الوقت- انتهت البطولة الآسيوية السابعة عشر لكرة القدم الآسيوية بتتويج قطر باللقب للمرة الأولى بعد فوزها على اليابان "3-1"، ويمكن اعتبار هذه البطولة، البطولة السياسية الوحيدة من بين الدورات السبعة عشر.
إن النصر على اليابان خلال المباراة النهائية لم يعكس فقط فوز قطر في البطولة، بل أظهر كيف حلّقت قطر من ساحة الرياضة إلى السياسة، وانتصرت بالاثنين معاً، وإن كان انتصارها بالميدان السياسي أكثر وضوحاً مع كل التعقيدات التي رافقته إلا أن انتصارها في الرياضة لم يكن أقل من ذلك على الإطلاق لكوننا شهدنا حجم الضغوط التي تعرّض لها الفريق القطري من قبل الإمارات والمضايقات داخل الملعب وخارجه والتي طالت حتى الفريق الإعلامي القطري والوفد المرافق.
عداء الدول الأربع "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" نحو قطر، التي أرادت اتباع سياسة مستقلة ضد السعودية، ومقاطعة قطر من قبل الدول الأربعة التي أدّت إلى صراعات سياسية قوية كان لها تأثيرها على دورة الألعاب الآسيوية لكرة القدم وأدى السلوك الخارجي لمسؤولي الإمارات الذين استضافوا هذه الألعاب إلى تعزيز الصورة السياسية لدورة الألعاب وبرز بشكل واضح كيف سيست الإمارات كرة القدم.
الإمارات لكي تعاقب قطر، التي أدخلوها في صراع سياسي كان الجميع بغنى عنه وبدعم من السعودية والبحرين ومصر، حرمت القطريين من الحقوق الرياضية الأساسية في مثل هذه المسابقات، فبالإضافة لحرمان مسؤولي كرة القدم القطريين والإعلام من حضور فعاليات كأس آسيا، منعت الإمارات الجمهور القطري من الحضور على المدرجات ودعم فريقهم الوطني، وهذا الأمر جعل العلاقة على حافة بركان سياسي - رياضي كاد أن ينفجر بأي لحظة.
بعد هذه الصراعات الهامشية، بدأ الصراع السياسي الرئيسي عندما هزم فريق قطر لكرة القدم السعودية في البداية، ثم هزم الإمارات بكل الاستعدادات التي قدمها للفوز بالبطولة.
قطر هزمت الفريقين في الرياضة والسياسة، ونجحت بإظهار قوة ورباطة جأش وتماسك في الميدان السياسي والرياضي وقدّمت لعبة ذكية ومبهرة في المباراة النهائية والوصول إلى البطولة، وهذا ما دفع ولي عهد أبو ظبي للانسحاب من مدرجات الملعب الذي سُمي باسمه خلال الشوط الأول من مباراة بلاده مع قطر بعد أن هزت قطر شباك الفريق الإماراتي، واتجهت الإمارات بعدها نحو تحريك دعاوي ضد قطر بحجة تجنيس لاعبين ما أظهر الإمارات ضعيفة وهشة ومهزوزة أمام النصر القطري وعدم قدرتها على استيعاب ما حصل.
تمثّل استضافة قطر لكأس العالم FIFA في 2022 رافعة قوية أخرى في أيدي البلاد لاستخدامها في ترتيب المنطقة السياسية واستغلال هذه المناسبة مرة أخرى في وجه كل من يعاديها ويحاول النيل منها.