقيقات والاتهامات ستطال ترامب بسبب تصريحاته أمام حشد من المتظاهرين قبل وقت قصير من اقتحامهم قاعات الكونغرس، موضحاً أن الاتهامات لن تنحصر بأولئك الذين اقتحموا الكونغرس بل سينظر في وضع جميع المتورطين في الأحداث.
بدورها اتهمت منظمة العفو الدولية ترامب أمس بالتحريض على العنف والترهيب برفضه قبول نتائج الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أنه "احتضن الجماعات المتعصبة للبيض والمتطرفين وأجج نيران العنف والفوضى".
وبحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ووزير الخزانة ستيفن منوشين، إمكانية تفعيل التعديل 25 من الدستور الأميركي الخاص الذي يقضي بعزل الرئيس، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.
ونقلت شبكة "سي إن بي سي" عن ثلاثة مصادر مطلعة، تأكيدهم أن بومبيو ومنوشين أجريا محادثات غير رسمية لهذه المسألة داخل إدارتهما حول ملامح تفعيل التعديل 25، الذي يمكن من خلاله البدء في إجراءات عزل ترامب.
وبحسب "سي إن بي سي"، فإن تفعيل المادة تلك تشوبها تعقيدات عدة، من بينها أن العملية يمكن أن تستغرق نحو أسبوع، مما يعني أنه لن يكون لها الأثر المباشر خاصة وأنه لم يتبق لترامب سوى أقل من أسبوعين في السلطة.
وتتمثل المشكلة الأخرى فيما إذا كان بوسع وزراء ثلاثة يتولون منصبهم بالوكالة التصويت حول تفعيل المادة من دون موافقة مجلس الشيوخ.
وفي وقت سابق أمس، طلبت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر من بنس تفعيل التعديل الـ25 وتسلم مقاليد الحكم قبل تنصيب بايدن في 20 كانون الثاني/ يناير.
وينص هذا التعديل على تسليم الحكم إلى نائب الرئيس في ظروف منها وفاة رئيس الدولة أو فقدانه القدرة على أداء مهام الرئاسة.
وهدد شومر وبيلوسي بإطلاق إجراءات عزل ترامب داخل الكونغرس في حال رفض بنس الاستجابة لندائهما.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن نائب الرئيس مايك بنس يعارض استخدام التعديل الـ25 في الدستور لعزل ترامب، الذي حاول من جهته احتواء الموقف، فيما وأدان أحداث العنف التي شهدها مبنى الكونغرس، وقال إن من شاركوا فيها "لا يمثلون الولايات المتحدة، وسيدفعون الثمن"، متعهداً "بضمان انتقال سلس ومنظم للسلطة" في 20 كانون الثاني/يناير الجاري.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ترامب اقترح على مساعديه خلال الأسابيع الماضية إصدار عفو رئاسي عن نفسه في الأيام الأخيرة من رئاسته، لافتة إلى أن خطوة ترامب "من شأنها أن تمثل واحدة من أكثر الاستخدامات غير العادية وغير المختبرة للسلطة الرئاسية في التاريخ الأميركي، ولم يعف أي رئيس أميركي من قبل عن نفسه"، فيما ينقسم خبراء القانون الأميركيون بشأن إذا ما كانت المحاكم ستعترف بهذا العفو أم لا.
يأتي ذلك بالتزامن مع توالي الاستقالات من إدار الرئيس الأميركي، حيث قدمت وزيرة التعليم الأميركية بيتسي ديفوس اليوم استقالتها معتبرة أن الرئيس ترامب دفع المتظاهرين إلى اقتحام الكونغرس.
كما استقال أربعة مستشارين كبار في مجلس الأمن القومي. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن المسؤولين الذين استقالوا هم: مدير الشؤون الأفريقي؛ ومدير سياس الدفاع؛ والمدير الأول لأسلح الدمار الشامل، ومدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.