الوقت- في الأسابيع الأخيرة ، كثفت الحكومة الأمريكية جهودها وتحركاتها لمنع رفع حظر إيران المفروض على الأسلحة واستئناف حظر الأسلحة هذا ، وفي هذا الصدد ، قدمت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "كيلي كرافت" يوم السبت مشروع قرار تمديد حظر الأسلحة الذي تفرضه منظمة الأمم المتحدة على إيران إلى روسيا ودول مجلس الأمن الأخرى.
ويعد تاريخ انتهاء الحظر المفروض على الأسلحة الإيرانية ، والذي ينقضي في 18 أكتوبر القادم ، أحد أحكام قرار مجلس الأمن رقم 2231 ، الذي صدر بعد الاتفاق النووي ، وينص القرار على رفع العقوبات على إيران والتي تتضمن بيع وشراء الأسلحة والمعدات الحربية في موعد لا يتجاوز خمس سنوات من تاريخ قبول الاتفاق النووي.
ترامب يحاول ضرب عصفورين بحجر واحد
بعد الانسحاب أحادي الجانب وغير القانوني من الاتفاق النووي والذي يعد انتهاكاً للمواثيق في عام 2018 ، والذي قوبل بمعارضة محلية ودولية واسعة النطاق ، بذل ترامب كل جهد ممكن ، بما في ذلك ما يسمى بالعقوبات المعوقة وحملة من الضغط الأقصى ، لتدمير الاتفاق النووي بالكامل ، ولإجبار طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات لتقديم المزيد من التنازلات ، ولكن بعد مقاومة طهران للعقوبات واتخاذها سياسة التخفيض التدريجي والخطوة تلو الاخرى نحو تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي ، والآن ، في عام الانتخابات ، اعترفت الولايات المتحدة بخسارتها الناجمة عن خروجها من الاتفاق النووي ، وها هي تحاول بأي طريقة ممكنة ، لمنع إيران من الحصول على الحد الأدنى من فوائد الاتفاق النووي.
حيث سيتمكن ترامب وفريقه من المستشارين من اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الناقدين له من خلال تمديد حظر الأسلحة الإيرانية ، واستغلال ذلك في الحملة الانتخابية الرئاسية المقبلة خاصة بعد أدائهم المثير للنقد وغير المخطط له المتمثل في الانسحاب أحادي الجانب من الصفقة النووية ثم تقديم ادعاءات سخيفة بشأن الحق في التعليق والشكوى ، ومع التكهنات بأن رد طهران المحتمل على تمديد حظر الأسلحة هو انسحابها نهائياً من الاتفاق النووي وبهذا يكون ترامب قد ضرب عصفورين بحجر واحد.
جدير بالذكر انه في وقت سابق صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني انه سيرد بقوة في حال تم تمديد حظر الأسلحة الإيرانية ، وقال روحاني انه أبلغ قادة الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا برد الفعل المحتمل لإيران.
فرصة ترامب الأخيرة ؛ هل ستوافق روسيا؟
تواجه الجهود الأمريكية غير القانونية لتمديد حظر الأسلحة الإيرانية في الوقت الراهن عقدتين رئيسيتين وهما الحصول على موافقة روسيا والصين كعضوين دائمين في مجلس الأمن وامتلاكهما لحق النقض (الفيتو) وقد أعربت روسيا مرارًا وتكرارًا عن معارضتها للهدف الأمريكي ، وفي هذا السياق أكد نائب وزير الخارجية الروسي "سيرجي ريابكوف" سابقًا أنه لا يمكن تمديد حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ايران ، على الرغم من الضغوط والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي سياق متصل ، تسعى واشنطن ، التي لا ترى في ذاتها القوة على الاقناع اللازمة لكسب روسيا والصين الى صفها ، إلى تفجير وسائل الإعلام ومحاولة خلق ضغط دولي من خلال الشعارات السلمية ، بما في ذلك منع تشكيل سباق تسلح في المنطقة ، وتعريض موسكو وبكين لضغوط في التصويت ضد مسودة القرار ، وتحقيقا لهذه الغاية ، قال المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة يوم السبت في رد على سؤال أحد الصحفيين: "هذا ما أقوله للناس يوم 18 أكتوبر ... هل تريد روسيا أن تزود إيران بالأسلحة؟ هل تريد الصين أن تزود إيران بالأسلحة؟ هل تريدون أن تقوم الدول بتوريد أو بيع الأسلحة لإيران؟" وأضافت كرافت "انني أصرح بأن روسيا والصين يجب أن تنضمان أيضا إلى الإجماع العالمي بشأن أداء إيران ، فالأمر لا يتعلق بالشعب الايراني فقط بل يرتبط أيضاً بشعوب الشرق الاوسط (وغرب اسيا)." ، وفي وقت سابق ، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في سياق متصل مع تهيأت الجو السياسي والإعلامي والتي ترجع الى التهكم العالمي من سياسات البيت الأبيض أحادية الجانب والمزعزعة للاستقرار: إن الصين تنتظر انتهاء عقوبات مجلس الامن على الأسلحة الإيرانية لكي تتمكن من بيع دبابات لإيران.
وبطبيعة الحال ، فإن إيران ، بصفتها عضواً في الأمم المتحدة وبلدًا مهمًا في منطقة غرب آسيا المضطربة والتي لعبت دورًا مهمًا في مكافحة انتشار الإرهاب والتطرف في المنطقة ، لها الحق في شراء الأسلحة لتلبية احتياجاتها الدفاعية مثل أي دولة أخرى ، كما تتطلع روسيا والصين ، بصفتهما دولتين مصدرتين للأسلحة ، إلى الوصول إلى السوق الإيرانية ، ومع ذلك ، بالإضافة إلى القضية الاقتصادية ، فإن القضية المهمة الأخرى هي النظرة العالمية ، خاصة بين الدول الآسيوية ، حول أداء موسكو وبكين ، فهل سيديرون ظهورهم لحلفائهم مثل واشنطن أم لا؟ وهذا لا ينتقص من الملاحظات الأمنية الروسية والصينية بشأن الانهيار الكامل للاتفاق النووي ، في حال تمديد حظر الأسلحة الإيرانية وتداعياته المجهولة على المنطقة ، لذا يبدو أن سعي ترامب لكسب موافقة روسيا والصين لن ينجح.