الوقت- طالبت إيران وروسيا بالتعليق المؤقت لعمل اللجنة الأولى التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة المسؤولة عن التعامل مع قضايا نزع السلاح والأمن الدولي حتى يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بمناقشة قضية عدم إصدار حكومة أمريكا تأشيرات لممثلي هذين البلدين في هذه اللجنة الأممية نشطة.
يذكر أن معظم أعضاء هذه المنطقة أيّدوا هذا الاقتراح وطالبوا بالمزيد من التوضيحات.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن حكومة أمريكا رفضت إصدار تأشيرات لممثلي روسيا وبعض الدول الأخرى للمشاركة في أعمال اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولفتت تلك المصادر إلى أن الممثل الدائم الإيراني في الأمم المتحدة، الذي حُرم وفده من فرصة حضور الاجتماع الأول للجمعية العامة للأمم المتحدة، اقترح قبل عدة أيام تعليق الاجتماع حتى يردّ الأمين العام للأمم المتحدة على هذا الانتهاك الأمريكي الصارخ للمواثيق الدولية.
وأضافت تلك المصادر بأن الوفد الروسي أيّد هو الآخر هذا الاقتراح. وأعربت تلك المصادر بأنه خلال الأيام القليلة الماضية صوّت 16 مندوباً لمصلحة تعليق أعمال اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة، وصوّتت 78 دولة بمعارضة هذا الاقتراح وامتنعت 31 دولة عن التصويت.
وفي مقابلة صحفية له مع مراسل صحيفة "تاس" الروسية، قال مدير إدارة منع انتشار الأسلحة بوزارة الخارجية الروسية "فلاديمير يرماكوف"، يوم الثلاثاء الماضي: "إن واشنطن تعرقل عمداً وصول عدد من الوفود للأمم المتحدة في محاولة للحصول على مزايا لنفسها".
وأكد "يرماكوف" خلال اجتماع في الأمم المتحدة، أن مشكلات التأشيرات التي واجهتها بعض الوفود لحضور فعاليات في الأمم المتحدة جاءت نتيجة لإهمال واشنطن المتعمّد لالتزاماتها كدولة مضيفة.
كما ذكر هذا الدبلوماسي الروسي، أن واشنطن تعهّدت بالتزامات واضحة لضمان توافر أقصى شروط ملائمة لفعاليات الأمم المتحدة في نيويورك، لكنها تجاهلت هذه الالتزامات لسنوات ما عرقل عمل العديد من الوفود، مؤكداً أن أمريكا تتمتع بالفعل بمزايا كبيرة من حيث فرض أجندتها على المجتمع الدولي.
وأضاف "يرماكوف" قائلاً: "لا يمكن استبعاد أن تكون أمريكا قد توقّعت ردة فعلنا على مسألة التأشيرات هذه وأنها أطلقتها عن عمد، من الصعب تفسير اللامبالاة تجاه هذه الأمور التي أظهرتها واشنطن بخلاف ذلك".
موسكو تقترح نقل اجتماعات الأمم المتحدة إلى خارج أمريكا
ذكر "سيرجي ريابكوف" نائب وزير الخارجية الروسي، يوم الخميس الماضي أن موسكو اقترحت تأجيل اجتماع اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة لعقده خارج أمريكا، وذلك كإجراء ردّي على عدم إصدار تأشيرات الدخول لعدد من أعضاء الوفد الروسي إلى الجمعية.
وقال "ريابكوف" في مقابلة صحفية له مع صحيفة "ايزوستيا" الروسية: "لقد طرحنا بالفعل بطريقة عملية عدم عقد اجتماعات للأمم المتحدة في نيويورك أو في أمريكا، نحن الآن ننتظر كيف يكون ردّ فعل أعضاء المجتمع الدولي الآخرين، فليس فقط روسيا تعاني من هذه الغطرسة الأمريكية، التي تتحوّل إلى مهزلة لا تستحقها على الإطلاق".
ولفت "ريابكوف" إلى أنه "تم تسليط الضوء على هذه المشكلة إلى أقصى حدّ، هذا ليس فقط إهمال أمريكا للقانون الدولي، ولكن على وجه التحديد، التزامات دولة تبنّت مقر الأمم المتحدة على أراضيها في عام 1947 وأبرمت الاتفاقيات ذات الصلة في هذا الصدد، هذه هي نوعية جديدة من إهمال القوانين".
وأضاف "ريابكوف" قائلاً: "نحن ندعو الأمريكيين للتوصل إلى اتفاق، وعدم التصرف وفقاً لمبدأ العين بالعين والسن بالسن وذلك لأن هذا المبدأ حتى الآن لم ينجح وعلى ما يبدو فإن الأولويات عند الذين يحددون السياسة الروسية في أمريكا مختلقة، فهم يواصلون محاولاتهم للتحدث معنا من موقع القوة، لكن الجميع فشلوا في هذا الخط".
وأعلنت الخارجية الروسية في وقت سابق أن بعض أعضاء الوفد الروسي لم يحصلوا على التأشيرات للمشاركة في الأسبوع الرفيع المستوى من الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تمتد من 24 إلى 30 سبتمبر في نيويورك، موضحة أن ادّعاءات الجانب الأمريكي حول مشكلات تقنية بشأن مواعيد تقديم الوثائق ليس لها أي أساس، حيث تم تقديم الوثائق في الموعد الذى حدده الدبلوماسيون الأمريكيون.
لقد قوّضت واشنطن مرة أخرى مصداقيتها بعدم إصدار تأشيرات للعديد من الدول للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة
أعلن وزير الخارجية الروسي، "سيرغي لافروف"، يوم الأربعاء الماضي، أن موسكو ستردّ بحزم على رفض واشنطن منح تأشيرات دخول لأعضاء من الوفد الروسي للمشاركة في أنشطة الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفاً ما حصل بالوقاحة والشيء الذي لا يمكن السكوت عليه.
وقال "لافروف" خلال مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت": "لقد اعتدنا بالفعل على الأساليب الأمريكية، وسيعاملون بنفس المنوال، بالطبع، سوف نردّ بقوة على عدم إصدار تأشيرات لأعضاء من الوفد الروسي، فمثل هذه الوقاحة لا يمكن السكوت عليها".
وأوضح، أن الجانب الروسي "سيجد ما يجب الرد عليه"، مضيفاً: "لديهم مصالح أيضاً عندما يريدون القدوم إلينا".
ومن جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي "سيرغي ريابكوف"، أن روسيا تنظر في رد غير متكافئ على واشنطن، لعدم إصدارها تأشيرات أمريكية لبعض أفراد الوفد الروسي إلى دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف "ريابكوف" قائلاً: "إن الرد غير المتكافئ، هو خيار ماثل أيضاً، وسنواصل التفكير في الأمر لاحقاً، ولكن ناقوس الخطر قد دقّ الآن فيما يتعلق بما تستطيع أمريكا فعله بالأمم المتحدة، هذا ليس استفزازاً للمواطنين الروس فحسب، بل دليل على عدم المبالاة التامة بالمنظمة الواقعة في نيويورك".
وأشار نائب الوزير إلى حرب التأشيرات بين روسيا وأمريكا وقال: "نواجه صعوبات كبيرة منذ فترة طويلة فيما يتعلق بإيفاد العاملين في سفاراتنا وقنصلياتنا العامة في أمريكا بمهمات عمل طويلة، كما نواجه مشكلات في إرسال العاملين في مهمات عمل قصيرة، ونحن نردّ بشكل مطابق تماماً، في هذه الحالة، ولذلك يواجه الأمريكيون صعوبات كبيرة في حل مشكلاتهم في روسيا، ونحن نعلم ذلك. نقترح عليهم الاتفاق في هذا المجال، ولكن حتى الآن لم يحدث ذلك".