الوقت- يوماً بعد يوم تتساقط أوراق الخيانة وتتكشّف أوجه العمالة لبعض الدول العربية التي كانت تدّعي في الماضي بأنها الحامي والمدافع عن أرض فلسطين المحتلة ولكننا اليوم نرى بأن هناك دولاً عربية تتسابق لكسب الود الأمريكي وتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني وها نحن اليوم نرى بأن أرض الحرمين التي كانت تلبس عباءة الدين لتوهم العالم العربي والإسلامي بأنها رمز للمقاومة والتضحية تقوم بأول خطوة تطبيعية عن طريق فتح مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية لكي تتنقل ذهاباً وإياباً بين العاصمة الإسرائيلية "تل أبيب" و "نيودلهي" الهندية وحول هذا السياق يرى الكثير من المحللين السياسيين بأن هذه الخطوة ستمهد الطريق أمام السعودية لبناء علاقات اقتصادية وتجارية مع هذا الكيان الغاصب في المستقبل القريب وهذا الشيء هو الذي سيشجع العديد من دول المنطقة للمضي قُدماً في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وبناء علاقات اقتصادية وسياسية متينة معها.
وفي سياق متصل أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" قبل عدة أسابيع بأنه قام بإجراء بعض المحادثات السرية مع الجانب السعودي للسماح لشركة طيران الهند (إير إنديا) بالطيران فوق أراضيها عبر مسارات جديدة من وإلى "تل أبيب" ولفت إلى أن العاهل السعودي أصدر أوامره بالموافقة على ذلك الطلب.
وفي السياق نفسه أعربت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، يوم الأربعاء الموافق 7 فبراير 2018، بأن السعودية قررت السماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور عبر أجوائها في رحلاتها المباشرة، بين مدينتي "نيودلهي" الهندية و"تل أبيب" الإسرائيلية وتابعت هذه الصحيفة الإسرائيلية: "إن هذه هي المرة الأولى التي تسمح فيه السعودية لطائرات متجهة إلى إسرائيل بالمرور عبر أجوائها" وأضافت: " هذه الخطوة ستؤدي إلى تقليل وقت الرحلة بين الهند وإسرائيل بمدة ساعتين ونصف الساعة، مقارنة مع مسار الطيران الذي تم استخدامه خلال الفترة السابقة وهذا الأمر سيخفّض من تكاليف الوقود وسيمكّن الخطوط الهندية من بيع تذاكر بأسعار أقل للمسافرين".
من جهتها أعلنت الحكومة السعودية متمثلة بوزارة النقل يوم الأربعاء الموافق 7 فبراير 2018، بأنها صادقت بصورة نهائية وغير مسبوقة على المسار الجوي الذي يمرّ عبر أجوائها والذي يربط "نيودلهي" مع "تل أبيب".
وفي وقت متأخر من مساء يوم الخميس الماضي انطلقت أول رحلة قامت بها شركة الطيران الهندية (إير إنديا) من مدينة "نيودلهي" إلى "تل أبيب" ولقد مرت هذه الرحلة من المجال الجوي السعودي ويرى الكثير من المحللين السياسيين بأن هذه الخطوة قد تعكس ذوباناً للجليد في العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية حتى الآن.
وحول هذا السياق، أعلن "يسرائيل كاتس" وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي بأن البدء بتسيير الرحلات الجوية بين "إسرائيل" والهند عبر الأجواء السعودية، يُعدّ يوماً تاريخياً بالنسبة للمواطنين الإسرائيليين وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ترتبط الأجواء السعودية مع الأجواء "الإسرائيلية" في رحلة الطيران، تلك القادمة من الهند.
وفي السياق نفسه، صرح "ياريف ليفين" وزير السياحة الإسرائيلي بأن الخطوط الجوية السنغافورية وشركة طيران الفلبينية تبحثان في وقتنا الحاضر مع الجانب السعودية إمكانية تسيير رحلات منها إلى "تل أبيب" مروراً بالمجال الجوي السعودي.
من جهته أعرب "جوناثان سباير" المحلل السياسي الإسرائيلي، بأن هذه الخطوة الإيجابية التي قامت بها السعودية حسب تعبيره، تُظهر بأن هنالك مؤشرات إيجابية ستساعدنا في المستقبل القريب على بناء علاقات اقتصادية وتجارية وسياسية بين إسرائيل والعالم العربي رغم عدم التوصل إلى معاهدة سلام "إسرائيلية - فلسطينية".
الجدير بالذكر هنا، أنه خلال الفترة السابقة كشفت بعض الصحف العبرية عن خطة اسرائيلية تسعى إلى القيام بمشروع آخر يهدف إلى ربط اسرائيل بالعديد من الدول العربية وعلى رأسها السعودية، من خلال إقامة خط سكة حديد أطلق عليه "قطار السلام" ولقد ركزت الصحافة الاسرائيلية في الآونة الأخيرة على تقدم وتحسن العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني وكشفت تقارير إخبارية بأن مسؤولاً سعودياً زار تل أبيب سراً ورجحت أنه ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" وحول هذا السياق أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، بأن هنالك دولاً عربية لا ترى أن "اسرائيل" عدو لها وبأن هناك تعاون معها في مجالات عديدة.
الجدير بالذكر هنا، أن السعودية شهدت في الآونة الأخيرة دعوات عبر وسائل الإعلام للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب، ما فسره مراقبون بأنه تمهيد لإعلان تطبيع علني وكامل بينهما، وبين الفترة والأخرى يلتقي مسؤولون سعوديون بقادة اسرائيليين في مؤتمرات ولقاءات دولية إلى جانب الزيارات التطبيعية غير المعلنة ومن المرجح أن تشهد العديد من البلدان العربية في الأيام القادمة مظاهرات للتنديد بهذا التطبيع وهذا التواطؤ الذي تقوم به السعودية وبعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني.