الوقت- قبل أيام استشهد قائد عمليات منظمة بدر وأحد قادة الحشد الشعبي ابو منتظر المحمداوي اثناء معركة تحرير مدينة الفلوجة العراقية من براثن تنظيم داعش الارهابي، فمن هو هذا الشهيد ؟ وما هو ماضيه الجهادي ومناقبه؟
الشهيد حاتم اسود محمد ابومنتظر المحمداوي من مواليد محافظة ميسان عام 1967 من اسرة مؤمنة، هاجر الى ايران مطلع الثمانينات مع اسرته والتحق بقوات بدر عام 1984 وفي عام 1985 اختير من قبل مسؤول استخبارات لواء بدر الشهيد ابومحمد الطيب للعمل معها في هور الهويزة، وكان الشهيد شابا مؤمنا شجاعا يمتاز بالخبرة في الهور والدلالة العجيبة في طرقه حتى في الظلام الدامس.
كان يقوم بالاستطلاع بدقة كبيرة ويتقرب كثيرا لنقاط العدو وفي عمليات عاشوراء في هور الهويزة كان مسؤول الاستطلاع في المحور الغربي مع الشهيد ابي ظاهر النعماني.
كان احد ابرز مؤسسي مقر عمل الداخل في هور المشرح عام 1988 ومن الفاعلين في استطلاع الطرق والممرات المائية عبر السواتر الحدودية كما كان من المشاركين الفاعلين في الانتفاضة الشعبانية في ميسان.
ويعتبر الشهيد مؤسس العمل الجهادي في اهوار العمارة واحد قادته الميدانيين الذين يشار لهم بالبنان وقد شارك في العديد من العمليات هناك وواصل طريق ذات الشوكة حتى سقوط النظام العراقي البائد.
تبنى الشهيد المحمداوي جزءا كبيرا من العمل ضد قوات الاحتلال الامريكية والبريطانية وكان مشرفا على العديد من العمليات الجهادية كما لبى نداء المرجعية للعمل الجهادي في سوريا فكان احد قادة ذلك العمل، بعد الهجمة البربرية من قبل عصابات "داعش" وكان من اوائل الذين نزلوا الى سوح الجهاد فكان قائدا في كل ساح ومازادته الايام الا صلابة واصرارا على مواصلة الدرب، بعيدا عن مغريات الدنيا، وبعيدا عن الرياء والشهرة.
تعرض الى حادث في قاطع سامراء سبب له اعاقة في احدى رجليه لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة الجهاد فسرعان ما عاد اليه يتوكأ عليها ويقود العمليات.
وقد قال المعاون الجهادي لكتائب سيد الشهداء النائب فالح الخزعلي في بيان نعيه بمناسبة استشهاد القائدين في الحشد الشعبي "ابو منتظر المحمداوي" و"ابو حبيب السكيني" ان الشهيدين كتبا احرف اسمائهما بالذهب في التاريخ المشرف المليء بالتضحيات والانتصارات ابتداء من مقارعة النظام الدكتاتوري البعثي والى مواجهة الاحتلال الأمريكي البريطاني والى الدفاع عن المقدسات عن بطلة كربلاء زينب بنت علي بن ابي طالب (ع) في سوريا والى العراق حيث ساحات الوغى تشهد لهم.
واضاف: كما قدمنا الشهيد "ابو سيف الغراوي" و"الشهيد الحاج مهدي الكناني" الذين بشهادتهم وبدمائهم الطاهرة اعطوا جذوة للمجاهدين لتحرير محافظة صلاح الدين، اليوم دماء الشهداء الاعزاء من دم الشهيد الحبيب ابو حبيب السكيني ودم الشهيد الغيور ابو منتظر المحمداوي ستعطي حافزا ودافعا لكل المجاهدين لتحرير الانبار من الارهاب والكفر، والنصر قريب.
وكانت محافظة ميسان قد اعلنت الثلاثاء الماضي الحداد الرسمي ثلاثة ايام حدادا على روح الشهيد ابي منتظر المحمداوي وقال رئيس مجلس المحافظة منذر الشواي: وفاءً من حكومة ميسان وشعبها تجاه ما قدمه الشهيد ابو منتظر المحمداوي في قيادته العسكرية ضد عصابات داعش الارهابية، وقبلها سيرته الجهادية الكبيرة ضد النظام البائد، قرر مجلس محافظة ميسان اعلان الحداد الرسمي حدادا واكراما لروحه الطاهرة.
واضاف ان "ميسان فقدت احد ابرز قادتها وهي بذلك تعلن ان دماء ابنائها ممن لبوا نداء المرجعية والوطن لم ولن يتخاذلوا يوما عن الدفاع عن ارض العراق ومقدساته، وانهم قرابين عشق سائرون على خطى ابي عبد الله الحسين (ع) مشيرا الى ان الحداد الرسمي يشمل كافة المؤسسات الحكومية في المحافظة مع استمرار الدوام الرسمي فيها.
هذا وقد شارك رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم مع الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري بتشييع الشهيد ابي منتظر المحمداوي في بغداد يوم الثلاثاء الماضي.