الوقت -بعد الهجمات الصاروخية التي شنها الكيان الصهيوني على العاصمة السورية دمشق مساء الاثنين الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد مقاتل من جبهة المقاومة، يعيش الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب كامل لرد أي هجوم محتمل من قبل قوات حزب الله اللبنانية.
وأفاد مصدر ميداني أن المخاوف من رد فعل قوات حزب الله أدت إلى زيادة كبيرة في عدد المركبات العسكرية الصهيونية التي تجوب الشريط الحدودي المشترك منذ يوم الثلاثاء الماضي.
وبحسب المعلومات التي قدمها هذا المصدر الميداني، كان عدد من المركبات العسكرية الصهيونية يتنقل من المناطق الحدودية باتجاه مثلث المستوطنات المحتلة (ميروم هاغولان وألوني هبشان وأورطال) في الجولان المحتل.
وأضاف المصدر الميداني، الذي يتابع عن كثب التطورات في المناطق الحدودية المتاخمة للجولان المحتل، أن "هدف الصهاينة هو نقل المعدات العسكرية والقوات الخاصة للكتيبة الثالثة عشرة إلى مناطق أكثر أمانًا".
وذكر أن القوات الخاصة للكتيبة الثالثة عشرة هي تحت إشراف لواء "غولاني" الخاص، مضيفاً إن جيش الكيان الصهيوني يحاول حماية الكتيبة الثالثة عشرة من التعرض العسكري من خلال إجلاءهم الى منطقة الجليل خوفا من الانتقام العسكري، ومع ذلك، لم يعلن حزب الله بعد عن موقفه الرسمي بشأن هذه القضية، الأمر الذي جعل الصهاينة يعيشون أجواء قلقة ومضطربة للغاية.
التحركات الصهيونية لحماية جيشها من رد فعل جبهة المقاومة ولتقليل الخسائر البشرية، لم تقتصر على سحب القوات فحسب، بل أمرت طائرات التجسس من دون طيار بالتحليق باستمرار في المناطق الحدودية مع محافظة القنيطرة شمال سوريا في الأيام الأخيرة، وتتمثل مهمة طائرات التجسس الصهيونية، في مراقبة ورصد تحركات القوات السورية ومقاتلي المقاومة في الشريط الحدودي ، لكن هذه الجهود لم تحقق الغاية المنشودة بسبب استعداد جميع الوحدات السورية، بما في ذلك الدفاع الجوي للجيش السوري.
وكانت إحدى هذه المحاولات الفاشلة، قد حدثت ليل الخميس عندما كانت طائرة تجسس من دون طيار تحلق بالقرب من الحدود الشمالية لمحافظة القنيطرة للقيام بعمليات استطلاع، وتمكن نظام الدفاع الجوي للجيش السوري من رصد الطائرة من دون طيار وإجبارها على التراجع نحو العمق الجنوبي للجولان المحتل في الوقت المناسب، وأدى رد الدفاع الجوي للجيش السوري في محافظة القنيطرة الشمالية، والذي سُمعت أصداءه بوضوح في بلدة الحضر، إلى تدمير عدد من المنازل والمركبات الصهيونية في منطقة "مجدل شمس" في الجولان المحتل.
وبحسب المنابع الميدانية، فإن الرد الحاسم للدفاع الجوي للجيش السوري أرهب الصهاينة ما أدى بهم الى الإعلان عن استعداد قواتهم بشكل كامل في منطقة "مجدل شمس" وضواحي وبلدة "نيفي آتيف". ولم تتوقف التطورات الميدانية بالقرب من الحدود مع مرتفعات الجولان المحتل عند هذا الحد، وفي مساء الجمعة الماضي، في تمام الساعة 23:00 بتوقيت دمشق، أطلقت مروحية إسرائيلية صاروخين مضادين للدبابات على محافظة القنيطرة شمال سوريا. وخلال الهجوم الذي وقع من مرتفعات الجولان المحتل، استهدف الصهاينة مقرات الجيش السوري في منطقة عين التينة (تل صيحات) في محور بلدة الحضر، وأصيب على إثر ذلك اثنان من القوات السورية وتم نقلهما إلى المراكز طبية.
وبحسب المعلومات الواردة، فإن المروحية الصهيونية لم تعُد إلى مقرها في الجولان المحتل بعد الهجوم وهبطت في عمق المناطق المحتلة. هذا وكان مقاتلو جبهة المقاومة قد استهدفوا مقر المروحيات في مرتفعات الجولان المحتلة قبل عامين، واتخذ الكيان الإسرائيلي إجراءات مساء الجمعة خوفًا من مهاجمة المقر مرة أخرى.
وبحسب مصادر ميدانية، أغلق الكيان الصهيوني سماءه بالكامل بعد الهجوم على محافظة القنيطرة الشمالية مساء الجمعة ، وزاد قواته في الجولان المحتل قدر الإمكان. وبعد الهجوم بطائرة الهليكوبتر الإسرائيلية، أفادت بعض وسائل الإعلام العربية-العبرية-الغربية بأن مقر المخابرات التابع للجيش السوري قد تم استهدافه، لكن مصدرًا ميدانيًا آخرًا نفى الخبر وأعتبر أن الخبر عار عن الصحة من الأساس وأن جميع قوات الأمن تقوم بمهامها اليومية.
يظهر اتجاه التطورات والتحركات الميدانية بالقرب من مرتفعات الجولان المحتل، أن جيش الكيان الصهيوني توصل إلى نتيجة مفادها أن الانتقام من قبل جبهة المقاومة لحزب الله أمر مؤكد ، ولهذا السبب فإنه يعيش موقف ضعف واضطراب.
يواجه الصهاينة الحقائق الميدانية ويحاولون الحد من الخسائر المحتملة الى أقصى حد، في الوقت الذي كانوا خلال الأيام والأسابيع الماضية يتفاخرون ويتكلمون بلغة التهديد والوعيد، والآن عليهم الانتظار للعمليات العسكرية التي ستشنها قوات حزب الله اللبناني أو انتظار الانتقام الى ما بعد التظاهرات الحالية ضد نتنياهو لضمان عدم توحيد الصهاينة.
