الوقت- إقليم "كشمير" هي تلك المنطقة المكتسية بالخضار التي تقع شمال شرق آسيا بالقرب من جبال "الهيمالايا" بين باكستان والهند والصين وتبلغ مساحتها الجغرافية تقريبا 242000 كم وعدد سكانها يصل إلى عشرين مليون نسمة اغلبهم من المسلمين وتوجد هنالك نسبة بسيطة من الهندوس والسيخ ويرجع تاريخ دخول هذه الإقليم في الدين الإسلامي إلى عهد "محمد بن القاسم الثقفي" الذي فتح بلاد السند وكشمير في القرن الأول الهجري.
لقد كانت "كشمير" قبل قرن من الزمان دولة مستقلة إلى أن جاء الاستعمار البريطاني الذي قام في عام 1947 بتقسيم شبه الجزيرة الهندية وقام بالعمل على تأسيس دولتان هما الهند وباكستان ولقد تم إعطاء الحاكم العام لـ"كشمير" في ذلك الوقت حرية الاختيار في اتخاذ قراره إلى أياً من الدولتين يريد أن ينضم ولكن ذلك الحاكم فضل البقاء مستقلاً عن تلك الدولتين.
تجدر الإشارة هنا أنه في وقتنا الحالي يمكن تقسيم منطقة "كشمير" إلى ثلاث مناطق رئيسية، منطقة تقع في الهند وتسمى بـ"كمشير وجامو" وتعتبر الجزء الأكبر من تلك المنطقة والذي يمتلك العدد الأكبر من السكان ومنطقة تقع في باكستان وتعرف بـ"ولاية كشمير الحرة" ومنطقة تقع في الصين وتسمى بـ"أكساي تشين" وتعد هذا المنطقة هي الجزء الأصغر من الإقليم ويتحدث سكان "كشمير" الكثير من اللغات مثل الهندية والأردية والصينية وتعود أصول الشعب الكشميري إلى الأعراق التركية والأفغانية والمغولية.
يعتمد سكان كشمير على الزراعة وتربية المواشي لتأمين قوت يومهم وذلك نظراً لما تمتاز به تلك المناطق من توفرِ للمياه والسهول الصالحة للزراعة، فسكان تلك المناطق يقومون بزراعة الكثير من المحاصيل الزراعية كالحبوب والخضار والفواكه ويعمل البعض منهم في حياكة الصوف المعروف بجودته في العالم ويقومون بصناعة الكثير من الشالات والبطانيات الكشميرية المعروفة.
السياحة في كشمير
تتمتع الكثير من مناطق إقليم "كشمير" بالكثير من المناظر الخضراء الخلابة والسهول والأنهار الجميلة التي ساعدتها على استقطاب الكثير من السياح الأجانب إليها وبغض النظر عن الأحداث السياسية التي تحصل في تلك المناطق إلا أنها تُعد جزءًا جميل من هذا العالم. فخلال السنوات الماضية زار الآلاف من السياح البريطانيين والماليزيين والصينيين وكذلك العرب تلك المناطق وأصبحت وجهة سياحية لمعظم السكان في أوروبا وفي منطقة الشرق الأوسط.
تعتبر مدينه "سرنغار" من اجمل مدن هذا الإقليم نظراً لجوها المعتدل والممطر ولامتلاكها الكثير من المناطق الخلابة كـ"الوادي السعيد" و"وادي الدموع" وحدائق "شاليمار" الشهيرة التي قام الإمبراطور المغولي "شاه جهان" ببنائها في عام 1641 ميلادي.
"كشمير" فلسطين ثانية تتنازع عليها الهند وباكستان
لقد حدثت خلال العقود الماضية الكثير من النزاعات بين باكستان والهند وذلك من اجل السيطرة على أفليم "كشمير" واندلعت أول حرب بينهما في عام 1949 وخلال ذلك العام قررت الأمم المتحدة إجراء استفتاء في ذلك الإقليم لتقرير مصيره ولكن الهند رفضت ذلك الاستفتاء وبهذا بدأت النزاعات مرة أخرى بينها وبين باكستان التي ترى بأن لها الأحقية في امتلاك ذلك الإقليم ويذكر أن الاشتباكات العسكرية تجددت بينهما في عامي 1965 و1999 وبهذا الأمر أصبحت تلك المنطقة من اهم المناطق الساخنة في العالم وفي عام 2003 تم التوقيع على معاهدة السلام بين الهند وباكستان لإنهاء تلك النزاعات ولكن باكستان خلال العقد الماضي قامت بالعمل على دعم الكثير من الجماعات الدينية المتطرفة في "كشمير" للقيام بأعمال تخريبية تُجبر الهند على الموافقة على انفصال ذلك الإقليم وانضمامه إلى باكستان ولهذا فلقد شهد هذا الإقليم الكثير من التوترات والاشتباكات العسكرية بين القوات الهندية وتلك الجماعات المتطرفة وراح ضحيتها الكثير من سكان ذلك الإقليم.
يذكر أن الهند وباكستان اتفقا في عام 2011 على المضي قدما والعمل على مواصلة المفاوضات السياسية التي تهدف إلى إيجاد حل سلمي لتلك الأزمة وخلال ذلك العام تعهدت باكستان بالتوقف عن دعم تلك الجماعات المتطرفة التي قتلت وشردت الآلاف من مواطني "كشمير" وفي المقابل تعهدت الهند بحل جميع قضاياها العالقة مع باكستان والعمل على بناء الثقة بينهما. الجدير بالذكر هنا أن التوترات عادت إلى الواجهة خلال السنتين الماضيتين بين باكستان والهند وازدادت احتمالات الصدام بينهما وهنا قامت الولايات المتحدة باستغلال هذا الأزمة كعادتها وضغطت على كلا الطرفين لوقف تلك الصراعات، لمساعدتها في السيطرة على الأوضاع الأمنية في أفغانستان.
أن الولايات المتحدة تسعى في يومنا هذا إلى استغلال تلك المنازعات وتلك الصراعات التي تحدث في مناطق مختلفة من هذا العالم وفيما يخص الأزمة الكشميرية فهي تركز على بناء علاقات استراتيجية واسعة مع الهند وذلك من اجل مواجهة الصين وروسيا ومن جهة أخرى تعمل الولايات المتحدة على أقامة علاقات تعاون مع باكستان التي تُعد الصديق التقليدي للصين وذلك من اجل استخدام تلك العلاقات كورقة ضغط تهدد بها الصين.