استقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بناءً على اقتراح المرجعيات الدينية في العراق وعلى مطالب المتظاهرين تزامناً مع الاحتجاجات الشعبية الساخطة التي عمت العراق.
ووافق البرلمان العراقي على الاستقالة بعد يوم واحد من وصول كتاب الاستقالة، وكلف رئيس الجمهورية بموجب الدستور العراقي بتسمية شخص يتولى تشكيل الحكومة خلال مدة لا تتجاوز الـ 15 يوما، في حين أن الساحة العراقية ما زالت تشهد حالة من عدم الاستقرار ولم يبق على الموعد النهائي للبرلمان العراقي لإعلان اسم رئيس الوزراء سوى عدة أيام.
ولمناقشة الوضع في العراق ومستقبل هذه الاحتجاجات أجريت مع السفير الإيراني السابق لدى العراق، والسكرتير العام لمنظمة تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية العراقية، "حسن دانايي فر" المقابلة التالية:
السؤال الأول: بعد أن استقال عادل عبد المهدي من منصبه، هدأ الشارع العراقي بعض الشيء، لكن التوترات مازالت قائمة، فما هي الجهات الداخلية والإقليمية التي تستفيد من هذا الواقع الذي يمر به العراق؟
هناك العديد من التيارات في الداخل العراقي وفي المنطقة تأتمر بأوامر السعوديين والأمريكيين والإسرائيليين. ويتخيل لهذه التيارات أن حالة الفوضى التي يمر بها العراق واستمرار الأجواء المتوترة في المنطقة ستلقي بظلالها سلباً على الجمهورية الإسلامية.
وتسعى هذه التيارات الى توجيه الوضع المضطرب في العراق نحو المزيد من العنف والتعقيد. ومنذ ان تم قطع يد الأمريكيين الذين تغلغلوا في الوزارات العراقية سنة 2003 وحتى بعد احتلال العراق عام 2010 بفضل يقظة الشعب والشباب العراقي وفي ظل التوجيهات الوضاء التي قدمتها المرجعية الدينية في العراق, لم تعد للأمريكيين كلمة مسموعة في الداخل العراقي ويسعون من خلال هذه الفوضى لإيجاد موطئ قدم لهم في الساحة العراقية.
السؤال الثاني: في ظل التوترات والخلافات السياسية بين الأحزاب العراقية، هل تتوقعون أن تتوصل الأحزاب إلى تسمية شخص محدد لتشكيل الحكومة خلال فترة قصيرة؟
بالاعتماد على درايتي في الأوضاع السياسية العراقية والتي تشكلت من خلال المسؤوليات التي أنيطت بي كسفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق، أعتقد أن اجماع الأحزاب السياسية العراقية على تسمية شخص مؤهل يحظى بموافقة جميع الأحزاب، لتشكيل الحكومة في هذه الفترة الوجيزة وضمن هذه الأزمة صعب جداً ومن المرجح انه أمر مستحيل.
وبالطبع، نأمل أن يتمكن الأصدقاء العراقيون من القيام بذلك من خلال توافق آراء جميع المجموعات، وأن يتم انتخاب رئيس الوزراء قريبًا وأن تبدأ عملية تشكيل الحكومة الجديدة.
السؤال الثالث: ما هي الخطوات الفورية التي يجب على الحكومة ورئيس الوزراء الجديد اتخاذها لكي يرجع الهدوء إلى الشارع العراقي ويلبي طموحات الشعب العراقي الثائر؟
يجب على رئيس الوزراء الجديد، أن يعالج مشكلات وهموم الشعب العراقي، وعلى رأس هذه المشكلات البطالة، ومحاربة الفساد المالي والإداري المستشري في العراق بكل جدية وشفافية وكذلك التوزيع العادل للثروات والخدمات إلى كل المواطنين وتشكيل لجان خاصة بهذه الأمور.
ويجدر بالشخص الذي سيتولى رئاسة الحكومة المستقبلية أن تكون لديه استراتيجية مدونة للعبور بالعراق إلى بر الأمان. ولكن ان يتواجد شخص يستطيع انهاء جميع الاحتجاجات وحل جميع المعضلات في زمن وجيز هو توقع غير منطقي.
السؤال الرابع: كيف تقيمون دور المراجع الدينية في حماية الحكومة الجديدة وعودة الهدوء والاستقرار إلى الساحة العراقية؟
كما رأينا أن المرجعية الدينية في النجف قامت بدور منقطع النظير في الحوادث الأخيرة، وبكل تأكيد ستكون المرجعية داعمة للحكومة الجديدة إذا قامت باتخاذ خطوات من شأنها محاربة الفساد وتطوير وتحديث العراق والمحافظة على السلم والاستقلال لكل الأراضي العراقية.
السؤال الخامس: ما هي ملاحظات إيران للحكومة العراقية المستقبلية باعتبارها صديقاً وحليفاً إقليمياً؟
لطالما أرادت الجمهورية الإسلامية الإيرانية السلام والازدهار والرخاء والحياة السلمية لجميع أطياف المجتمع العراقي. تشترك إيران والعراق في حدود واسعة بالإضافة الى وجود الأمن الاستراتيجي والسياسي والتجاري والثقافي القوي بينهما، وعلى عكس تصريحات الأعداء، ليس لإيران أي نفوذ في العراق ولكن لها مصداقية ومكانة خاصة لدى القادة والمرجعيات والشعب العراقي المتدين. غير. ونحن نعتقد أن الشعب العراقي نفسه يجب أن يقرر مصير بلده وأن حكومته وحكامه يجب أن يتم انتخابهم من قبل الشعب.