الوقت- تحت ذريعة مواجهة توسع النفوذ الايراني في المنطقة ومحاربة الارهاب في اليمن وسوريا والعراق، وعناوين اخرى، تسعى السعودية جاهدة نحو الاسراع في عملية التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، حيث بدأت تاخذ هذه العملية مسار جدي ومتسارع قد تشهد الايام المقبلة تطبيعاً علنيا بين الرياض وتل أبيب.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة التايمز الأمريكية تقريرا اليوم تحدثت فيه عن الائتلاف السري بين كل من السعودية واسرائيل ضد ايران، لتأكد ما اتى في الصحيفة السويسرية قبل اسابيع عن ان ائتلافاً سريا بين كل من اسرائيل والسعودية قد دخل مرحلة جديدة للحد من نفوذ ايران في الشرق الاوسط.
ووفقا للتقرير، وعلى الرغم من عدم وجود علاقة دبلوماسية بين اسرائيل والسعودية فان الجانبين يتمتعان بتعاون عسكري واسع النطاق، بحيث ارسلت الحكومة السعودية وفدا عسكريا الى تل ابيب قبل عدة اشهر لبحث تعاظم دور ايران في المنطقة.
واضافت الصحيفة انه في الوقت الحالي يسعى المسؤولون السعوديون للحصول على نظام الدفاع الصاروخي للقبة الحديدية، فضلا عن نظام الدفاع التروفي لحماية الدبابات من اسرائيل. كما اكدت الصحيفة انه ورغم رفض السعودية إبداء أي تعليق رسمي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل يبدو أن العلاقات بين الطرفين قد تطورت بشكل سريع وهي متجهة الى التطبيع بشكل علني في القادم من الايام.
وقالت الصحيفة انه في الوقت الحالي، يبدو ان علاقات اسرائيل مع السعودية وبعض الدول العربية قد تعززت بشكل ملموس، وهذا بدا واضحا بعد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليه حيث لم تقدم كل من السعودية ومصر على اتخاذ أي موقف عدائي ضد القرار، ومن هنا يمكن القول أن التحالف بين الرياض وتل أبيب يتحرك بسرعة في اتجاه لا يمكن التنبؤ به.
وأضافت الصحيفة الامريكية: ان السعودية تبرر علاقاتها مع تل أبيب بحجة السعي إلى حل الدولتين لحل الخلافات بين إسرائيل وفلسطين، لكن الحقيقة هي أن الرياض تعتبر إيران أكبر عدو لها، وهي بحاجة إلى التعاون مع إسرائيل للوقوف في وجهها، ومن اجل تحقيق ذلك تريد السعودية تعزيز علاقاتها مع اسرائيل بدعم عسكري واسلحة من الكيان الصهيوني.
وفي ما يخص الصواريخ البالستية اليمنية قالت الصحيفة الامريكية ان الحرب اليمنية واطلاق الصواريخ على الرياض جعلت السعودية تعرف مدى ضعفها؛ ولهذا السبب سارعت الى التفكير في شراء نظام القبة الحديدية من إسرائيل. واضافت الصحيفة انه وبغض النظر عن الصواريخ اليمنية وبشكل عام، ان السعوديين لديهم ميل كبير لشراء المعدات العسكرية والأسلحة من اسرائيل، وبالتالي يعتبر شراء نظام قبة الحديد خطوة استراتيجية لمواجهة التهديدات المستقبلية.
وقالت واشنطن تايمز في نهاية تقريرها: منطقة الشرق الأوسط منطقة استراتيجية، ويعتبر وقعوع الحروب فيها فرصة جيدة لإسرائيل لكسب أرباح كبيرة من بيع الأسلحة العسكرية للاطراف المتنازعة. وفي الوقت الحالي، فإن الحالة في الشرق الأوسط تجعل من الصعب تقييم الأحداث المستقبلية أو توقعها.
توقعات اسرائيلية بنجاح التطبيع
وفي السياق، كشف باحثون اسرائيليون بمعهد الدراسات الأمن الوطني في إسرائيل وجامعة حيفا، بالرغم ان هذه العلاقات ليست بجديدة الا انها بلغت الآن مستويات غير مسبوقة، والأكثر إثارة للدهشة من العلاقات السرية هو توجه السعودية الواضح والمحدد في توددها لإسرائيل في المجال العام الذي يتجسد في سماحها لمسؤولين غير رسميين، بما في ذلك كبار المسؤولين السابقين وأعضاء بالأسرة الحاكمة، للاجتماع علنا مع الإسرائيليين. ويتضح ذلك أيضا في توجه الصحافة السعودية المسيطر عليها التي تصور إسرائيل بطريقة أكثر إيجابية.
ويعتقد باحثون اخرون من جامعة تل ابيب أن كلا الطرفين لديهما مصالح مشتركة ويجب على السعودية ان تقدم الكثير لإسرائيل لنوافق على حمايتها من ايران، بما في ذلك الموارد المالية والسماح لجنودنا بالاستفادة من القرب الجغرافي لإيران، وضربها من الداخل عبر التأثير بين الأقليات في إيران التي يمكن استخدامها كقوات بالوكالة.
اذاً، اصبح من المؤكد ان السعودية مقبلة على علاقات علنية مع الكيان الإسرائيلي، علاقات دبلوماسية وأمنية واقتصادية، رسمية وواضحة، وذلك في اجل قريب جدا دون اي حرج او، واصبح من المؤكد ان بن سلمان قد اتخذ قراره بالتطبيع، الرابح الوحيد منه سيكون الاسرائيلي بكل تاكيد.