الوقت- قدم الفريق الأول عوض بن عوف، مساء أمس الجمعة، استقالته من رئاسة المجلس العسكري الانتقالي في السودان، كما وأعلن المجلس الانتقالي عن اختيار الفريق الأول عبد الفتاح برهان رئيساً له وإعفاء نائب رئيس المجلس كمال عبد المعروف من منصبه.
وبعد هذا الإعلان، أعلنت قوى "إعلان الحرية والتغيير" إن تنحي عوض بن عوف وإقالة كمال عبد المعروف يعد انتصاراً لإرادة الجماهير. وقالت القوى إن "الثورة مستمرة حتى الإسقاط الكامل للنظام البائد البائس وتسليم السلطة لحكومة انتقالية".
وفي مؤتمر صحافي بالخرطوم قال الفريق أول زين العابدين "نحن غير طامعين بالحكم بل نريد أن نؤمن فرص المشاركة للجميع بصورة متكافئة"، مشيراً إلى "حق جميع الكيانات السياسية في السودان إبداء رأيها ونحن ضامنون لذلك". وأكد زين العابدين الانفتاح على الحوار "مع الجميع في السودان بما في ذلك الجماعات المسلحة"، مضيفاً "لن نقصي أحداً من العمل السياسي بما ذلك المؤتمر الوطني طالما يمارس ممارسة راشدة".
وأضاف أن "المجلس العسكري لن يسمح للمحتجين بإغلاق الطرق والجسور، قال إن "مطلبنا الرئيسي تشكيل حكومة يشارك فيها ممثلو الشعب"، وعقّب قائلاً "لن نسلم البشير إلى الخارج لكن سنحاكمه داخل السودان لأن هذه قيمنا وأخلاقنا". وأوضح زين العابدين أنه ليس لدى المجلس حلول لأزمة السودان "فالحل يأتي من المتظاهرين".
واشار زين العابدين في معرض شرحه هيكلية المجلس العسكري السوداني إلى أنه يضم قائد الشرطة ومدير جهاز الأمن وقائد قوات الدعم السريع، وهناك لجنة سياسية خاصة بإدارة الحوار بين كل الافرقاء داخل السودان. ودعا زين العابدين الكيانات السياسية إلى الحوار وعدم تضييع الفرصة، مؤكداً العمل على "اخراج السودان من الحصار المفروض عليه دولياً"، والاستعداد "لتسليم السلطة لحكومة مدنية في فترة عامين أو خلال شهر إذا توافقت جميع الاطراف". مؤكداً أن "معظم الرموز في النظام السابق تم التحفظ عليها وسيتم نشر اسماء هؤلاء".
واوضح زين العابدين أن "الحكومة ستكون مدنية ونحن لن نعين أحداً ولن نتدخل في التأليف.. ولن نطالب سوى بالوزارات السيادية مثل وزارتي الدفاع والداخلية حفظا للأمن". ورأى زين العابدين أن قوة الدعم السريع" قوة إضافية للسودان منضبطة ومشبعة بحب الناس والتراب"، مطمئناً الناس بقوله "نحن ابناء الرئيس السابق "سوار الذهب" ونحن أبناء السودان ولن نقبل بالفوضى".
وكانت المعارضة السودانية قد رفضت تسلم العسكر مقاليد الحكم داعية إلى مواصلة التظاهرات والاعتصامات أمام وزارة الدفاع. حيث رفض تجمع المهنيين السودانيين يوم أمس ما أعلنته اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري داعياً الى الاعتصام والتظاهر في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم. متهماً في بيان ما وصفه "بالنظام الانقلابي بإشاعة أكاذيب عن فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة وبإرسال رسائل تهديد مبطنة للثوار".