ونقلت الصحيفة أنّ رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي ايزنكوط، ينوي إعادة تنظيم بنية الحرب الإلكترونية للارتقاء الى المستوى الذي وصلت له ايران، على أنْ يكون بناؤها بما يماثل ذراعي البحر والجو، إذ سيكون "قسم السايبر" مسؤولاً عن تفعيل القوة في كل ما يتعلق بمجال الشبكة العنكبوتية.
وأضافت هآرتس أنّه وبعد دراسة حول تشكيل قيادة لـ”السايبر” وتنصيب جنرال في قيادته، قرر جيش الكيان الاسرائيلي في النهاية إقامة ذراع بصلاحيات متعددة، يقوده ضابط رفيع المستوى، يكون مسؤولاً عن مجالات السايبر كلها بما فيها مجال “حماية السايبر” الخاضع لوحدة التنصت، إضافة إلى ما أسمته المصادر العسكريّة الإسرائيليّة مجالات الهجوم، وجمع المعلومات وتخطيط العمليات ذات الصلة بالشبكة العنكبوتية. علاوة على ذلك، تابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ الجيش الإسرائيليّ يعتزم استكمال إقامة هذه الذراع في السنتين المقبلتين، على أنْ يتّم بعد نحو سنة البدء في استخلاص العبر، من أجل فحص البنية الجديدة ومدى تحسينها نشاط السايبر في الجيش.
من جانبه أكدّ مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، إليكس فيشمان، على أنّ التجربة قد دلّت على أنّ لدى الإيرانيين القدرة على تنفيذ هجمات إلكترونية بالغة الخطورة، وتساءل: إن كانت إيران قد تمكنت مؤخرًا من السيطرة على أهم وأكثر الطائرات الأمريكيّة بدون طيّار سرية وأعظمها كلفة عبر توظيف تقنيات متقدمة، فهل من المستهجن أنْ يتمكن الإيرانيون من اختراق بطاقات الائتمان لعشرات الآلاف من الإسرائيليين؟.
ولفت فيشمان إلى أنّ الإيرانيين يملكون سجلاً حافلاً من الانجازات في مجال الحرب الإلكترونيّة، حيث تمكّنوا من تحقيق انجاز وصفه بالمذهل، تمثل في إبطال عمل هيئة القيادة التي تتحكم في تشغيل وتوجيه الطائرات بدون طيار الأمريكيّة العاملة في العراق، مع العلم أنّ مقر هذه الهيئة موجود في قاعدة عسكرية داخل أمريکا. أمّا الجنرال في الاحتياط يتسحاق بن يسرائيل، رئيس (المجلس الوطني للبحث والتطوير)، فلفت إلى وجود فجوة في الكيان الاسرائيلي بين الاحتياطات الدفاعيّة عن البنى التحتيّة الأمنيّة، وبين الدفاع عن بنى تحتية مدنيّة حساسة ومهمة ضد هجمات في الفضاء الالكترونيّ. وأضاف قائلاً إنّ الهجمات في الفضاء الالكترونيّ تحدث يوميًا وأنّها ليست جزءًا من الخيال العلمي بل هي حقيقة واقعة، على حدّ تعبيره.
يذكر أن الفضاء الالكتروني (Cyberspace) مصطلح حديث، ظهر في العقود الأخيرة نتيجة ثورة تكنولوجيا المعلومات، وهو يشمل في ما يشمل، جميع الحواسيب والمعلومات التي في داخلها والأنظمة والبرامج والشبكات المفتوحة لاستعمال الجمهور العام أو تلك الشبكات التي صممت لاستعمال فئة محددة من المستعملين ومنفصلة عن شبكة الإنترنت العامة.