الوقت- تبذل الامارات وحلفاؤها وخاصة إسرائيل وأمريكا، قصارى جهدهم لإثارة الفتنة في المنطقة، ولا سيما في العراق، ودور الإمارات التخريبي في الشرق الأوسط لا يخفى على أحد. فبحسب التقارير إن الإمارات تعمل جاهدة لتفكيك العراق وإضعافه من أجل تحطيم موقع العراق الاستراتيجي في مدخل الخليج الفارسي والمخاوف التي تنتابها بشأن موقعها الجغرافي في مشروع الصين الاستراتيجي "طريق الحرير".
نفوذ الإمارات ودورها التخريبي في العراق في مختلف المجالات
من الواضح تماماً أن الإمارات تتصرف وفقا لسياسات الصهيونية وأمريكا وربما بريطانيا. يستمر دور الإمارات التخريبي ضد العراق في الإضرار باقتصاد هذا البلد وإحداث توتر في العملية السياسية وافتعال الفتنة لإثارة حرب أهلية في البلاد، لكن هذه التدخلات تحدث في سياقات مختلفة:
- بدأت المظاهرات الشعبية في العراق العام الماضي احتجاجاً على نقص الخدمات والبطالة والفساد، وأصبح هذا الأمر أفضل غطاء لبعض الأطراف الأجنبية لتحقيق أهدافها في العملية السياسية، وفي هذا السياق كشف موقع عربي 21 في تقرير دور الإمارات في الاحتجاجات الشعبية العراقية وقال، "الإمارات حاولت مع انطلاق المظاهرات الشعبية، تنفيذ انقلاب عسكري كانت قد خططت له"، كما قامت الاستخبارات الإماراتية في العراق بخطوات للتأثير على الاحتجاجات وخلق اضطرابات.
حاولت حكومة الإمارات تأجيج الصراع من خلال تمويل الاحتجاجات الشعبية في العراق، كما أن نظرة فاحصة على الاحتجاجات الشعبية العراقية يمكنها فهم أنشطة وسائل الإعلام التابعة لدولة الإمارات، لدرجة أنها بادرت إلى نشر الإشاعات، على سبيل المثال، وعلى عكس مطالب المحتجين العراقيين في شوارع بغداد، كانت هذه الوسائل الإعلامية تنسب مطالب أخرى إلى المحتجين، أهمها تشكيل مجلس عسكري للإدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية، وفصل الدين عن السياسة وإبعاد رجال الدين عن العمل السياسي، كل هذه الوسائل الإعلامية كانت تحظى بدعم الإمارات.
- من الواضح أن سياسات الإمارات الداعمة للإرهاب في العراق عرّضت البلاد لخطر تنظيم داعش الإرهابي، لعبت الإمارات دوراً مهماً في تسليح جماعات داعش الإرهابية، وفي هذا السياق، قال نائب الأمين العام لحركة عصائب الحق في العراق محمد الطباطبائي إن "أمريكا والكيان الإسرائيلي والسعودية والإمارات هم من دعموا عصابات داعش الإرهابية وأدخلوها إلى العراق"، كما ذكرت صحيفة الراية القطرية أنه بينما دفعت الإمارات بضعة ملايين من الدولارات فقط لإعادة إعمار مسجد النوري والمنارة الحدباء في الموصل، إلا أنها تواصل دعم الجماعات الإرهابية الناشطة في العراق، وخاصة داعش، بملايين الدولارات وأنواع الأسلحة والذخائر.
وكتبت صحيفة "تايمز" البريطانية في هذا الصدد: يقر بعض المسؤولين البريطانيين بأن إحدى الدول التي وفرت مكاناً مناسباً لتبييض أموال جماعة داعش الإرهابية هي الإمارات والأسواق المالية في دبي.
- تزايد تهريب المخدرات من الدول العربية وخاصة الإماراتية إلى العراق بشكل غير مسبوق. حيث اشتكى العديد من العراقيين من سلوك الإمارات مع بلدهم، واعتبروا ذلك دليلاً على محاولة الإمارات لتدمير معنويات الشباب العراقي.
وكتب موقع "جهينة نيوز" الإخباري بهذا الشأن: بعد تهريب الأسلحة نفذت الإمارات أكبر عملية تهريب مخدرات في العراق ولم تكتف بتهريب الأسلحة والمخدرات. كما شاركت في تهريب النفط العراقي إلى الإمارات، وتعد قضية تهريب النفط العراقي إلى الإمارات من المشاكل الرئيسية للحكومة العراقية، حيث كشف موقع العربي الجديد الإخباري عن دور بعض الفصائل العراقية والجهات السياسية في تهريب النفط العراقي إلى الإمارات وكتب إن بعض الشيوخ الإماراتيين البارزين في أبو ظبي متورطون في هذه القضية.
- تحولت كردستان العراق إلى منطقة نزاع أخرى بين الإمارات وتركيا. وقد أدى ذلك إلى قيام مسؤولي إقليم كردستان بفرض رقابة صارمة على التحويلات المالية من الإمارات إلى كردستان من خلال البنوك ومكاتب الصرافة، حيث قالت بعض المصادر السياسية والأمنية العراقية في أربيل وبغداد إنها تلقت معلومات تشير إلى أن جماعات الكردية التركية المعارضة في إقليم كردستان تلقت دعما ماليا من الإمارات.
وأضاف موقع العربي الجديد إن ذلك الأمر أدى بجهاز الأمن الداخلي في إقليم كردستان إلى اتخاذ إجراءات صارمة بشأن التحويلات المصرفية من الإمارات إلى إقليم كردستان العراق، وسعت الإمارات في السنوات الأخيرة إلى إقامة علاقات أوثق مع اقليم كردستان، كما أيدت بعض الأوساط السياسية ووسائل الإعلام الإماراتية، استفتاء الانفصال عن كردستان العراق الذي جرى في سبتمبر 2017.
- دخلت الاتفاقية الاقتصادية العراقية - الصينية ، التي قيل إنها كانت العامل الأهم في الغضب الأمريكي على حكومة عادل عبد المهدي، حيز التنفيذ في الأول من أكتوبر من العام الماضي، في غضون ذلك، ولأول مرة في العراق، انكشف الدور التخريبي الإماراتي في عدم تنفيذ هذا الاتفاق، حيث كشفت بعض وسائل الإعلام العراقية عن المساعي الإماراتية السلبية لإفشال الاتفاقية الاقتصادية، واعتبرت جزءاً من دعم أبو ظبي لاحتجاجات الشوارع العراقية مرتبط بتوقيع هذه الاتفاقية الاقتصادية.
- لطالما كانت السياسات الاستعمارية الأمريكية والإماراتية تهدف إلى تقسيم الشيعة والسنة في العراق من أجل استغلال هذه الاختلافات في سياقات اقتصادية وأمنية وسياسية خاصة.
- كان تدمير الآثار العراقية استغلالاً آخر للعراق من قبل الإمارات. حيث أثار اكتشاف حجم ضخم من الآثار العراقية في متحف اللوفر في أبو ظبي ردود فعل كثيرة على المستوى العراقي الرسمي والشعبي. على وجه الخصوص عندما اتضح ان شركة هوبي لوبي قد اشترت أكثر من 5500 قطعة أثرية عراقية مسروقة عبر وسطاء صهاينة ورجل أعمال مقيم في الإمارات بمبلغ 1.6 مليون دولار، وقال موقع "المعلومة" إن "الكثير من الممتلكات والأصول الثقافية العراقية يتم تناقلها بطريقة غير مهنية، وهذه الممتلكات نُهبت وبالتالي لا يمكن المطالبة بها".
- استثمرت الإمارات في مختلف المجالات في العراق، وأهمها في قطاع الإسكان، وخاصة في كردستان ، وكذلك بعض المحافظات الجنوبية مثل النجف وكربلاء. كما لعبت الإمارات أيضاً دوراً مهماً في غسيل الأموال في العراق، هناك مبالغ ضخمة من الأصول العراقية تدخل في عمليات غسيل الأموال في دبي ومدن أخرى في الإمارات، من شراء منازل باهظة الثمن إلى شراء أسهم شركات والمشاركة في مشاريع كبيرة يستثمر فيها المشتبهون العراقيون بالفساد على وجه الخصوص.
أهداف الإمارات من التدخل في العراق
تريد الإمارات أن تلعب دوراً مركزياً في القضايا الإقليمية وضمان بقائها أيضاً، إذ يحتمل أن يكون الانقلاب الفاشل الذي حدث في هذا البلد عام 2011 قد تسبب لها في حالة من الذعر، ولهذا السبب تبنّت السياسات الحالية في المنطقة، وفي هذا الصدد، أقامت الإمارات علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني في منتصف سبتمبر من هذا العام، وتبنّت أي نهج لضمان مصالح إسرائيل وأمريكا في المنطقة.
ولطالما سعى الكيان الإسرائيلي إلى إثارة التوتر في العراق من أجل إضعاف محور المقاومة في العراق، تدخل الإمارات في العراق يشتد بعد تطبيع العلاقات مع الصهاينة وأبو ظبي تحاول استغلال المخططات الأمريكية والصهيونية لقطع حلقات الوصل ومحور المقاومة التي تبدأ من طهران وتصل حتى المتوسط ومنع ارتباط محور دول المقاومة ببعضها البعض.
من جهة أخرى، أكد الصحفي العراقي أسعد الزلزلي، أن الإمارات قوة اقتصادية ناشئة في المنطقة، وسعت في السنوات الأخيرة لدخول الأسواق الناشئة وتحويل الإمارات إلى قوة برية وبحرية إقليمية، ولتحقيق هذا الهدف، لا تتردد الإمارات في التدخل في الشؤون الداخلية للدول تحت ذريعة المساعدة.