الوقت- عقب الإعلان عن تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني ودولة الإمارات ومملكة البحرين وإمكانية انضمام بعض القادة العرب الآخرين إلى قطار التطبيع هذا، حاولت الجبهة الداعمة لهذه العملية إقناع بعض الدول الإسلامية من خلال نشر الكثير من الدعاية لإظهار أن هذه العملية سوف تصب في مصلحة المنطقة وهذا ما رأيناه في اجتماع وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية والذين قاموا بتهميش قضية الشعب الفلسطيني وتركه وحده دون دعم. وفي غضون ذلك، اتخذت بعض الحكومات والشخصيات السياسية ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في أنحاء العالم الإسلامي، في الأيام الأخيرة، موقفًا مشرفاً ضد تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ودعمًا لتطلعات الشعب الفلسطيني المظلوم. وعلى هذا الصعيد، كان لشعب وحكومة أفغانستان حضور قوي ودائم في إعلان دعمهم للشعب الفلسطيني. ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع، قام موقع الوقت التحليلي بإجراء مقابلة مع السيد "جمال الدين فاكوري بهشتي"، عضو البرلمان الأفغاني، لمعرفة وجهات نظر الحكومة الأفغانية والشعب الأفغاني حول تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
وفي هذه المقابلة، أعرب عضو البرلمان الأفغاني السيد "جمال فاكوري بهشتي"، بأن أنموذج المجاهدين الأفغان الذين ناضلوا خلال السنوات الأربعين الماضية ضد الحكومات الشيوعية وقوات الاحتلال السوفياتي السابق، استمد قواته من أبطال المقاومة الفلسطينيين الذين قاتلوا ولا يزالون يقاتلون الكيان الصهيوني.
وقال السيد "بهشتي": "قبل أربعين عاما، عندما وقف شعبنا في وجه النظام الشيوعي وقوات احتلال الاتحاد السوفياتي السابق، كان نموذجهم هو نضال الشعب الفلسطيني الذي يقاتل ضد إسرائيل المحتلة". ووفق عضو مجلس النواب الأفغاني، فلطالما اعتبر أهل هذا البلد أنفسهم ملتزمين بمواقف أبطال المقاومة في فلسطين وفي الدول الإسلامية الأخرى وما زالوا يعتقدون أن النضال الذي يقوم به المسلمون في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة لبنان وفلسطين، هو نضال الحق ضد الباطل.
ووفقاً لما قاله السيد "بهشتي"، فلقد كان للحكومة الأفغانية الكثير من المواقف وردود الفعل المشرفة لدعم الشعب الفلسطيني. وقال "بالطبع لقد أصدرت الحكومة الأفغانية العديد من التصريحات والبيانات التي تتعلق بنضال الشعب الفلسطيني، لكن الوضع في أفغانستان يؤكد أن هناك عقبات أمام الدعم الروحي لهذه القضية، ولهذا لم نكن نرى هذا الدعم في بعض الأحيان بشكل مفتوحًا وعلنيًا".
ووفق السيد "بهشتي"، لم يكن نضال حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية نموذجًا للمقاتلين والمجاهدين الأفغان فحسب، بل هو نموذج لنضال العالم الإسلامي ضد الغطرسة العالمية. وانتقد السيد "بهشي" سياسات الولايات المتحدة المعادية للمسلمين وخاصة المقاومة الفلسطينية واللبنانية وقال إن "الولايات المتحدة وإسرائيل ملتزمتان بنزع سلاح أبطال المقاومة في منطقة الشرق الأوسط".
وحول هذا السياق، قال السيد "بهشتي" لمراسل "الوقت": "من الطبيعي أن الجهات المعارضة لمحور المقاومة بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل مصممون على نزع سلاح هذه الجماعات المقاومة والتي تمثل وسيلة النضال لهذه الجماعات، وهذا الامر يعتبر أصعب مشكلة يواجهها أبطال محور المقاومة في منطقة الشرق الأوسط ولهذا فأنا أتمنى ألا تحقق الغطرسة العالمية أهدافها". وانتقد هذا العضو بالبرلمان الأفغاني بشدة سياسات بعض الدول العربية الإسلامية تجاه تيارات المقاومة وقال إن "هذه الدول تمنع أبطال المقاومة المسلمين من الدفاع عن مصالحهم".
وعلى صعيد متصل، قال السيد "بهشتي" لمراسل "الوقت": "للأسف الدول الإسلامية لا تعمل بشكل موحد لدعم أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان والأراضي الإسلامية الأخرى ومناضلي الحق ضد الغطرسة العالمية، والسبب واضح للأسف أن دولاً كثيرة تعتمد على مع القوى العالمية التي تريد القضاء على مقاتلي المقاومة في منطقة الشرق الاوسط". وأضاف السيد "بهشتي": "خصوصا الدول العربية التي تعتمد على الولايات المتحدة وتجارة الأسلحة الأمريكية، تدعم أهداف الغطرسة العالمية وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل".
وقال السيد "بهشتي": إن "هذه الدول تتأثر بشكل ما بهذه الانتماءات، ولا تتخذ أي إجراء عام أو خاص لدعم الشعب الفلسطيني والمقاتلين الفلسطينيين، وهو أمر مؤسف للغاية". وختم السيد "بهشتي" حديثه بالقول: "نأمل في يوم من الأيام أن نرى انتصار الشعب الفلسطيني على الاحتلال الإسرائيلي وأن يتحد المقاتلون الإسلاميون في جميع الدول الإسلامية ضد الاحتلال والكيان الصهيوني".
الجدير بالذكر، أن مملكة البحرين توصلت مؤخرًا إلى اتفاق بشأن توقيع اتفاقية سلام وتطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني ويقال إن هذه الصفقة تمت بوساطة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب". وبموجب هذا الاتفاق، ستفتح البحرين وإسرائيل سفارتين في تل أبيب والمنامة. كما سيقيم الجانبان علاقات دبلوماسية وسيتمكن المواطنون البحرينيون من السفر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإمارات وافقت الشهر الماضي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل ومنذ ذلك الحين، كانت هناك شائعات بأن البحرين قد تقوم بمثل هذه الخطوة.
وبالفعل فقد أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مساء الجمعة الماضي عن خبر تطبيع علاقات البحرين مع الكيان الصهيوني. ووفق بيان مشترك صادر عن قادة الولايات المتحدة والبحرين والكيان الصهيوني، فقد اتفقوا على "إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين". ولقد أدى الإعلان عن تطبيع العلاقات بين أبو ظبي والمنامة من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى في ظهور موجة من الغضب والاشمئزاز بين مستخدمي الفضاء الإلكتروني والنشطاء وبعض الحكومات العربية والإسلامية والكثير من الحركات والاحزاب في العالم الإسلامي.