الوقت-القى قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي اليوم الجمعة خطابا متلفزا بمناسبة يوم القدس العالمي.
واكد قائد الثورة الاسلامية في كلمته المتلفزة، ان يوم القدس العالمي هو يوم أقدم على إعلانه الإمام الخميني بابتكار ذكي ليكون حلقة وصل بين نداءات المسلمين وفلسطين.
ولفت القائد الى ان الشعوب رحبت باعلان يوم القدس العالمي باعتباره الواجب الاول ما يعني أن راية تحرير فلسطين ستبقى مرفوعة ومرفرفة.
وقال سماحته انه لا توجد في العصور القريبة جريمة بحجم وشدة مأساة اغتصاب فلسطين وزرع الغدة السرطانية الصهيونية فيها، مؤكدا ان سياسة الاستكبار والصهيونية تتركز على تغييب المسألة الفلسطينية من ذاكرة المجتمعات المسلمة.
واكد القائد: ان غيرة المسلمين ووعيهم لاتسمح بنسيان المسألة الفلسطينية مهما جندت امريكا والسلطويون وعملاؤهم اموالهم، ودعا سماحته الى وجوب التصدي لتغييب المسألة الفلسطينية التي تحاك بيد عملاء الاعداء السياسيين والثقافيين بالبلدان الاسلامية.
كما اعتبر القائد ان اغتصاب بلد وتشريد أهله من بيوتهم واراضيهم هو أبشع انواع القتل واهلاك النسل وهو رقم قياسي من الوحشية مشيرا الى ان المجرم الرئيسي في مأساة فلسطين هو سياسة البلدان الغربية وتقسيمها الاراضي الخاضعة للحكومة العثمانية.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى ان الدول الغربية بعد الحرب العالمية الاولى كانت بحاجة لقاعدة آمنة بقلب هذه المنطقة لمزيد من تسلطهم الدائم عليها وخلال الحرب العالمية الاولى مهدت بريطانيا عبر مشروع بلفور لإحتلال فلسطين بالتعاون مع أرباب الأموال اليهود، موضحا انه بعد الحرب العالمية الثانية اغتنمت الدول الغربية غفلة دول المنطقة لاعلان كيان صهيوني خال من الشعب.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان المستهدف من هذا الاعلان (الكيان الصهيوني) كان بالدرجة الاولى الشعب الفلسطيني ومن بعده شعوب المنطقة بأجمعها معتبرا ان الهدف الرئيسي للغرب والكارتلات اليهودية من ايجاد الكيان الصهيوني هو بناء قاعدة لتواجدهم ونفوذهم.
كما بين سماحته بان الدول الغربية تعهدت بتزويد هذا الكيان بانواع الامكانات العسكرية وغير العسكرية بما في ذلك الاسلحة النووية.
وعبر القائد عن اسفه لان معظم الدول العربية بعد ان أبدت مقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني، استسلمت بالتدريج، موضحا بان الفصائل المكافحة الفلسطينية هي ايضا بعد عملياتها الجهادية انجرت الى نهج خائب في التفاوض مع المحتل.
واعتبر سماحته ان المحادثات مع اميركا والغرب والمجاميع الدولية هي تجربة خاسرة في مسيرة القضية الفلسطينية ولفت الى ان غصن الزيتون في الامم المتحدة لم تكن له نتيجة سوى اتفاق اوسلو ثم انتهى بمصير ياسر عرفات وما فيه من عبر..
وقال آية الله السيد علي خامنئي بشأن تاثير الثورة الاسلامية في ايران على القضية الفلسطينية، ان بزوع فجر الثورة في ايران فتح فصلا جديدا من النضال من اجل فلسطين.
كما اعتبر قائد الثورة الاسلامية ان النضال من اجل فلسطين هو جهاد في سبيل الله وفريضة اسلامية لازمة وايضا انسانية والنصر في هذه الساحة مضمون مشيرا الى ان هدف النضال هو تحرير الارض الفلسطينية باجمعها من البحر الى النهر وعودة الفلسطينيين باجمعهم الى ديارهم وان العالم يحصي اليوم عدد مصابي كورونا لكن لم يسال احد من المسؤول عن سقوط الاف الشهداء والجرحى موضحا ان منظمتا الامم المتحدة وحقوق الانسان لاتقومان بواجباتها ولاتطبق شعاراتها لانها لا تشمل الدفاع عن المظلومين في فلسطين واليمن، وتساءل: من المسؤول عن كل هذه الدماء التي اريقت بدون وجه حق في افغانستان وفلسطين واليمن وليبيا وسوريا ودول اخرى.
وحذر سماحة القائد، انه يجب ان لا تغيب عن انظار نخب العالم الاسلامي السياسة الامريكية الصهيونية بنقل الصراع لخلف جبهة المقاومة وانه ينبغي التصدي لهذه السياسة من خلال الاعتماد اولا على التواجد الجاد للشباب الغيارى في ارجاء العالم الاسلامي ومواجهة محاولات تطبيع حضور الكيان الصهيوني في المنطقة من المحاور الاساسية لسياسة اميركا.
وشدد سماحته بان جائحة الصهيونية الن تبقى بدون ادنى شك وسيقضى عليها بهمة الشباب الغيارى والمؤمن في المنطقة موصيا باستمرار النضال وترتيب الامور في المنظمات الجهادية والتعاون مع بعضهم وتوسيع نطاق الجهاد في فلسطين.
وطالب سماحته الجميع بمساعدة الشعب الفلسطيني بجهاده المقدس وقال: نحن فخورون باننا سنقدم ما استطعنا على هذا الطريق.