الوقت- ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن المبعوث الأممي الخاص لليمن، "مارتن غريفيث" أرسل يوم أمس الجمعة مقترحات من مبادرة الأمم المتحدة إلى حكومة الوفاق الوطنية اليمنية وحكومة الرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" القابعة في فنادق الرياض وذلك عقب ظهور اول حالة مصابة بفيروس كورونا في محافظة حضرموت اليمنية. ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن تلك المقترحات تشمل بحسب مكتب المبعوث الاممي ثلاثة اتفاقات مقترحة هي:
أولاً، وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن.
ثانياً، اقتراح مجموعة من الإجراءات الاقتصادية والإنسانية الأساسية لتخفيف معاناة اليمنيين، وبناء الثقة بين الأطراف ودعم قدرة اليمن على الاستجابة لأزمة تفشي فيروس كورونا.
ثالثاً، الاستئناف العاجل للعملية السياسية.
وعلى صعيد متصل، قال المبعوث الأممي الخاص لليمن: "إن الاتفاقات المقترحة متوازنة وتعكس المصالح الأساسية لكل الأطراف لأقصى حد ممكن، كما تمثل هذه الاتفاقات حزمة واقعية وشاملة لتمكين اليمن من الابتعاد عن عنف ومعاناة الماضي واتخاذ خطوة تاريخية نحو السلام". وحث الأطراف على قبول بهذه المقترحات من دون تأخير وعلى البدء في العمل معًا من خلال عملية سياسية رسمية لإنهاء الحرب بشكل شامل، وقال :" إن المجتمع الدولي على استعداد لتقديم الدعم والضمانات لتلك العملية". وشدد "غريفيث" على أن وقف القتال في اليمن بشكل فوري أصبح أمرًا مصيريًا وحاسم الأهمية بعد الإعلان عن ظهور أول حالة مؤكدة مصابة بفيروس كورونا المميت في اليمن يوم أمس الجمعة. وعبر المبعوث الأممي الخاص عن امتنانه لليمنيين ممن طالبوا بالسلام بشكل علني في الأسابيع الأخيرة ، وتمنى من الأطراف الاستجابة لتلك المطالب وأن يظهروا روح القيادة التي يحتاجها اليمن في هذه المرحلة الحرجة.
يذكر أن قوات تحالف العدوان السعودي أعلنت ليل الأربعاء الماضي، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين، اعتباراً من يوم الخميس الماضي. وفي هذا السياق، أوضح العقيد "تركي المالكي" المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف العدوان السعودي، في بيان، أن القرار يبدأ الساعة 12 يوم الخميس بالتوقيت المحلي، ويستمر أسبوعين، قابلة للتمديد. وزعم أن القرار يهدف لتهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن لعقد اجتماع بين حكومة الرئيس المستقيل "هادي" وحكومة الوفاق الوطنية في صنعاء، وفريق عسكري من التحالف تحت إشراف "مارتن غريفيث"؛ لبحث مقترحاته بشأن خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن وللتوصل إلى حل سياسي شامل.
الجدير بالذكر أن "محمد علي الحوثي" عضو المجلس السياسي الأعلى كان قد أكد في وقت سابق أن الحلول المجتزئة أو الترقيعية لا يمكن القبول بها وفي هذا السياق، قال "الحوثي" في تغريدات له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "سلمنا للمبعوث الأممي رؤيتنا لوقف نهائي وأوضحت له اليوم أنها مبنية على حلول مكتملة فالحلول المجتزئة أو الترقيعية – التي لا تجعل المواطن والشعب في أولوياتها ولا تقدم رؤى بناءة اقتصاديا واستقلاله وسيادته الكاملة – لا يمكن القبول بها، وأي حل يحتاج – بعد الموافقة – لاستفتاء الشعب عليه".
وأضاف عضو المجلس السياسي الأعلى، قائلا: "لقد تقدمنا بهذه الرؤية كوثيقة للحل الشامل لوقف الحرب، وتتضمن وقف الحرب في جميع الجبهات، ورفع الحصار الجوي والبحري والبري، وتنفيذ إجراءات بناء الثقة، ومنها صرف جميع مرتبات الموظفين غير المسلمة في جميع القطاعات، وإعادة الإعمار وجبر الضرر، وغيرها من الخطوات التي تكشف للشعب أننا منه وإليه". وأوضع "الحوثي"، أن تقديم رؤية الحل الشامل لإنهاء الحرب على بلدنا ومعالجة آثارها وتبعاتها ينبع من حرصنا على نجاح جهود السلام في اليمن والمنطقة، ومن التوجه الصادق لدينا لتلافي أسباب فشل المفاوضات السابقة.. واستجابة لدعوات السلام وانحيازنا للعدل والإنصاف.
ومن جهته قال "محمد عبد السلام" الناطق الرسمي باسم حركة "أنصار الله"، إن "الموقف الصادر بوقف إطلاق النار ممن وصفها بدول العدوان مناورة سياسية وإعلامية تهدف للتخريب على الرؤية التي قدمتها حكومة صنعاء إلى الأمم المتحدة بشأن الحل". وأضاف "عبد السلام" قائلا: "إن وقف الحرب في اليمن لا يمكن أن يمر عبر تهدئة مدتها أسبوعان". وتابع، أنه "إذا حصل وقف حقيقي لإطلاق النار وفك للحصار فستعتبر حكومة صنعاء ذلك خطوة حقيقية"، وقال، إن "مشكلة السعودية الرئيسة هي رغبتها في أن تكون قائدة للحرب وطرفا في السلام في ذات الوقت".
وبالتزامن مع هذه الدعوة لوقف اطلاق النار، قال العميد "يحيي سريع" المتحدث العسكري باسم قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، إن "قوى العدوان تواصل تصعيدها في مختلف الجبهات، خاصة على الحدود اليمنية السعودية". وأضاف أن "قوى العدوان نفذت منذ فجر يوم الخميس الماضي تحت غطاء جوي مكثف زحفا من عدة اتجاهات على منطقة حرض في محافظة حجة، وأيضا على رشاحة عسير والبقع في نجران"، مؤكدا سقوط عشرات القتلى والجرحى ممن وصفهم بالمعتدين خلال معارك نشبت بهذه المناطق.
ومن جانبه، قال "محمد البخيتي" عضو المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله"، إن "ما أعلنته الرياض ليس هدنة وإنما إعلان استمرار الحرب لأن السعودية تستخدم قواتها البرية والجوية والبحرية في فرض الحصار على اليمن". وأضاف، أن "إعلان السعودية لا يعبر عن رغبة حقيقية في إحلال السلام حيث إنه بعد خمس سنوات من الحرب، وبعدما أصبحت موازين القوى تميل لمصلحة حكومة صنعاء، تعلن الرياض عن هدنة جزئية في وقت تواصل فرض الحصار على اليمنيين". وتابع أن الحرب مستمرة طالما أن الحصار مستمر، مشيرا إلى أن ضرر الحصار على اليمن أكثر من ضرر العمليات العسكرية، واصفا الخطوة التي أعلنتها الرياض بالسخيفة والمثيرة للسخرية. وأشار "البخيتي" إلى المبادرة التي قدمتها حكومة الوفاق الوطنية في صنعاء مؤخرا من أجل إنهاء الحرب في اليمن، وإرساء سلام شامل فيه، وقال، إن "أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية سيتوقفون عن استهداف السعودية في حال أوقفت كل عملياتها العسكرية ورفعت الحصار عن اليمن".
وعلى صعيد متصل، أعرب "ياسر الحوري" أمين سر المجلس السياسي لجماعة "أنصار الله" إن تحالف العدوان السعودي قام خلال الفترة الماضية بخرق كل هدنة يعلن عنها". ولفت "الحوري" إلى قوات تحالف العدوان شنّت قوات أكثر من خمسة زحوفات على كل من مدينة "حرض" الحدودية بحجة غرب اليمن، و"رشاحة"، و"البقع"، مشيراً إلى أن الزحوف كانت مستمرة منذ ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس الماضي وحتى اللحظة تحت غطاء جوي مكثف بالطائرات الحربية والأباتشي، وبأكثر من 10 غارات جوية وفي الساحل الغربي، أفاد مصدر عسكري يمني باستهداف بوارج تحالف العدوان بالقصف، في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الماضي، قرية "محل الشيخ" شرقي مدينة الحديدة بعدد من الصواريخ، مضيفاً إن القوات المتعددة لتحالف العدوان استهدفت قرية "الدحفش" بمديرية الدريهمي المحاصرة جنوب الحديدة غرب اليمن.
وفي الختام يجب القول بأنه ينبغي على المبعوث الاممي الخاص لليمن أن يفضح جميع الخروقات التي قامت بها قوات تحالف العدوان السعودي خلال السنوات الماضية عامة وخلال الايام القليلة الماضية بشكل خاص أمام أعضاء الأمم المتحدة وذلك من أجل إرغام قوات تحالف العدوان السعودي هذه المرة على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي يبدو أنه مؤامرة جديدة تريد السعودية منها كسب بعض الوقت لتنفيذ بعض خططها المريبة في اليمن.