الوقت- خلال الأسابيع الأخيرة، قادت أمريكا بالتعاون مع الرئيس العراقي "برهم صالح" وبعض الأحزاب السياسية، جهوداً واسعة النطاق لإيصال رئيس الوزراء المقترح "عدنان الزرفي" إلى السلطة وبالتزامن مع هذه الجهود الأمريكية، كشفت العديد من التقارير الاخبارية بأن واشنطن خلال الفترة الماضية بذلت الكثير من الجهود للقيام بانقلاب في العراق وقامت أيضا بمهاجمة قواعد ومقرات تابعة لقوات الحشد الشعبية العراقية وإخلاء المراكز الدبلوماسية التابعة لها، وسحب قواتها من عدد من المعسكرات والقواعد العسكرية الموجودة في عدد من المدن والمحافظات العراقية.
وعلى صعيد متصل، أصدرت كتائب "حزب الله" العراقية قبل عدة أيام بياناً قالت فيه إن أمريكا تستعد لإطلاق خطة انقلابية في العراق وكشف ذلك البيان عن مخطط أمريكي يهدف الى تنفيذ انزال على مواقع عسكرية عراقية بمشاركة جهاز عسكري عراقي وآخر أمني، محذرة من تداعيات الخطوة الأمريكية كونها ستعرّض البنى الاساسية للدولة العراقية للخطر وتصيب السلم الاهلي. ويبدو أن تحركات أمريكا لسحب قواتها من بعض القواعد العسكرية ودمجها في قواعد أكبر يتماشى مع محاولتها للقيام بانقلابها المحتمل ويقلل من الخسائر في صفوف جنودها وذلك لأن واشنطن تخشى من ردة فعل قوات الحشد الشعبي العراقية.
كما أن الأمريكيين يدركون جيدًا أنهم إذا قاموا بعمل عسكري في العراق وقاموا باتخاذ إجراءات عسكرية ضد مقرات قوات الحشد الشعبية العراقية، فإن قواعدهم العسكرية ستكون مستهدفة من قبل قوى المقاومة، وهذا الامر هو ما دفعهم إلى إخلاء قواعدهم العسكرية الصغيرة. وتُظهر التطورات الميدانية الاخيرة أن الأمريكيين سينقلون معظم قواتهم العسكرية من القواعد الصغيرة إلى قواعدهم العسكرية الكبيرة في العراق، بما في ذلك قواعد "أربيل وعين الأسد"، حتى لا يكونوا في مرمى قوات الحشد الشعبي.
ووفقاً لبعض المصادر الاخبارية، فإن النظام الإرهابي الأمريكي قام خلال السنوات الماضية ببناء 17 قاعدة عسكرية وعدة معسكرات عسكرية وتدريبية وقواعد سرية لقواته في العراق وذلك بذريعة أن قواته العسكرية سوف تعمل على إعادة الامن والامان في العراق وسوف تقوم بمحاربة الجماعات الإرهابية، ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن واشنطن أخلت في الأيام الأخيرة 6 قواعد ونقلت قواتها العسكرية إلى قواعد عسكرية كبيرة أخرى.
وبحسب آخر المعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد قام الأمريكيون حتى الآن بإخلاء القواعد العسكرية في "الرمانه (القائم)، والقيارة، وكي وان، والحبانية (التقدم)، ونينوى"، وسلموا هذه القواعد إلى القوات العراقية، وكذلك تقوم القوات الأمريكية في وقتنا الحالي بالانسحاب من قاعدة "أبو غريب" في محافظة الأنبار الشرقية وقاعدة "سبايكر" شمال محافظة صلاح الدين ومخيم "بسامية" العسكري في جنوب بغداد.
وفيما يلي المواقع الجغرافية لأهم القواعد التي تم إخلاؤها:
قاعدة "الرمانة": تقع هذه القاعدة في بلدة الرمانة، بالقرب من معبر القائم والحدود المشتركة بين سوريا وشمال غرب محافظة الأنبار ومنطقة الرمانة تتصل من الغرب بسوريا ومن الشمال بحافظة "نينوى" العراقية.
قاعدة "القيارة": تقع هذه القاعدة العسكرية في الجنوب الشرقي من محافظة "نينوى"، بالقرب من الحدود بين محافظتي "أربيل" و"صلاح الدين"، ويمر طريق بغداد - دهوك - تركيا الاستراتيجي بالقرب من هذه القاعدة وكانت القوات الامريكية المتمركزة في هذه القاعدة تقوم بمراقبة المناطق الواقعة شرق "نينوى"، وجنوب غرب محافظة "أربيل"، وشمال محافظة "صلاح الدين".
قاعدة "كي ون": تقع هذه القاعدة على بعد 14 كم شمال غرب مدينة "كركوك"، بالقرب من مطار هذه المدينة؛ وكان الجنود الإرهابيون الأمريكيون موجودين في هذه القاعدة في السابق إلى جانب الشرطة الفيدرالية وقوات مكافحة الإرهاب العراقية.يذكر أن قوات الجيش الامريكي الإرهابية كان لها تواجد قليل في بعض معسكرات الجيش والتدريب التي لم يتم تحديدها في خريطة المعلومات الميدانية ولم يتم تضمين أيضا النقاط الاستشارية والقواعد السرية لجيش النظام الإرهابي الأمريكي في الكثير من الخرائط الميدانية.
قاعدة الحبانية: تقع هذه القاعدة العسكرية بين مدينتي الفلوجة والرمادي شمال محافظة الأنبار، وتضم عدة كليات عسكرية للتدريب العسكري، وتربط منطقة الحبانية العاصمة العراقية بغداد بمعبر القائم ثم بسوريا.
ووفقاً لبعض المصادر الاخبارية، فإن القوات الأمريكية تتمركز حاليًا في 10 قواعد عسكرية، بما في ذلك قواعد "عين الأسد، والرطبة، والتاجي، والنصر، وبلد، وأتروش، وبشور، وأربيل، والحرير، والمخمور" وعند تقييم احتمالية وقوع هجوم أمريكي كبير على مواقع قوات الحشد الشعبي العراقية، يمكننا الحديث عن نوع آخر من الحرب النفسية الأمريكية الكبرى ضد الحكومة العراقية وقوى المقاومة. في الواقع، لقد شهدنا خلال الأشهر القليلة الماضية زيادة غير مسبوقة في عدد الهجمات بالصواريخ وقذائف الهاون التي تشنها قوات الحشد الشعبي العراقية على السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في بغداد وعلى القواعد العسكرية الامريكية المتمركزة في مختلف المحافظات العراقية وربما لم يعتبر الأمريكيون في البداية هذه التهديدات خطيرة، لكنهم يعتقدون الآن أنهم لن يتمكنوا من التواجد في جميع القواعد العسكرية وذلك لأن قوات محور المقاومة لن تظل مكتوفة الايدي إذا ما قامت القوات الامريكية بشن هجمات على مواقعها.
وهنا يمكن القول أن طوق النجاة لقادة البيت الابيض يتمثل في انسحابهم من العديد من قواعدهم العسكرية المنتشرة في عدد من المحافظات والمدن العراقية وفي هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية عن انسحاب القوات الأمريكية خلال الفترة الماضية من عدد من القواعد العسكرية ويأتي هذا الانسحاب بالتزامن مع تصاعد وتيرة الاستهدافات المتكررة للقواعد الأمريكية في مختلف المحافظات، إضافة إلى استهداف المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم السفارة الأمريكية.
وفي الختام يمكن القول إن أمريكا تدرك جيدًا أن القيام بانقلاب تقليدي في العراق غير ممكن، ولهذا فإنها تسعى إلى نشر قواعد إرهابية وتفعيل الجماعات الإرهابية وبعض الأطراف العراقية الموالية لها في العراق لخلق حالة من الفوضى وإدخال العراق في حرب أهلية، في الوقت الذي لا يزال الجيش العراقي يفتقر إلى القوة لمواجهة أي مؤامرات وفي ظل هذه الظروف، يمكن القول أن يقظة أبناء الشعب العراقي لمثل هذه التحذيرات التي أطلقتها كتائب "حزب الله" العراقية، تعدّ من الامور المهمة التي يمكنها أن تضع حدّاً لجميع المؤامرات والخطط الاستعمارية الخارجية.