الوقت-نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوم أمس الجمعة تقريراً تناولت فيه العلاقة المباشرة بين منظمة "الخوذ البيضاء" والكيان الإسرائيلي، كاشفةً عن تفاصيل عملية إخلاء أعضاء المُنظمّة من سوريا إلى الجولان العربيّ السوريّ، ومن ثمّ إلى الأردن.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن أحد أعضاء المنظمة قوله "إنّه لم يتمكّن من اللحاق بالحافلات التي أقلّت أصدقائه فجر يوم الأحد من هذا الأسبوع، واضطر للاختباء في قريةٍ صغيرةٍ على الحدود مع تركيّا، وعندما اقترحت عليه المُستشرقة بيري، الهرب إلى تركيّا للتخلّص من تهديدات جيش الرئيس السوري بشار الأسد، ردّ بالقول: في تركيًا سيكون أسوأ، فهذه الدولة التي أوجدتنا ودرّبتنا على أراضيها غيّرت موقفها، وهي لا تثق بنا، وتُفكّر عنّا بصورةٍ سلبيّةٍ للغاية".
وحول مخطط إخراج جماعة الخوذ البيضاء من سوريا كشفت الصحيفة العبرية أن "التحضير لعملية إخراج أعضاء الخوذ البيضاء بدأ منذ عدّة أشهر في العاصمة البلجيكيّة، بروكسل، خلال مؤتمرٍ عُقد للأمم المُتحدّة، حيث كانت كندا السباقّة في اقتراح نقل أعضاء المنظمّة، حيث رأت أن حياتهم باتت في خطرٍ شديدٍ، وقامت بضمّ بريطانيا، هولندا وفرنسا، وبعد ذلك أمريكا، وأضافت الصحيفة: إن "المُخطّط الأصليّ كان نقلهم مُباشرةً من سوريّا إلى الأردن، ولكنّ الدول المُشاركة خشيت من قيام الجيش السوريّ بإحباط عملية الإخلاء، ولذلك لم يكُن أمام هذه الدول مفرّ من التوجّه لإسرائيل".
وكشفت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي رفيع أنه: "في بداية الأمر عارض نتنياهو الفكرة لأنّه رفض إغضاب الرئيس الأسد والروس، وعليه حاولت الدول الغربيّة إيجاد مخرج من الأزمة، ولكن جميع الأفكار التي طُرحت لم تكُن قابلةً للتنفيذ الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الكنديّ جاستن ترودو والرئيس الأمريكي ترامب إلى الاتصال هاتفياً برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وفعلاً وافق الأخير على الفكرة، ولكنّه أسمعهما تحفظاته على العملية".
وعن الدور الأردني في العملية كشفت الصحيفة أنّ "عمّان لم تكُن متحمسةً مطلقاً لاستيعاب أعضاء المُنظمّة على أراضيها، خشية تأجيج العلاقات مع سوريّا"، لافتةً إلى أنّ "أعضاء المُنظمّة، الذين يوجدون في المملكة، تمّ إسكانهم في منطقةٍ قريبةٍ من العاصمة"، مُوضحةً أنّ "السلطات الأردنيّة تمنع الصحافة من الاقتراب إلى المعسكر كما أنّ مَنْ يقوم بتسيير الأعمال وتقديم الخدمات هناك هم عناصر من الأمم المُتحدّة فقط، الذي يُغدقون عليهم الهدايا والحلوى والطعام خلافاً للاجئين السوريين الآخرين في المملكة".
وحول هويات الذين تم نقلهم قالت الصحيفة: إن "بعض هؤلاء ينتمون إلى مخابرات عربية وغربية وبعد دخولهم إسرائيل انتقل بعضهم إلى بلادهم فوراً عبر مطار "بن غوريون" أما الباقي فنقل إلى الأردن".
يذكر أنه في 22 يوليو 2018 قام الكيان الإسرائيلي بتهريب مئات الأعضاء من منظمة الخوذ البيضاء، عبر الأراضي الجنوبية، وقد فضحت هذه العملية التي قامت بها "إسرائيل" وأدواتها في المنطقة الطبيعية الحقيقية لتنظيم ما يسمى "الخوذ البيضاء" الذي قامت الجمهورية العربية السورية بالتحذير من مخاطره على الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة بسبب طبيعته الإرهابية.