الوقت- أعلن النائب العام السعودي، سعود بن عبد الله المعجب، مساء الجمعة أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء الصحفي، جمال خاشقجي أظهرت مقتله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، بعد أن كانت الرياض زعمت في وقت سابق أنه غادرها.
وقال المسؤول السعودي في البيان الذي نقلته وكالة "واس" السعودية الرسمية: "أظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة في موضوع اختفاء المواطن، جمال بن أحمد خاشقجي، أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء وجوده في القنصلية السعودية في اسطنبول أدّت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي معه ما أدّى إلى وفاته".
وتابع المعجب في بيانه: "تؤكد النيابة العامة أن تحقيقاتها في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصاً جميعهم من الجنسية السعودية تمهيداً للوصول إلى كل الحقائق وإعلانها ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة".
وفي سياق متصل، قال مصدر سعودي مسؤول صباح اليوم السبت، للقناة الإخبارية الرسمية السعودية بأن نتائج التحقيقات الأولية كشفت أن المناقشات التي تمت مع جمال خاشقجي أثناء وجوده في قنصلية السعودية في اسطنبول من قبل المشتبه بهم لم تسر بالشكل المطلوب وتطورت سلباً ما أدّى إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي بينهم وبين خاشقجي، وتفاقم الأمر ما أدّى إلى وفاته، وأضاف إن المتهمين حاولوا التكتم على ما حدث والتغطية على ذلك.
وبين أنه وفي الوقت الذي لا تزال فيه التحقيقات في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمتها والبالغ عددهم 18 شخصاً من الجنسية السعودية، فإن السعودية تعرب عن بالغ أسفها لما آلت إليه الأمور من تطورات "مؤلمة".
القحطاني وعسيري "كبشا الفداء"
وفي محاولة لتبرير الجريمة، بعد مطالبة عدد من الدول والمنظمات الغربية، وعلى رأسها واشنطن وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، بالكشف عن مصير خاشقجي، أعلن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إعفاء كلٍّ من المستشار بالديوان الملكي في السعودية، سعود القحطاني، ونائب رئيس استخباراتها العامة، أحمد عسيري، من منصبيهما.
كما أعفى الملك السعودي ثلاثة ضباط كبار بالاستخبارات السعودية هم مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات اللواء الطيار محمد بن صالح الرميح، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبدالله بن خليفة الشايع، ومدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد بن حامد المحمادي.
ولم تقدم السعودية توضيحاً لمكان جثمان خاشقجي الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، لإنهاء أوراق خاصة به.
تمثيل بالجثة
وكان مصدر أمني تركي كشف عن تفاصيل جديدة عن التمثيل بجثة خاشقجي، وقال المصدر إن التسجيلات تثبت أن خاشقجي تعرّض للهجوم من أشخاص عدة عقب دخوله غرفة القنصل السعودي.
وأضاف إن طبيب التشريح السعودي صلاح الطبيقي باشر بتقطيع جثة خاشقجي عقب تصفيته مباشرة، وقال المصدر إن الطبيقي استغرق 15 دقيقة في عملية تقطيع جثة خاشقجي، وأن مساعديه كانوا يغلفون أجزاء الجثة بعد تقطيعها مباشرة.
وكان خاشقجي عمل رئيساً لتحرير صحيفة "الوطن" السعودية، كما تولى منصب مستشار للأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق لدى واشنطن، لكنه غادر البلاد بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد وشنّها حملة اعتقالات واسعة داخل البلاد، وأقام الصحفي السعودي في أمريكا منذ أكثر من عام، ومنذ ذلك الحين كتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن وتعامل السلطة مع الإعلام والنشطاء.