الوقت- يوما بعد يوم، تواصل الماكينة الإعلامية السعودية سقطاتها المهنية والأخلاقية الكارثية في تعاطيها مع أمور كثيرة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة تعاطيها مع محور المقاومة وبالأخص المقاومة الإسلامية في لبنان. وتعتمد هذه الوسائل في حربها على المقاومة على الكذب والخداع وتزوير الحقائق من اجل تشويه صورتها وتضليل الرأي العربي والعالمي عن الحقائق الواقعية وخلق رأي مناهض لها.
الا ان المشاهد العربي والناشطون الإعلاميون على وسائل التواصل الاجتماعي كانوا السباقين الى كشف هذه الترهات الغير مهنية والتي لا تحترم العقل أو تراعي الأخلاق الإعلامية. وفي آخر فصول هذا الإعلام المحسوب على السعودية جاء هذه المرّة مدوّياً من خلال "منتجة" خطاب للأمين العام لحزب الله، ليظهر فيه وكأنه يتحدث عن حلف بين حزب الله وكيان العدو الصهيوني.
ونشرت قناة " 24 السعودية" خلال الأيام الفائتة فيديو ممنتج للأمين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصرالله بتاريخ 25 /11 /2005 خلال تشييع شهداء عملية الغجر.
وقام معد التقرير على القناة السعودية بتحريف كلام الامين العام عبر "لعبة المونتاج" ليصبح كالتالي: "كنا أصدقاء لإسرائيل. في 82 كنا أصدقاء لاسرائيل إلى اليوم لا نخفي هذه الصداقة ولم نخجل بها بل نؤمن بها وندعو كل اللبنانيين إلى توثيقها وتعزيزها وهذا مصلحة للبنان أولا. نحن على رأس السطح أصدقاء وحلفاء إسرائيل كما أصدقاء وحلفاء سوريا".
وبعد لعبة المونتاج واصل معدّ التقرير مهمّته بـ "استغفال المشاهد"، فيزعم "بهذه الاعترافات يضع نصر الله بيده النقاط على الحروف ليكمل الفراغات الشاغرة في أكثر سيناريوهات العمالة والخيانة غموضاً في تاريخ الصراع العربي-الاسرائيلي. جاءت هذه الاعترافات لتجيب على التساؤلات الكبيرة بخصوص التناغم بين الصهاينة وحزب الله: لماذا لم تستهدف اسرائيل حسن نصر الله؟".
أما في الخطاب الحقيقي، فيقول السيد حسن نصرالله "نحن كنا أصدقاء سوريا وما زلنا ونعتز بهذه الصداقة، منذ العام 1982 كنا أصدقاء سوريا وإلى اليوم لا نخفي هذه الصداقة ولم نخجل بها بل نؤمن بها وندعو كل اللبنانيين إلى توثيقها وتعزيزها وهذا مصلحة للبنان أولا. نحن على رأس السطح أصدقاء وحلفاء طهران كما أصدقاء وحلفاء سوريا منذ العام 1982 إلى الـ 1985 إلى الـ 1990 إلى الـ 2000 إلى الـ 2005 "وما عنّا شي مخبّا"، نحن الجهة اللبنانية التي استطاعت أن تستفيد من سوريا لتحرير لبنان واستطاعت أن تستفيد من إيران لأجل تحرير لبنان".
فصول الكذب تستمر
وتحاول السعودية جاهدة على مدى الأعوام الماضية تشويه صورة محور المقاومة وقضايا أخرى في سبيل خلق رأي عالمي داعم لمشاريعها الدموية في المنطقة، ومن الأمثلة نذكر التالي:
1- صاروخ مكة، يفضح غباء الاعلام السعودي"، هكذا عنون مركز الدراسات الألماني فيريل مقالاً له نشر في 28 تشرين الأول 2016، كشف فيه غباء وكذب الاعلام السعودي حول الصاروخ اليمني الذي سقط في مكة، وتساءل مركز الدراسات الألماني عن اذا كان الذي اطلق الصاروخ بركان 1 يقصد استهداف مكة فلماذا تجاوزها ب 65 كلم وسقط في البرزة الواقعة شمالي مكة؟ في حين ان صاروخاً قبله بأيام أصاب هدفه بدقة في مطار جدة؟
2- وفي 18 كانون الأول 2017 نشر الاعلام السعودي خبرا كاذباً عن “بيل غيتس” بشأن اليمن، وفي تفاصيل الخبر نشرت جريدة “سعودي غازيت” السعودية خبراً مفاده ان بيل غيتس أشاد بالعمل الخيري السعودي في اليمن، الا ان الصحيفة اضطُرّت فيما بعد الى تغيير العنوان ومضمون الخبر بعد اعتراض مكتب بيل غيتس على الخبر.
3- مثال اخر يظهر كذب وتضليل الاعلام السعودي في تناوله لاخبار المنطقة، حيث كتبت قناة الإخبارية السعودية خبراً اتهمت فيه مؤسسة قطرية بتسميم أطفال عراقيين لاجئين في مخيم الخازر في حين ان مؤسسة عراقية بريطانية تعرف باسم "أعن المحتاجين الخيرية" العراقية البريطانية وتتخذ من أربيل مقراً لها، وتسبّبت بمقتل ثلاثة أشخاص وتسمّم حوالى 900 نازح.
امام هذه الوقائع تسعى السعودية جاهدة الى اخفاء عجزها الحقيقي تجاه نجاحات محور المقاومة في المنطقة من سوريا إلى اليمن وفشل مشاريعها الدموية التقسيمية في الشرق الاوسط، وهذه المرة عبر مؤسساتها الإعلامية التي تضخ مواد مضللة ومزوّرة ومفبركة للتعتيم على هذا الفشل.