الوقت- قام قادة البيت الأبيض وعدد من الدول الأوروبية (إنجلترا، فرنسا ، ألمانيا ، إلخ)، والصهاينة وبعض الأنظمة العربية الرجعية في المنطقة، بما في ذلك السعودية والإمارات، بتشكيل تحالف عربي غربي صهيوني في عام 2015 وذلك من أجل شنّ حرب عبثية ووحشية ضد أبناء الشعب اليمني وعلى الرغم من أن الحلفاء الغربيين في هذا التحالف الهمجي قد باعوا خلال السنوات القليلة الماضية الكثير من الأسلحة وصل قيمتها لعدة مليارات من الدولارات للسعودية والإمارات وتمكنوا من تحقيق أرباح كبيرة، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو ما الذي حققه ذلك التحالف العربي الغربي الصهيوني في ميدان المعركة؟
عندما بدأت قوات تحالف العدوان حربها الغاشمة على أبناء الشعب اليمني في الـ26 من مارس 2015 وعدت حلفاءها بإنهاء الحرب في غضون 3 أسابيع.
وتصوّر ساسة ذلك العدوان بأن اليمن لقمة سهلة يمكنهم التهامها وأن الأمر يتعلق بجولات مكوكية لطياريهم فوق الأرض اليمنية يتم من خلالها ضرب الأهداف الاستراتيجية للمقاومة وإجبارها على الاستسلام.
لكن الحرب لم تدم 3 أسابيع كما كان مخططاً لها، وظهر جلياً لساسة تحالف العدوان بأنهم دخلوا مستنقعاً قد لا يخرجون منه كما دخلوه وذلك لأن في اليمن رجال أحرار توّاقون للحرية يريدون أن تكون اليمن يمنهم والأرض أرضهم والسماء سماؤهم.
وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن قوات الرئيس السابق "علي عبد الله صالح"، قامت في منتصف عام 2017 بالكشف عن الكثير من المعلومات، وقامت بخلق الكثير من الفوضى وترك مواقعهم العسكرية وتسليمها والانضمام إلى تحالف العدوان وهذا الأمر جعل الوضع الميداني صعباً إلى حدّ ما بالنسبة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وأدّى إلى سقوط العديد من المناطق في أيدي قوات تحالف العدوان العربي الغربي الصهيوني.
لقد كان لخيانة قوات "علي عبد الله صالح"، تأثير كبير على ساحة المعركة، ولا سيما في الساحل الجنوبي الغربي لليمن، حيث تمكّنت قوات تحالف العدوان من التقدّم على طول ساحل محافظتي تعز والحديدة.
ونجحت قوات تحالف العدوان أيضاً في السيطرة على الكثير من المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية وأجزاء من محافظة تعز الغربية، ما أدّى إلى زيادة المساحة المحتلة من حوالي 35 ٪ لتصل إلى حوالي 55 ٪.
ولقد تمكّنت قوات تحالف العدوان خلال العام الماضي من السيطرة على طريق "الوازعية" الاستراتيجي، وقاعدة خالد العسكرية، ومناطق "الربيت، ووعرة، والمشيج، والخريب، ودار ناجي و..." وأجزاء أخرى من مدينة تعز.
وعلى الرغم من وصول قوات تحالف العدوان إلى مداخل مدينة الحديدة ومطارها، إلا أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكّنوا من استرجاع تلك المناطق بعد اشتباكات عنيفة وقوية وتمكنوا من إعادة الوضع إلى ما كان عليه.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الميدانية بأن تحالف العدوان العربي الغربي الصهيوني، بذل الكثير من الجهود للسيطرة على مدينة الحديدة ومطارها وذلك من أجل قطع تواصل القوات اليمنية بالعالم الخارجي، لكن ذلك التحالف فشل في نهاية المطاف؛ وفي الوقت الحالي، يحتل فقط حوالي 30 ٪ من محافظة الحديدة.
ومن ناحية أخرى، حاولت قوات تحالف العدوان العام الماضي اغتنام الفرصة للاستيلاء الكامل على محافظة لحج جنوب اليمن، لكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف، وفي وقتنا الحالي يسيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على حوالي 90 ٪ من مناطق هذه المحافظة.
يذكر أن قوات تحالف العدوان تمكّنت خلال العام الماضي من احتلال أجزاء صغيرة فقط من شمال محافظة لحج الشمالية، بما في ذلك مناطق "طور الباحة وكرش والحويمي"، ويذكر أيضاً أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، قاموا بشنّ الكثير من الهجمات العنيفة على قوات تحالف العدوان لمنعهم من التقدم في مناطق مهمة مثل "المسيمير والقبيطة والحصن و ... ".
وفي السياق ذاته، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن قوات تحالف العدوان احتلت أيضاً خلال العام الماضي أجزاء صغيرة من محافظة البيضاء في وسط اليمن، لكن في الأشهر الأخيرة، نجحت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية في استرجاع كل المناطق والسيطرة على زمام الأمور في هذه في المحافظة، وفي وقتنا الحالي يسيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على أكثر من 80 ٪ من مساحة محافظة البيضاء تشمل المناطق الجنوبية والوسطى والغربية والشمالية والشرقية، بما في ذلك "مدينة البيضاء، ورداع، والملاحم، وواسط، وقزن عطا، وخيران، والعقلة، وناطع، والحمرة، والسوادية وذي ناعم وميكراس و ... » وعلى الرغم من خيانة قوات "علي عبد الله صالح"، إلا أن تحالف العدوان العربي الغربي الصهيوني في محافظة الضالع فشل أيضاً في تحقيق النصر الميداني وفقد أكثر من 2000 كيلومتر مربع من الأراضي التي كان يسيطر عليها، وأصبحت تلك المناطق تحت سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
يذكر أن وصول قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية إلى أبواب مدينة "قعطبة" الاستراتيجية، يعدّ أحد أكثر الانتصارات البارزة التي حققتها هذه القوات اليمنية في محافظة الضالع، وقد أثار هذا الانتصار قلقاً عميقاً لدى قيادة قوات تحالف العدوان.
وفي سياق متصل، كشفت بعض المصادر الميدانية بأن قوات تحالف العدوان نجحت خلال الأشهر القليلة الماضية في شنّ هجمات واسعة النطاق على مناطق مختلفة في محافظة صعدة، وتمكّنوا من احتلال حوالي 30 ٪ من منطقة "كتاف والبقع" وأجزاء من منطقة "باقم" الواقعة في الشمال الشرقي لمحافظة صعدة اليمنية والتي تعدّ المعقل الرئيس لقوات "أنصار الله" اليمنية والقريبة من محافظات نجران وجازان وعسير في السعودية، وفي وقتنا الحالي يسيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على أكثر من 85 ٪ من هذه المحافظة الشمالية.
وفي محافظة حجة شمال غرب اليمن، احتلت قوات تحالف العدوان خلال العام الماضي أجزاء صغيرة فقط من مناطق "حرض وحيران وميدي"، وهو ما يمثل 10 ٪ فقط من إجمالي مساحة هذه المحافظة.
وفي نهاية هذا المقال يمكن القول هنا، بأنه خلال العام الماضي لم يحدث أي تغيير مهم في الساحة الميدانية للمحافظات اليمنية، ويمكن القول هنا بأن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال تلك الفترة من صدّ جميع الهجمات التي شنّتها قوات تحالف العدوان العربي الغربي الصهيوني.