الوقت- شنّت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية هجوماً عنيفاً على القيادة السعودية واصفة طرد السفير الكندي وقطع العلاقات مع كندا بأنه عمل لا يقوم به إلا "الطغاة المتخلِّفون"، منتقدة الصمت الغربي والدولي وخاصة الأمريكي واصفة إياه بالمعيب.
وقالت الصحيفة الأمريكية في مقال لها نشر صباح اليوم الثلاثاء: إن "وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، عاد ليقوّض مرة أخرى الإصلاحات التي بدأها لتحديث المملكة؛ من خلال العمل بشكل استبدادي مع رجال دين وتجّار وأثرياء ونشطاء حقوق إنسان".
وأضافت الصحيفة: إنه "ليس غريباً أن ترفض الدول الانتقادات الخارجية، ولكن هذا الانتقام السعودي عدوانيّ وبدون أيّ داعٍ له، وهو فعل يهدف بالدرجة الأولى لتخويف من يفكّر بانتقاد السعودية".
وحول السكوت الغربي عمّا فعلته السعودية ضدّ كندا، قالت الصحيفة: إن "مثل هذا الفعل سابقاً كان لا يمرّ بصمتٍ كما يجري الآن، في حين لم نسمع حتى اللحظة سوى تذمّراً محدوداً". وانتقدت الصحيفة موقف أمريكا من التصرُّف السعودي ضدّ كندا، مؤكّدة أنه لم يصدر سوى ردّ فعل وحيد من مسؤول في وزارة الخارجية، الذي أكَّد أن حكومته طالبت السعودية بتوفير المزيد من المعلومات حول المعتقلين.
وأشارت إلى أن "ترامب سبق له الإذعان لسلوك السعودية الاستبدادي، ويبدو أن الهجوم الذي شنَّه ترامب على رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، في يونيو الماضي، جعل محمد بن سلمان أكثر جرأة في التصرّف بهذا الشكل مع كندا".
ولم يسلم ابن سلمان من انتقادات الصحيفة خاصة طريقة وصوله إلى السلطة وخطوات الانفتاح التي قام بها في السعودية؛ والمتمثّلة في منح المرأة الحق في قيادة السيارة، وافتتاح دور السينما، حيث قالت إنها “ترى أنه يتعامل بشكل استبدادي مع رجال دين وتجار وأثرياء ونشطاء حقوق إنسان".
وحول الخداع الذي تقوم به السعودية واتهام كندا بالتدخل بشؤونها قالت الصحيفة: إن "السعوديةَ تتدخل في شؤون دول عربية كاليمن والبحرين وقطر ولبنان ومصر وتونس و....، كذلك سعت إلى التأثير في صفقة الرئيس السابق، باراك أوباما، مع إيران بخصوص البرنامج النووي الإيراني".
يذكر أن الأزمة السعودية الكندية بدأت بعد انتقاد كندا السياسات السعودية في ملف حقوق الإنسان، والتي تمثّلت في القبض على ناشطات حقوقيّات، بينهن سمر بدوي، الناشطة الحقوقية السعودية التي تحمل الجنسية الكندية.